[ ص: 570 ] ثم دخلت
سنة سبع وأربعمائة
في ربيع الأول منها ، احترق
مشهد الحسين بن علي بكربلاء وأروقته ، وكان سببه أن القومة أشعلوا شمعتين كبيرتين ، فمالتا في الليل على التأزير فاحترق ، ونفذت النار منه إلى غيره حتى كان منه ما كان .
وفي هذا الشهر أيضا احترقت
دار القطن ببغداد وأماكن كثيرة بباب
البصرة واحترق جامع
سامرا .
وفي هذا الشهر ورد الخبر بتشعيث
الركن اليماني من
المسجد الحرام ، وسقوط جدار بين يدي قبر النبي صلى الله عليه وسلم ، وأنه سقطت القبة الكبيرة على صخرة
بيت المقدس وهذا من أغرب الاتفاقات وأعجبها .
وفي هذه السنة قتلت
الشيعة الذين ببلاد
إفريقية ونهبت أموالهم ، ولم يترك منهم إلا من لا يعرف .
وفيها كان امتداد دولة
العلويين بالأندلس ، وليها
علي بن حمود بن أبي العيش العلوي ، فدخل
قرطبة في المحرم من هذه السنة ، وقتل
nindex.php?page=showalam&ids=16032سليمان بن الحكم الأموي ، وقتل أباه أيضا ، وكان شيخا صالحا ، وبايعه الناس ، وتلقب
بالمتوكل على الله ، ثم قتل في الحمام في ثامن عشر ذي القعدة من هذه
[ ص: 571 ] السنة عن ثمان وأربعين سنة ، وقام بالأمر من بعده أخوه
القاسم بن حمود وتلقب
بالمأمون ، فأقام في الملك ست سنين ، ثم كان ابن أخيه
يحيى ، ثم
إدريس أخو
يحيى ، ثم ملك
الأمويون ، ثم أجانب ، حتى ملك أمير المسلمين
علي بن يوسف بن تاشفين
وفي هذه السنة
ملك محمود بن سبكتكين يمين الدولة بلاد
خوارزم بعد ملكها
خوارزم شاه مأمون .
وفيها استوزر سلطان الدولة
أبو شجاع أبا الحسن علي بن الفضل الرامهرمزي ، عوضا عن
فخر الملك ، وخلع عليه خلع الوزارة ، ولم يحج أحد في هذه السنة من بلاد
العراق لفساد البلاد والطرقات ، وعيث الأعراب .