[ ص: 598 ] ثم دخلت
سنة أربع عشرة وأربعمائة
فيها قدم الملك
مشرف الدولة إلى
بغداد فخرج الخليفة في الطيار لتلقيه ، وصحبته الأمراء والقضاة والفقهاء والوزراء والرؤساء ، فلما واجهه
مشرف الدولة قبل الأرض بين يدي الخليفة مرات والجيش واقف برمته ، والعامة في الجانبين والخليفة يبعث الرسل إليه بالسلام عليه ، وكان يوما مشهودا .
وفيها ورد
كتاب من يمين الدولة محمود بن سبكتكين إلى الخليفة ، يذكر فيه أنه دخل بلاد
الهند أيضا ، وأنه فتح بلادا ، وقتل خلقا منهم ، وأنه صالحه بعض ملوكهم ، وبعث إليه بهدايا سنية ، فيها فيول عديدة ، ومنها طائر على هيئة القمري ، إذا وضع عند الخوان وفيه سم دمعت عيناه وجرى منهما ماء ، وتحجر ، ويحك ويؤخذ ما تحصل منه ، فيطلى به الجراحات ذوات الأفواه الواسعة فيلحمها ، وغير ذلك .
وحج
أهل العراق في هذه السنة ، ولكن رجعوا على طريق
الشام لاحتياجهم إلى ذلك . والله تعالى أعلم .