[ ص: 448 ] ثم دخلت سنة أربع وثمانين وثلاثمائة
فيها عظم الخطب بأمر العيارين ، وعاثوا
ببغداد فسادا ، وأخذوا العملات الثقال ليلا ونهارا ، وحرقوا أماكن كثيرة ، وأخذوا من الأسواق الجبايات ، وتطلبهم الشرط ، فلم يفد ذلك شيئا ، ولا فكروا فيهم ، بل استمروا على ما هم عليه من أخذ الأموال ، وقتل الرجال ، وإرعاب النساء والأطفال ، في سائر المحال . فلما تفاقم الحال بهم تطلبهم السلطان
بهاء الدولة ، وألح في طلبهم ، فهربوا من بين يديه ، واستراح الناس من شرهم .
وفي ذي القعدة
عزل الشريف أبو أحمد الحسين بن موسى الموسوي وولداه اللذان كانا وليي عهده من بعده عن نقابة الطالبيين .
ورجع ركب
العراق في هذه السنة من أثناء الطريق بعدما فاتهم وقت الحج ، وذلك أن
الأصيفر الأعرابي الذي كان قد تكفل بحراستهم اعترض لهم في الطريق ، وذكر لهم أن الدنانير التي كانت أطلقت له من دار الخلافة كانت دراهم مطلية ، وأنه يريد بدلها من الحجيج ، وإلا لا يتركهم يجاوزوا هذا
[ ص: 449 ] الموضع ، فمانعوه وراجعوه ، فحبسهم عن المسير حتى ضاق الوقت ، ولم يبق منه ما يلحقوا الحج فيه ، فرجعوا إلى بلادهم ، ولم يحج منهم أحد ، وكذلك لم يحج من الركب الشامي ولا أهل
اليمن أحد ، وإنما حج أهل
مصر والمغرب خاصة .
وفي يوم عرفة قلد
الشريف أبو الحسن الزينبي محمد بن علي بن أبي تمام الزينبي نقابة العباسيين ، وقرئ عهده بين يدي الخليفة بحضرة القضاة والأعيان .