صفحة جزء
قصة عكا وما كان من أمرها

لما كان شهر رجب اجتمع من كان بصور من الفرنج وساروا إلى مدينة عكا فأحاطوا بها يحاصرونها ، فتحصن من فيها من المسلمين ، وأعدوا للحصار ما يحتاجون إليه ، وبلغ السلطان خبرهم فسار إليهم من دمشق مسرعا ، فوجدهم [ ص: 608 ] قد أحاطوا بها ، كإحاطة الخاتم بالخنصر ، فلم يزل يدافعهم عنها ويمانعهم منها ، حتى جعل طريقا إلى باب القلعة يصل إليه كل من أراده ، من جندي وسوقي ، وامرأة وصبي ، ثم أولج فيها ما أراد من آلات وأمتعة ، ومقاتلة ، ودخل بنفسه الكريمة ، فعلا سورها ونظر إلى الفرنج وجيشهم وكثرة عددهم وعددهم ، والميرة تفد إليهم من البحر في كل وقت ، وكل ما لهم في ازدياد ، وفي كل حين تصل إليهم الأمداد ، وعاد السلطان إلى مخيمه والجنود تصل إليه ، وتقدم عليه من كل جهة ومكان ، منهم رجالة وفرسان .

التالي السابق


الخدمات العلمية