[ ص: 225 ] ثم دخلت
سنة ثمان وخمسمائة
فيها وقع حريق عظيم ببغداد ، وفيها كانت زلزلة هائلة بأرض الجزيرة هدمت منها ثلاثة عشر برجا ، ومن
الرها بيوتا كثيرة وبعض سور
حران ودورا كثيرة في بلاد شتى ; فهلك أكثرها ، وفي
بالس نحوا من مائة دار ، وقلب بنصف قلعة
حران وسلم نصفها ، وخسف بمدينة
سميساط ، وهلك تحت الردم خلق كثير . فإنا لله وإنا إليه راجعون .
وفيها قتل صاحب
حلب تاج الدولة ألب أرسلان بن رضوان بن تتش ، قتله غلمانه ، وقام من بعده أخوه
سلطانشاه بن رضوان .
وفيها ملك
السلطان سنجر بن ملكشاه بلاد
غزنة وخطب له بها بعد مقاتلة عظيمة ، وأخذ منها أموالا كثيرة ; من ذلك خمسة تيجان ; قيمة كل تاج منها ألف ألف دينار ، وسبعة عشر سريرا من ذهب وفضة ، وألف وثلاثمائة قطعة مصاغ مرصعة ، فأقام بها أربعين يوما ، وقرر في ملكها
بهرام شاه من بيت
بني سبكتكين ولم يخطب
بغزنة قبل
السلطان سنجر من السلجوقية لأحد .
[ ص: 226 ] وفيها ولى
السلطان محمد للأمير آق سنقر البرسقي الموصل وأعمالها ، وأمره بمقاتلة الفرنج فقاتلهم في أواخر هذه السنة ، فأخذ منهم
الرها ، وخربها
وسروج وسميساط ، ونهب
ماردين ، وأسر ابن ملكها
إياز بن إيلغازي ، فأرسل
السلطان محمد إليه من يتهدده ، ففر منه إلى
طغتكين صاحب
دمشق ، فاتفقا على عصيان
السلطان محمد ، فجرت بينهما وبين نائب
حمص قرجان بن قراجة حروب كثيرة ثم اصطلحوا .
وفيها ملكت
زوجة مرعش الإفرنجية ، بعد وفاة زوجها ، لعنهما الله ، وحج بالناس فيها أمير الجيوش
أبو الخير يمن الخادم ، وشكر الناس حجهم معه .