[ ص: 394 ] قصة بيعة العقبة الثانية
قال
ابن إسحاق : ثم إن
nindex.php?page=showalam&ids=104مصعب بن عمير رجع إلى
مكة ، وخرج من خرج من
الأنصار من المسلمين مع حجاج قومهم من أهل الشرك ، حتى قدموا
مكة فواعدوا رسول الله صلى الله عليه وسلم
العقبة من أواسط أيام التشريق ، حين أراد الله بهم من كرامته والنصر لنبيه ، وإعزاز الإسلام وأهله ، فحدثني
معبد بن كعب بن مالك ، أن أخاه
عبد الله بن كعب ، وكان من أعلم
الأنصار ، حدثه أن أباه
كعبا حدثه ، وكان ممن شهد
العقبة وبايع رسول الله صلى الله عليه وسلم بها ، قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3510192خرجنا في حجاج قومنا من المشركين ، وقد صلينا وفقهنا ، ومعنا nindex.php?page=showalam&ids=1023البراء بن معرور سيدنا وكبيرنا ، فلما وجهنا لسفرنا ، وخرجنا من المدينة ، قال البراء : يا هؤلاء ، إني قد رأيت رأيا ، والله ما أدري أتوافقونني عليه أم لا ؟ قال : قلنا : وما ذاك ؟ قال : قد رأيت أن لا أدع هذه البنية مني بظهر - يعني الكعبة - وأن أصلي إليها . قال : فقلنا : والله ما بلغنا أن نبينا صلى الله عليه وسلم يصلي إلا إلى الشام ، وما نريد أن نخالفه . فقال إني لمصل إليها . قال : فقلنا له : لكنا لا نفعل . قال : فكنا إذا حضرت الصلاة صلينا إلى الشام ، وصلى هو إلى الكعبة ، حتى قدمنا مكة . قال : وقد كنا عبنا عليه ما صنع ، وأبى إلا الإقامة على ذلك ، فلما قدمنا مكة ، قال لي : يا ابن أخي ، انطلق بنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أسأله عما صنعت في سفري هذا ، فإنه قد وقع في نفسي منه شيء لما [ ص: 395 ] رأيت من خلافكم إياي فيه . قال : فخرجنا نسأل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكنا لا نعرفه ولم نره قبل ذلك ، فلقينا رجلا من أهل مكة فسألناه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : هل تعرفانه ؟ فقلنا : لا . فقال : هل تعرفان nindex.php?page=showalam&ids=18العباس بن عبد المطلب عمه ؟ قال : قلنا : نعم . وقد كنا نعرف العباس ، كان لا يزال يقدم علينا تاجرا . قال : فإذا دخلتما المسجد فهو الرجل الجالس مع العباس . قال : فدخلنا المسجد ، وإذا العباس جالس ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس معه ، فسلمنا ثم جلسنا إليه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم للعباس : " هل تعرف هذين الرجلين يا أبا الفضل ؟ " قال : نعم ، هذا nindex.php?page=showalam&ids=1023البراء بن معرور سيد قومه ، وهذا nindex.php?page=showalam&ids=331كعب بن مالك . قال : فوالله ما أنسى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : " الشاعر ؟ " قال : نعم . فقال له nindex.php?page=showalam&ids=1023البراء بن معرور : يا نبي الله ، إني خرجت في سفري هذا قد هداني الله تعالى للإسلام ، فرأيت أن لا أجعل هذه البنية مني بظهر ، فصليت إليها ، وقد خالفني أصحابي في ذلك حتى وقع في نفسي من ذلك شيء ، فماذا ترى يا رسول الله ؟ قال : " قد كنت على قبلة لو صبرت عليها " . قال : فرجع البراء إلى قبلة رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى معنا إلى الشام . قال : وأهله يزعمون أنه صلى إلى الكعبة حتى مات ، وليس ذلك كما قالوا ، نحن أعلم به منهم . قال nindex.php?page=showalam&ids=331كعب بن مالك : ثم خرجنا إلى الحج وواعدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم العقبة من أوسط أيام التشريق ، فلما فرغنا من الحج ، وكانت الليلة التي واعدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم لها ، ومعنا nindex.php?page=showalam&ids=198عبد الله بن عمرو بن حرام أبو جابر ، سيد من سادتنا ، وشريف من أشرافنا ، أخذناه وكنا نكتم من معنا من قومنا من المشركين أمرنا ، فكلمناه [ ص: 396 ] وقلنا له : يا أبا جابر ، إنك سيد من سادتنا ، وشريف من أشرافنا ، وإنا نرغب بك عما أنت فيه ، أن تكون حطبا للنار غدا . ثم دعوناه إلى الإسلام ، وأخبرناه بميعاد رسول الله صلى الله عليه وسلم إيانا العقبة ، قال : فأسلم وشهد معنا العقبة ، وكان نقيبا .
