[ ص: 209 ] ثم دخلت
سنة أربع وخمسمائة
في أول هذه السنة تجهز جماعة من البغاددة من الفقهاء وغيرهم ، وفيهم ابن الزاغوني للخروج إلى الشام ليقاتلوا الفرنج - لعنهم الله - وذلك حين بلغهم أنهم فتحوا مدائن عدة ; من ذلك مدينة
صيدا في ربيع الأول ، وكذا غيرها من المدائن ، ثم رجع كثير منهم حين بلغهم كثرة الفرنج .
وفيها قدمت
خاتون بنت ملكشاه زوجة الخليفة إلى
بغداد ، فنزلت في دار أخيها
السلطان محمد ، ثم حمل جهازها على مائة واثنتين وستين جملا وسبعة وعشرين بغلا ، وزينت
بغداد لقدومها ، وكان دخولها على الخليفة في الليلة العاشرة من رمضان وكانت ليلة مشهودة .
وفي شعبان درس
أبو بكر الشامي بالنظامية مع التاجية ، وحضر عنده الوزير والأعيان من الدولة وغيرهم ، وحج بالناس
الأمير قايماز ، ولم يتمكن الخراسانيون من الحج من العطش وقلة الماء .