وممن توفي فيها من الأعيان :
عبد الملك بن محمد بن يوسف أبو منصور ، الملقب بالشيخ الأجل كان أوحد زمانه في القيام بالمعروف ، والمبادرة إلى فعل الخيرات واصطناع الأيادي عند أهلها من أهل السنة ، مع شدة القيام على أهل البدع ولعنهم ،
[ ص: 16 ] وافتقاد المستورين بالبر ، والصدقة على المحاويج وإخفاء ذلك جهده وطاقته ، ومن غريب ما وقع له : أنه كان يبر إنسانا في كل سنة بعشرة دنانير ، يكتب له بها على رجل يقال له :
ابن رضوان فلما توفي الشيخ جاء الرجل إلى
ابن رضوان فقال ادفع إلي ما كان يصرف لي الشيخ فقال له
ابن رضوان : إن الذي كان يكتب لك علي قد مات ، ولا أقدر أن أصرف لك شيئا ، فذهب الرجل إلى قبر الشيخ الأجل فقرأ شيئا من القرآن وترحم عليه ، ثم التفت فإذا هو بكاغد فيه عشرة دنانير ، فأخذها وجاء بها إلى
ابن رضوان فذكر له ذلك ، فقال له
ابن رضوان : هذه يا أخي سقطت مني اليوم عند قبره فخذها ولك علي مثلها في كل عام .
كانت وفاته المنتصف من محرم من هذه السنة عن خمس وستين سنة ، وكان يوم موته يوما مشهودا حضره خلق من الناس لا يعلم عددهم إلا الله عز وجل فرحمه الله تعالى ، وأكرم مثواه .
أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي
فقيه
الشيعة ودفن في مشهد
علي وكان مجاورا به حين احترقت داره -
بالكرخ - وكتبه ، سنة ثمان وأربعين إلى محرم هذه السنة فتوفي ودفن هناك .
[ ص: 17 ] خديجة بنت محمد بن علي بن عبد الله الواعظة المعروفة
بالشاهجانية ، ولدت سنة أربع وسبعين وثلاثمائة وكانت قد صحبت
ابن سمعون ، وروت عنه وعن
ابن شاهين ، ودفنت إلى جانب
ابن سمعون