وقد روى
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري : حدثني
إبراهيم ، حدثنا
هشام أن
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج أخبرهم ، قال
عطاء : قال
جابر : أنا وأبي وخالي من أصحاب
العقبة . قال
عبد الله بن محمد : قال
ابن عيينة : أحدهما
nindex.php?page=showalam&ids=1023البراء بن معرور .
حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16604علي بن المديني ، حدثنا
سفيان ، قال : كان
عمرو يقول : سمعت
nindex.php?page=showalam&ids=36جابر بن عبد الله ، يقول : شهد بي خالاي
العقبة
وقال الإمام
أحمد : حدثنا
عبد الرزاق ، أخبرنا
معمر ، عن
ابن خثيم ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11862أبي الزبير ، عن
جابر قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3510193مكث رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة عشر [ ص: 397 ] سنين يتبع الناس في منازلهم بعكاظ ، ومجنة ، وفي المواسم بمنى ، يقول : " من يؤويني ؟ من ينصرني حتى أبلغ رسالة ربي وله الجنة ؟ " حتى إن الرجل ليخرج من اليمن أو من مضر - كذا قال فيه - فيأتيه قومه ، فيقولون : احذر غلام قريش لا يفتنك . ويمشي بين رحالهم وهم يشيرون إليه بالأصابع ، حتى بعثنا الله إليه من يثرب ، فآويناه وصدقناه ، فيخرج الرجل منا فيؤمن به ، ويقرئه القرآن ، فينقلب إلى أهله فيسلمون بإسلامه ، حتى لم يبق دار من دور الأنصار إلا وفيها رهط من المسلمين يظهرون الإسلام ، ثم ائتمروا جميعا ، فقلنا : حتى متى نترك رسول الله صلى الله عليه وسلم يطرد في جبال مكة ويخاف ؟ فرحل إليه منا سبعون رجلا حتى قدموا عليه في الموسم ، فواعدناه شعب العقبة ، فاجتمعنا عندها من رجل ورجلين حتى توافينا ، فقلنا : يا رسول الله ، علام نبايعك ؟ قال : " تبايعوني على السمع والطاعة في النشاط والكسل والنفقة في العسر واليسر ، وعلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وأن [ ص: 398 ] تقولوا في الله لا تخافون في الله لومة لائم ، وعلى أن تنصروني فتمنعوني إذا قدمت عليكم مما تمنعون منه أنفسكم وأزواجكم وأبناءكم ولكم الجنة " . فقمنا إليه ، وأخذ بيده أسعد بن زرارة ، وهو من أصغرهم - وفي رواية nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي : وهو أصغر السبعين إلا أنا - فقال : رويدا يا أهل يثرب ، فإنا لم نضرب إليه أكباد الإبل إلا ونحن نعلم أنه رسول الله ، وأن إخراجه اليوم مفارقة العرب كافة ، وقتل خياركم ، وأن تعضكم السيوف ، فإما أنتم قوم تصبرون على ذلك فخذوه ، وأجركم على الله ، وإما أنتم قوم تخافون من أنفسكم خيفة ، فبينوا ذلك ، فهو أعذر لكم عند الله ، قالوا : أمط عنا يا أسعد ، فوالله لا ندع هذه البيعة أبدا ، ولا نسلبها أبدا . قال فقمنا إليه فبايعناه ، وأخذ علينا وشرط ، ويعطينا على ذلك الجنة
وقد رواه الإمام
أحمد أيضا ،
nindex.php?page=showalam&ids=13933والبيهقي ، من طريق
داود بن عبد الرحمن العطار ، زاد
nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي عن
nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم بسنده إلى
يحيى بن سليم ، كلاهما عن
[ ص: 399 ] عبد الله بن عثمان بن خثيم ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11862أبي الزبير به نحوه . وهذا إسناد جيد على شرط
مسلم ، ولم يخرجوه . وقال
البزار : ورواه غير واحد عن
ابن خثيم ، ولا نعلمه يروى عن
جابر إلا من هذا الوجه .
