وممن توفي فيها من الأعيان :
الأمير مجاهد الدين قايماز الرومي
نائب
الموصل والمستولي على مملكتها أيام ابن أستاذه نور الدين أرسلان ، وكان عاقلا ذكيا فقيها حنفيا ، وقيل : شافعيا . يحفظ شيئا كثيرا من التواريخ والحكايات ، وقد ابتنى عدة جوامع ومدارس وربط وخانات ، وله صدقات كثيرة دارة . قال ابن الأثير : وقد كان من محاسن الدنيا .
أبو الحسن محمد بن جعفر بن أحمد بن محمد بن عبد العزيز العباسي الهاشمي
، قاضي القضاة
ببغداد ، بعد
ابن النجاري ، كان شافعيا ، تفقه على
أبي الحسن بن الخل وغيره ، وقد ولي القضاء والخطابة
بمكة ، وأصله منها ، ولكن ارتحل إلى
بغداد فنال منها ما نال من الدنيا ، وآل به الأمر إلى ما آل ، ثم إنه عزل
[ ص: 691 ] عن القضاء بسبب محضر رقم خطه عليه ، وكان فيما قيل مزورا عليه . فالله أعلم ، فجلس في منزله حتى مات .
الشيخ جمال الدين
أبو القاسم
يحيى بن علي بن الفضل بن بركة بن فضلان ، شيخ الشافعية
ببغداد ، تفقه أولا على
nindex.php?page=showalam&ids=12728سعيد بن محمد الرزاز مدرس النظامية ، ثم ارتحل إلى
خراسان فأخذ عن
الشيخ محمد الزبيدي تلميذ الغزالي ، وعاد إلى
بغداد وقد اقتبس علم المناظرة والأصلين ، وساد أهل
بغداد ، وانتفع به الطلبة والفقهاء ، وبنيت له مدرسة فدرس بها ، وبعد صيته وكثرت تلاميذه ، وكان كثير التلاوة وإسماع الحديث ، وكان شيخا حسنا لطيفا ظريفا ، ومن شعره :
وإذا أردت منازل الأشراف فعليك بالإسعاف والإنصاف وإذا بغا باغ عليك فخله
والدهر فهو له مكاف كاف