[ ص: 135 ] ثم دخلت
سنة ست وثمانين وأربعمائة
فيها قدم إلى بغداد رجل يقال له أردشير بن منصور أبو الحسين العبادي مرجعه من الحج ، فنزل النظامية فوعظ الناس ، وحضر مجلسه
nindex.php?page=showalam&ids=14847الغزالي مدرس المكان وازدحم الناس في مجلس وعظه وكثروا في المجالس بعد ذلك ، وترك كثير من الناس معايشهم ، وكان يحضر مجلسه في بعض الأحيان قريب من ثلاثين ألفا من الرجال والنساء ، وتاب كثير من الناس ولزموا المساجد ، وأريقت الخمور وكسرت الملاهي ، وكان الرجل في نفسه صالحا له عبادات وفيه زهد وافر ، وله أحوال صالحة ، وكان الناس يزدحمون على فضل وضوئه ، وربما أخذوا من البركة التي يتوضأ منها للبركة .
ونقل
nindex.php?page=showalam&ids=11890ابن الجوزي أنه اشتهى مرة على بعض أصحابه توتا شاميا وثلجا ، فطاف البلد بكماله فلم يجده ، فرجع فوجد الشيخ في خلوته ، فسأل : هل جاء اليوم إلى الشيخ أحد؟ فقيل له : جاءت امرأة فقالت : إني غزلت بيدي غزلا وبعته ، وأنا أحب أن أشتري للشيخ طرفة ، فامتنع من ذلك فبكت ، فرحمها وقال : اذهبي فاشتري فقالت : ماذا تشتهي فقال ما شئت فذهبت فأتته بتوت شامي وثلج فأكله .
[ ص: 136 ] وقال بعضهم : دخلت عليه وهو يشرب مرقا فقلت في نفسي ليته أعطاني فضله لأشربه لحفظ القرآن ، فناولني فضله فقال : اشربها على تلك النية ، قال : فرزقني الله حفظ القرآن وكانت له عبادات ومجاهدات ثم اتفق أنه تكلم في بيع القراضة بالصحيح فمنع من الجلوس وأخرج من البلد .
وفي هذه السنة خطب
تتش بن ألب أرسلان صاحب دمشق لنفسه بالسلطنة ، وطلب من الخليفة أن يخطب له
بالعراق فحصل التوقف عن ذلك ، بسبب ابن أخيه
nindex.php?page=showalam&ids=15525بركياروق بن ملكشاه فسار إلى الرحبة وفي صحبته وطاعته
آق سنقر قسيم الدولة صاحب
حلب وبوزان صاحب
الرها ، ففتح الرحبة ثم سار إلى
الموصل فأخذها من يد صاحبها
إبراهيم بن قريش بن بدران ، وهزم جيوشه من
بني عقيل ، وقتل خلقا من الأمراء صبرا وكذلك أخذ
ديار بكر ، واستوزر
الكافي بن فخر الدولة بن جهير ، وكذلك أخذ
همذان وخلاط وفتح
أذربيجان ، واستفحل أمره ثم فارقه الأميران
آق سنقر وبوزان فسارا إلى الملك
بركياروق ، وبقي
تتش وحده فطمع فيه ابن أخيه
بركياروق فرجع
تتش فلحق
nindex.php?page=showalam&ids=16830قسيم الدولة آق سنقر وبوزان بباب
حلب فكسرهما وأسر
بوزان وآق سنقر فصلبهما وبعث برأس
بوزان فطيف به
حران والرها وملكها من بعده .
وفيها وقعت الفتنة بين الروافض والسنة وانتشرت بينهم شرور كثيرة
[ ص: 137 ] وفي ثاني شعبان ولد الخليفة
المسترشد بالله أبو منصور الفضل بن أبي العباس أحمد المستظهر ، ففرح الخليفة به وولي عهده بالولد السعيد .
وفي ذي القعدة دخل السلطان
بركياروق بغداد وخرج إليه الوزير
nindex.php?page=showalam&ids=13045أبو منصور بن جهير وهنأه عن الخليفة بالقدوم .
وفيها أخذ
المستنصر العبيدي مدينة
صور من أرض
الشام . ولم يحج فيها أحد من أهل
العراق .