وقال الإمام
أحمد : حدثنا
سليمان بن داود ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=12458عبد الرحمن بن أبي الزناد ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=17177موسى بن عقبة ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11862أبي الزبير ، عن
جابر ، قال
كان العباس آخذا بيد رسول الله صلى الله عليه وسلم ورسول الله يواثقنا ، فلما فرغنا ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أخذت وأعطيت " .
وقال
البزار : حدثنا
محمد بن معمر ، حدثنا
قبيصة ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16004سفيان هو الثوري ، عن
جابر ، يعني الجعفي ، nindex.php?page=showalam&ids=15854وداود ، هو ابن أبي هند ، عن
الشعبي ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=36جابر ، يعني ابن عبد الله ، قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3510194قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للنقباء من الأنصار : " تؤووني وتمنعوني ؟ " قالوا : نعم . قالوا : فما لنا ؟ قال : " الجنة " ثم قال : لا نعلمه يروى إلا بهذا الإسناد عن
جابر .
ثم قال
ابن إسحاق : عن
معبد ، عن
عبد الله ، عن أبيه
nindex.php?page=showalam&ids=331كعب بن مالك ، [ ص: 400 ] ، قال : فنمنا تلك الليلة مع قومنا في رحالنا ، حتى إذا مضى ثلث الليل ، خرجنا من رحالنا لميعاد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، نتسلل تسلل القطا ، مستخفين حتى اجتمعنا في
الشعب عند
العقبة ، ونحن ثلاثة وسبعون رجلا ، ومعنا امرأتان من نسائنا;
nindex.php?page=showalam&ids=11675نسيبة بنت كعب أم عمارة إحدى نساء
بني مازن بن النجار ، وأسماء ابنة عمرو بن عدي بن نابي إحدى نساء بني سلمة ، وهي أم منيع . وقد صرح
ابن إسحاق ، في رواية
nindex.php?page=showalam&ids=17416يونس بن بكير عنه ، بأسمائهم وأنسابهم .
قلت : وما ورد في بعض الأحاديث أنهم كانوا سبعين ، فالعرب كثيرا ما تحذف الكسر . وقال
عروة بن الزبير ،
nindex.php?page=showalam&ids=17177وموسى بن عقبة ، كانوا سبعين رجلا وامرأة واحدة . قال : منهم أربعون من ذوي أسنانهم ، وثلاثون من شبابهم . قال : وأصغرهم
أبو مسعود ، nindex.php?page=showalam&ids=36وجابر بن عبد الله . وقول
محمد بن إسحاق أنهم خمسة وسبعون ، أثبت . والله أعلم .
[ ص: 401 ] nindex.php?page=hadith&LINKID=3510195قال nindex.php?page=showalam&ids=331كعب بن مالك : فاجتمعنا في الشعب ننتظر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، حتى جاءنا ومعه nindex.php?page=showalam&ids=18العباس بن عبد المطلب ، وهو يومئذ على دين قومه ، إلا أنه أحب أن يحضر أمر ابن أخيه ، ويتوثق له ، فلما جلس كان أول متكلم nindex.php?page=showalam&ids=18العباس بن عبد المطلب ، فقال : يا معشر الخزرج - قال : وكانت العرب إنما يسمون هذا الحي من الأنصار الخزرج ، خزرجها وأوسها - إن محمدا منا حيث علمتم ، وقد منعناه من قومنا ممن هو على مثل رأينا فيه ، فهو في عزة من قومه ، ومنعة في بلده ، وإنه قد أبى إلا الانحياز إليكم ، واللحوق بكم ، فإن كنتم ترون أنكم وافون له بما دعوتموه إليه ، ومانعوه ممن خالفه ، فأنتم وما تحملتم من ذلك ، وإن كنتم ترون أنكم مسلموه وخاذلوه بعد الخروج به إليكم فمن الآن فدعوه ، فإنه في عز ومنعة من قومه وبلده . قال : فقلنا له : قد سمعنا ما قلت ، فتكلم يا رسول الله ، فخذ لنفسك ولربك ما أحببت . قال : فتكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم فتلا القرآن ، ودعا إلى الله ، ورغب في الإسلام ، ثم قال : " أبايعكم على أن تمنعوني مما تمنعون منه نساءكم وأبناءكم " . قال : فأخذ nindex.php?page=showalam&ids=1023البراء بن معرور بيده ثم قال : نعم فوالذي بعثك بالحق لنمنعنك مما نمنع منه أزرنا ، فبايعنا يا رسول الله ، فنحن والله أبناء الحروب ، وأهل الحلقة ، ورثناها كابرا عن كابر . قال : فاعترض القول - والبراء يكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم - [ ص: 402 ] nindex.php?page=showalam&ids=2737أبو الهيثم بن التيهان ، فقال : يا رسول الله ، إن بيننا وبين الرجال حبالا ، وإنا قاطعوها - يعني اليهود - فهل عسيت إن فعلنا ذلك ثم أظهرك الله ، أن ترجع إلى قومك وتدعنا ؟ قال : فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم قال : " بل الدم الدم ، والهدم الهدم ، أنا منكم وأنتم مني ، أحارب من حاربتم ، وأسالم من سالمتم " . قال كعب : وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أخرجوا إلى منكم اثني عشر نقيبا يكونون على قومهم بما فيهم " فأخرجوا منهم اثني عشر نقيبا ، تسعة من الخزرج ، وثلاثة من الأوس .
