وممن توفي فيها من الأعيان :
أحمد بن معالي بن بركة الحربي ، تفقه
بأبي الخطاب الكلوذاني ، وبرع في النظر ، ودرس وأفتى ، ثم صار شافعيا ، ثم عاد حنبليا ، ووعظ
ببغداد ، وتوفي في هذه السنة ; دخلت به دابته في مكان ضيق ، فدخل قربوس سرجه في صدره .
السلطان nindex.php?page=showalam&ids=14504محمد شاه بن محمود بن محمد بن ملكشاه ، بن ألب أرسلان
لما رجع من محاصرة
بغداد إلى
همذان أصابه مرض السل ، فلم ينجع منه ، بل توفي في ذي الحجة من هذه السنة ، وقبل وفاته بأيام أمر أن يعرض عليه جميع ما يملكه ويقدر عليه ، وهو جالس في المنظرة ، فركب الجيش بكماله وأحضرت أمواله كلها ، ومماليكه حتى جواريه وحظاياه ، فجعل يبكي ويقول : هذه العساكر لا يدفعون عني مثقال ذرة ، ولا يزيدون في عمري لحظة ، ثم تأسف على ما كان منه إلى الخليفة
المقتفي ،
وأهل بغداد وحصارهم وأذيتهم ،
[ ص: 392 ] ثم فرق شيئا كثيرا من تلك الحواصل والأموال ، وتوفي عن ولد صغير ، واجتمعت العساكر والأمراء على عمه
سليمان شاه بن محمد بن ملكشاه وكان مسجونا
بالموصل فأفرج عنه ، وانعقدت السلطنة له ، وخطب له على تلك البلاد ، سوى
بغداد والعراق .