وممن توفي فيها من الأعيان :
أحمد بن محمد بن يوسف بن دوست ، أبو عبد الله البزاز
أحد حفاظ الحديث والفقهاء على مذهب
مالك ، وكان يذاكر بحضرة
nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني ، ويتكلم في علم الحديث ، فيقال : إن
nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني تكلم فيه بذلك السبب ، وقد تكلم في غيره بما لا يقدح فيه كبير شيء . قال
الأزهري : رأيت كتبه كلها طرية ، وكان يذكر أن أصوله العتق غرقت . وقد أملى الحديث من حفظه ،
والمخلص وابن شاهين حيان موجودان . وكانت وفاته في رمضان عن أربع وثمانين سنة .
[ ص: 572 ] الوزير فخر الملك محمد بن علي بن خلف ، أبو غالب ، كان من أهل
واسط وكان أبوه صيرفيا ، فتنقلت به الأحوال إلى أن وزر
nindex.php?page=showalam&ids=15575لبهاء الدولة بن عضد الدولة ، واقتنى أموالا جزيلة ، وبنى دارا عظيمة تعرف بالفخرية ، وكانت أولا للخليفة
المتقي لله فأنفق عليها أموالا كثيرة ونفقات غزيرة ، وكان كريما جوادا بذالا ، كثير الصدقات ، كسا في يوم ألف فقير ، وكان كثير الصلاة أيضا ، وهو
أول من فرق الحلاوة ليلة النصف من شعبان ، وكان فيه ميل إلى التشيع ، وقد قتله
سلطان الدولة في هذه السنة
بالأهواز ، وأخذ من أمواله شيئا كثيرا ; من ذلك أزيد من ستمائة ألف دينار ، خارجا عن الأملاك والأثاث والمتاع ، وكان عمره يوم قتل ثنتين وخمسين سنة وأشهرا ، وقد قيل : إن سبب هلاكه أن رجلا قتله بعض غلمانه ، فاستعدت امرأة الرجل عليه إلى الوزير ، ورفعت إليه قصصا ، وكل ذلك لا يلتفت إليها ، فقالت له ذات يوم : أرأيت القصص التي رفعتها إليك ولا تلتفت إليها ، قد رفعتها إلى الله ، وأنا أنتظر التوقيع عليها . فلما مسك الوزير ، قال : قد والله خرج توقيع المرأة . فكان من أمره ما كان .