قال
ابن إسحاق : وهم
nindex.php?page=showalam&ids=131أبو أمامة أسعد بن زرارة - المتقدم -
nindex.php?page=showalam&ids=3402وسعد بن الربيع بن عمرو بن أبي زهير بن مالك بن امرئ القيس بن مالك بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج nindex.php?page=showalam&ids=82وعبد الله بن رواحة بن ثعلبة بن امرئ القيس بن عمرو بن امرئ القيس بن مالك بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج ورافع بن مالك بن العجلان - المتقدم -
nindex.php?page=showalam&ids=1023والبراء بن معرور بن صخر بن خنساء بن سنان بن عبيد بن عدي بن غنم بن كعب بن سلمة بن سعد بن علي بن أسد بن ساردة بن تزيد بن جشم بن الخزرج [ ص: 403 ] nindex.php?page=showalam&ids=198وعبد الله بن عمرو بن حرام بن ثعلبة بن حرام بن كعب بن غنم بن كعب بن سلمة ، nindex.php?page=showalam&ids=63وعبادة بن الصامت - المتقدم -
nindex.php?page=showalam&ids=228وسعد بن عبادة بن دليم بن حارثة بن خزيمة بن ثعلبة بن طريف بن الخزرج بن ساعدة بن كعب بن الخزرج والمنذر بن عمرو بن خنيس بن حارثة بن لوذان بن عبد ود بن زيد بن ثعلبة بن الخزرج بن ساعدة بن كعب بن الخزرج . فهؤلاء تسعة من
الخزرج . ومن
الأوس ثلاثة وهم :
nindex.php?page=showalam&ids=168أسيد بن حضير بن سماك بن عتيك بن رافع بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل بن جشم بن الحارث بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الأوس nindex.php?page=showalam&ids=3397وسعد بن خيثمة بن الحارث بن مالك بن كعب بن النحاط بن كعب بن حارثة بن غنم بن السلم بن امرئ القيس بن مالك بن الأوس ورفاعة بن عبد المنذر بن زبير بن زيد بن أمية بن زيد بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس .
قال
ابن هشام : وأهل العلم يعدون فيهم
nindex.php?page=showalam&ids=2737أبا الهيثم بن التيهان ، بدل
رفاعة هذا . وهو كذلك في رواية
يونس ، عن
ابن إسحاق ، واختاره
السهيلي ، وابن الأثير في " الغابة " . ثم استشهد
ابن هشام على ذلك بما
[ ص: 404 ] رواه عن
أبي زيد الأنصاري ، فيما ذكره من شعر
nindex.php?page=showalam&ids=331كعب بن مالك ، في
ذكر النقباء الاثني عشر هذه الليلة ، ليلة
العقبة الثانية ، حين قال :
فأبلغ أبيا أنه فال رأيه وحان غداة الشعب والحين واقع أبى الله ما منتك نفسك إنه
بمرصاد أمر الناس راء وسامع وأبلغ أبا سفيان أن قد بدا لنا
بأحمد نور من هدى الله ساطع فلا ترعين في حشد أمر تريده
وألب وجمع كل ما أنت جامع ودونك فاعلم أن نقض عهودنا
أباه عليك الرهط حين تتابعوا أباه البراء وابن عمرو كلاهما
وأسعد يأباه عليك ورافع وسعد أباه الساعدي ومنذر
لأنفك إن حاولت ذلك جادع وما ابن ربيع إن تناولت عهده
بمسلمه لا يطمعن ثم طامع وأيضا فلا يعطيكه ابن رواحة
وإخفاره من دونه السم ناقع وفاء به والقوقلي بن صامت
بمندوحة عما تحاول يافع أبو هيثم أيضا وفي بمثلها
وفاء بما أعطى من العهد خانع [ ص: 405 ] وما ابن حضير إن أردت بمطمع
فهل أنت عن أحموقة الغي نازع وسعد أخو عمرو بن عوف فإنه
ضروح لما حاولت ملأمر مانع أولاك نجوم لا يغبك منهم
عليك بنحس في دجى الليل طالع
قال
ابن هشام : فذكر فيهم
nindex.php?page=showalam&ids=2737أبا الهيثم بن التيهان ، ولم يذكر
رفاعة .
