وممن توفي فيها من الأعيان :
الحسن بن أحمد ، أبو علي الكاتب المصري ، صحب
أبا علي الروذباري وغيره ، وكان
أبو عثمان المغربي يعظم أمره ، ويقول :
أبو علي الكاتب [ ص: 220 ] من السالكين .
ومن كلامه الذي حكاه عنه
أبو عبد الرحمن السلمي قوله : روائح نسيم المحبة تفوح من المحبين وإن كتموها ، وتظهر عليهم دلائلها وإن أخفوها ، وتبدو عليهم وإن ستروها . وأنشد :
إذا ما أسرت أنفس الناس ذكره تبينته فيهم وإن لم يتكلموا تطيب به أنفاسهم فيذيعها
وهل سر مسك أودع الريح يكتم
علي بن محمد بن محمد بن عقبة بن همام ، أبو الحسن الشيباني الكوفي
قدم
بغداد فحدث بها عن جماعة ، وروى عنه
nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني .
وكان ثقة عدلا ، كثير التلاوة فقيها ، ومكث يشهد على الحكام ثلاثا وسبعين سنة ، مقبولا عندهم ، وأذن في مسجد
حمزة الزيات نيفا وسبعين سنة ، وكذلك أبوه من قبله .
محمد بن علي بن أحمد أبو العباس الكرخي الأديب
كان عالما زاهدا
[ ص: 221 ] ورعا ، يختم القرآن كل يوم ، ويديم الصوم ، سمع الحديث من
عبدان وأقرانه .
أبو الخير التيناتي
العابد الزاهد ، أصله من
المغرب ، وكان مقيما بقرية ، يقال لها :
تينات . من عمل
أنطاكية ويعرف
بالأقطع ; لأنه كان مقطوع اليد ، كان قد عاهد الله عهدا ، ثم نكثه ، فاتفق أن مسك جماعة من اللصوص في الصحراء وهو هناك ، فأخذ معهم فقطعت يده معهم ، وكانت له أحوال وكرامات ، وكان ينسج الخوص بيده الواحدة ، ودخل عليه بعضهم فشاهد منه ذلك ، فأخذ عليه العهد أن لا يخبر به أحدا ما دام حيا ، فوفى له بذلك .