فإن أصبح بلا نسب فعلمي في الورى نسبي على أني أؤول إلى
قروم سادة نجب قياصرة إذا نطقوا
أرم الدهر ذو الخطب [ ص: 498 ] أولاك دعا النبي لهم
كفى شرفا دعاء نبي
صدودك عني ولا ذنب لي يدل على نية فاسده
فقد وحياتك مما بكيت خشيت على عيني الواحده
ولولا مخافة أن لا أراك لما كان في تركها فائده
له عين أصابت كل عين وعين قد أصابتها العيون
يقولون لي فيك انقباض وإنما رأوا رجلا عن موقف الذل أحجما
أرى الناس من داناهم هان عندهم ومن أكرمته عزة النفس أكرما
ولم أقض حق العلم إن كان كلما بدا طمع صيرته لي سلما
إذا قيل هذا منهل قلت قد أرى ولكن نفس الحر تحتمل الظما
[ ص: 499 ] ولم أبتذل في خدمة العلم مهجتي لأخدم من لاقيت لكن لأخدما
أأشقى به غرسا وأجنيه ذلة إذا فاتباع الجهل قد كان أحزما
ولو أن أهل العلم صانوه صانهم ولو عظموه في النفوس لعظما
ولكن أهانوه فهان ودنسوا محياه بالأطماع حتى تجهما
ما تطعمت لذة العيش حتى صرت للبيت والكتاب جليسا
ليس شيء أعز عندي من العل م فما أبتغي سواه أنيسا
إنما الذل في مخالطة النا س فدعهم وعش عزيزا رئيسا
إذا شئت أن تستقرض المال منفقا على شهوات النفس في زمن العسر
فسل نفسك الإنفاق من كنز صبرها عليك وإنظارا إلى زمن اليسر
فإن فعلت كنت الغني وإن أبت فكل منوع بعدها واسع العذر