[ ص: 227 ] ثم دخلت
سنة تسع وخمسمائة
فيها جهز السلطان غياث الدين محمد بن ملكشاه صاحب العراق جيشا كثيفا مع الأمير برسق بن برسق إلى إيلغازي صاحب ماردين وإلى
طغتكين صاحب
دمشق ليقاتلهما على تمالئهما على عصيان السلطان ، وقطع خطبته ، وإذا فرغ من ذلك عمد لقتال الفرنج ، فلما اقترب الجيش من بلاد
الشام هربا منه وتحيزا إلى الفرنج ، وجاء
الأمير برسق إلى
كفر طاب ففتحها عنوة ، وأخذ ما كان فيها من النساء والذرية ، وجاء صاحب
أنطاكية روجيل في خمسمائة فارس وألفي راجل ، فكبس المسلمين فقتل منهم خلقا كثيرا ، وأخذ أموالا جزيلة ، وهرب
برسق في طائفة قليلة من الناس ، وتمزق الجيش الذي كان معه شذر مذر ، فإنا لله وإنا إليه راجعون .
وفي ذي القعدة منها قدم
السلطان غياث الدين محمد إلى
بغداد ، وجاء إليه
طغتكين صاحب
دمشق معتذرا إليه فخلع عليه ، ورضي عنه ، ورده إلى عمله .