[ ص: 5 ] بسم الله الرحمن الرحيم
ثم دخلت
سنة ست وستمائة
في المحرم وصل
نجم الدين خليل شيخ الحنفية من
دمشق إلى
بغداد في الرسلية عن العادل ، ومعه هدايا كثيرة ، وتناظر هو وشيخ النظامية
مجد الدين يحيى بن الربيع في مسألة وجوب الزكاة في مال اليتيم والمجنون ، وأخذ الحنفي يستدل على عدم وجوبها ، فاعترض عليه الشافعي ، فأجاد كل منهما في الذي أورده ، ثم خلع على الحنفي وأصحابه بسبب الرسالة ، وكانت المناظرة بحضرة نائب الوزير
ابن أمسينا .
وفي يوم السبت خامس جمادى الآخرة وصل
الجمال يونس بن بدران المصري رئيس الشافعية
بدمشق إلى
بغداد في الرسلية عن الملك العادل ، فتلقاه الجيش مع حاجب الحجاب ، ودخل معه ابن أخي صاحب
إربل مظفر الدين كوكبري ، والرسالة تتضمن الاعتذار عن صاحب
إربل ، والسؤال في الرضا عنه ، فأجيب إلى ذلك .
[ ص: 6 ] وفيها ملك
العادل الخابور ونصيبين ، وحاصر مدينة
سنجار مدة ، فلم يتمكن منها ، ثم صالح صاحبها ، ورجع عنها .