صفحة جزء
[ ص: 599 ] وممن توفي فيها من الأعيان :

الحسن بن الفضل بن سهلان ، أبو محمد الرامهرمزي

وزير سلطان الدولة ، وهو الذي بنى سور الحائر عند مشهد الحسين ، قتل في شعبان من هذه السنة .

الحسين بن محمد بن عبد الله ، أبو عبد الله الكشفلي الطبري

الفقيه الشافعي ، تفقه على أبي القاسم الداركي ، وكان فهما فاضلا صالحا زاهدا ، وهو الذي درس بعد الشيخ أبي حامد الإسفراييني في مسجده ، مسجد عبد الله بن المبارك في قطيعة الربيع ، وكان الطلبة عنده مكرمين ، اشتكى بعضهم إليه حاجة ، وأنه قد تأخرت عنه نفقته التي ترد إليه من أبيه ، فأخذه بيده ، وذهب إلى بعض التجار بقطيعة الربيع ، فاستقرض له منه خمسين دينارا ، فقال التاجر : حتى تأكل شيئا . ومد سماطا ، فأكلوا ، ثم قال : يا جارية هاتي المال . فأحضرت شيئا من المال ، فوزن منه خمسين دينارا ، ودفعها إلى الشيخ ، فلما قاما إذا بوجه ذلك الفقيه قد تغير . فقال له الكشفلي : ما لك ؟ فقال : يا سيدي ، قد سكن قلبي حب هذه الجارية . فرجع به إلى التاجر ، فقال : قد وقعنا في فتنة أخرى . قال : وما هي ؟ فقال : إن الفقيه قد هوى الجارية . فأمر التاجر أن تخرج ، [ ص: 600 ] فسلمها إليه ، وقال : ربما يكون قد وقع في قلبها منه مثل الذي قد وقع في قلبه منها . فلما كان عن قريب قدمت على الفقيه النفقة من أبيه ستمائة دينار ، فوفى التاجر ما كان له عليه من ثمن الجارية والقرض ، وذلك بسفارة الشيخ . وكانت وفاته في ربيع الآخر من هذه السنة ، ودفن بمقبرة باب حرب .

علي بن عبد الله بن جهضم ، أبو الحسن الصوفي المكي

صاحب " بهجة الأسرار " ، كان شيخ الصوفية بمكة ، وبها توفي .

قال ابن الجوزي : وقد ذكروا أنه كان كذابا ، ويقال : إنه الذي وضع حديث صلاة الرغائب .

القاسم بن جعفر بن عبد الواحد ، أبو عمر الهاشمي البصري

قاضي البصرة ، سمع الكثير ، وكان ثقة أمينا ، وهو راوي سنن أبي داود ، عن أبي علي اللؤلؤي . توفي في هذه السنة ، وقد جاوز التسعين ، رحمه الله تعالى .

محمد بن أحمد بن الحسن بن يحيى بن عبد الجبار ، أبو الفرج القاضي الشافعي

ويعرف بابن سميكة ، روى عن النجاد وغيره ، وكان ثقة ، توفي في ربيع الأول منها ، ودفن بمقبرة باب حرب .

[ ص: 601 ] محمد بن أحمد ، أبو جعفر النسفي ، عالم الحنفية في زمانه ، وله طريقة في الخلاف ، وكان فقيرا متزهدا ، بات ليلة قلقا لما عنده من الفقر والحاجة ، فعرض له فكر في فرع من الفروع كان أشكل عليه ، فانفتح له ، فقام يرقص ويقول : أين الملوك وأبناء الملوك ؟ فسألته امرأته عن خبره ، فأعلمها بما حصل له ، فتعجبت من شأنه ، رحمه الله . وكانت وفاته في شعبان من هذه السنة .

هلال بن محمد بن جعفر بن سعدان ، أبو الفتح الحفار

سمع إسماعيل الصفار والنجاد وابن السماك وابن الصواف ، وكان ثقة . توفي في صفر من هذه السنة عن اثنتين وتسعين سنة ، رحمه الله وإيانا بمنه .

التالي السابق


الخدمات العلمية