[ ص: 687 ] ثم دخلت
سنة أربع وثلاثين وأربعمائة
فيها أمر الملك جلال الدولة
أبو طاهر بجباية أموال الجوالى ، ومنع أصحاب الخليفة من قبضها ، فانزعج
القائم بأمر الله وعزم على الخروج من
بغداد وأرسل للفقهاء والقضاة والأعيان في التأهب للخروج صحبته ، وارتجت
بغداد بسبب ذلك .
وفيها كانت زلزلة عظيمة بمدينة
تبريز هدمت قلعتها وسورها وأسواقها ودورها ، حتى من دار الإمارة عامة قصورها ، ومات تحت الهدم خمسون ألفا ، ولبس أهلها المسوح لشدة مصابهم .
وفيها استولى السلطان
طغرلبك على أكثر البلاد الشرقية ، فمن ذلك مدينة
خوارزم ودهستان وطبس والري وبلاد الجبل وكرمان وأعمالها
وقزوين . وخطب له في تلك النواحي كلها ، وعظم شأنه جدا ، واتسع صيته .
وفيها ملك
سماك بن صالح بن مرداس حلب أخذها من
الفاطميين ، فبعث إليه
المصريون من حاربه .
[ ص: 688 ] ولم يحج أحد في هذه السنة ولا فيما قبلها .