وممن توفي فيها من الأعيان :
القاضي شرف الدين أبو سعد
عبد الله بن محمد بن هبة الله بن أبي عصرون ، أحد أئمة الشافعية ، له كتاب " الانتصار " ، وقد ولي قضاء القضاة
بدمشق ، ثم أضر قبل موته بعشر سنين ، فجعل ولده
محيي الدين مكانه تطييبا لقلبه ، وبلغ
القاضي شرف الدين ثلاثا وتسعين سنة ونصفا ، ودفن بالمدرسة العصرونية ، التي أنشأها غربي سويقة باب البريد ، قبالة داره ، بينهما عرض الطريق ، وكان من الصالحين والعلماء العاملين ، رحمه الله . وقد ذكره القاضي
[ ص: 610 ] ابن خلكان فقال : أصله من حديثة الموصل ورحل في طلب العلم إلى بلدان شتى ، وأخذ عن
أسعد الميهني nindex.php?page=showalam&ids=12097وأبي علي الفارقي وجماعة ، وولي قضاء
سنجار وحران ، وباشر في أيام
نور الدين تدريس الغزالية ، ثم انتقل إلى
حلب فبنى له
نور الدين مدرسة
بحلب وبحمص أيضا ، ثم قدم
دمشق في أيام
صلاح الدين ، فولي قضاءها في سنة ثلاث وسبعين وخمسمائة إلى أن توفي في هذه السنة ، وقد جمع جزءا في قضاء الأعمى ، وأنه جائز ; وهو خلاف المذهب ، لكن حكاه صاحب " البيان " وجها لبعض الأصحاب . قال : ولم أره في غيره . وقد صنف كتبا كثيرة ، منها : " صفوة المذهب في نهاية المطلب " في سبع مجلدات ، و " الانتصار " في أربع ، و " الخلاف " في أربع ، و " الذريعة في معرفة الشريعة " ، و " المرشد " وغير ذلك ، وكتابا سماه " مآخذ النظر " ، ومختصرا في الفرائض وغيرها ، وقد ذكره
nindex.php?page=showalam&ids=13359ابن عساكر في " تاريخه " ،
والعماد فأثنى عليه ، وكذلك
القاضي الفاضل
وأورد له
العماد أشعارا كثيرة ، ومما أورده
ابن خلكان عنه قوله :
أؤمل أن أحيا وفي كل ساعة تمر بي الموتى تهز نعوشها وهل أنا إلا مثلهم غير أن لي
بقايا ليال في الزمان أعيشها
[ ص: 611 ] أحمد بن عبد الرحمن بن وهبان
أبو العباس ، المعروف بابن أفضل الزمان ، قال
nindex.php?page=showalam&ids=12569ابن الأثير : كان عالما متبحرا في علوم كثيرة من الفقه ، والأصول والحساب والفرائض والنجوم والهيئة والمنطق وغير ذلك ، وقد جاور
بمكة وأقام بها إلى أن مات بها ، وكان من أحسن الناس صحبة وخلقا .
الفقيه
الأمير ضياء الدين عيسى الهكاري
كان من أصحاب
أسد الدين شيركوه ، دخل معه إلى
مصر ، وحظي عنده ، ثم كان ملازما
للسلطان صلاح الدين حتى توفي في ركابه بمنزلة الخروبة قريبا من
عكا فنقل إلى
القدس الشريف فدفن به ، وكان ممن تفقه على
الشيخ أبي القاسم بن البزري الجزري . وكان الفقيه
عيسى من الفضلاء والنبلاء والأمراء الكبار ، رحمه الله تعالى .
المبارك بن المبارك الكرخي
مدرس النظامية ، تفقه
nindex.php?page=showalam&ids=12705بابن الخل ، وكانت له مكانة عند الخليفة والعامة ، وكان يضرب بحسن خطه المثل . وقد ذكرته في " الطبقات " ، رحمه الله تعالى .