قلت : وذكر
nindex.php?page=showalam&ids=307سعد بن معاذ : وليس من النقباء بالكلية في هذه الليلة . والله أعلم .
وروى
يعقوب بن سفيان ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=17418يونس بن عبد الأعلى ، عن
ابن وهب ، عن
مالك ، قال : كان
الأنصار ليلة
العقبة سبعين رجلا ، وكان نقباؤهم اثني عشر نقيبا تسعة من
الخزرج وثلاثة من
الأوس .
وحدثني شيخ من
الأنصار أن جبريل كان يشير إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى من يجعله نقيبا ليلة العقبة ، وكان nindex.php?page=showalam&ids=168أسيد بن حضير أحد النقباء تلك الليلة . رواه
nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي .
[ ص: 406 ] وقال
ابن إسحاق : فحدثني
عبد الله بن أبي بكر ، nindex.php?page=hadith&LINKID=3510197أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال للنقباء : " أنتم على قومكم بما فيهم كفلاء ككفالة الحواريين لعيسى بن مريم ، وأنا كفيل على قومي " . قالوا : نعم . وحدثني
nindex.php?page=showalam&ids=16276عاصم بن عمر بن قتادة ، أن القوم لما اجتمعوا لبيعة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال العباس بن عبادة بن نضلة الأنصاري ، أخو بني سالم بن عوف : يا معشر الخزرج ، هل تدرون علام تبايعون هذا الرجل ؟ قالوا : نعم . قال : إنكم تبايعونه على حرب الأحمر والأسود من الناس ، فإن كنتم ترون أنكم إذا نهكت أموالكم مصيبة ، وأشرافكم قتل ، أسلمتموه ، فمن الآن ، فهو والله - إن فعلتم - خزي الدنيا والآخرة ، وإن كنتم ترون أنكم وافون له بما دعوتموه إليه على نهكة الأموال ، وقتل الأشراف ، فخذوه فهو والله خير الدنيا والآخرة . قالوا : فإنا نأخذه على مصيبة الأموال ، وقتل الأشراف ، فما لنا بذلك يا رسول الله إن نحن وفينا ؟ قال : " الجنة " . قالوا : ابسط يدك . فبسط يده فبايعوه قال
nindex.php?page=showalam&ids=16276عاصم بن عمر بن قتادة : وإنما قال
العباس بن عبادة ذلك; ليشد العقد في أعناقهم ، وزعم
عبد الله بن أبي بكر أنه إنما قال ذلك ليؤخر البيعة تلك الليلة; رجاء أن يحضرها
عبد الله بن أبي ابن سلول سيد
الخزرج; ليكون أقوى لأمر القوم ، فالله أعلم أي ذلك كان .
قال
ابن إسحاق :
فبنو النجار يزعمون أن
nindex.php?page=showalam&ids=103أبا أمامة أسعد بن زرارة كان
[ ص: 407 ] أول من ضرب على يده ،
وبنو عبد الأشهل يقولون : بل
nindex.php?page=showalam&ids=2737أبو الهيثم بن التيهان .
قال
ابن إسحاق : وحدثني
معبد بن كعب ، عن أخيه
عبد الله ، عن أبيه
nindex.php?page=showalam&ids=331كعب بن مالك ، قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3510199فكان أول من ضرب على يد رسول الله صلى الله عليه وسلم nindex.php?page=showalam&ids=1023البراء بن معرور ، ثم بايع القوم .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=12569ابن الأثير في " أسد الغابة " :
وبنو سلمة يزعمون أن أول من بايعه ليلتئذ
nindex.php?page=showalam&ids=331كعب بن مالك . وقد ثبت في " صحيح "
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ومسلم من حديث
الزهري ، عن
عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب ، عن أبيه ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=331كعب بن مالك في حديثه حين تخلف عن غزوة
تبوك قال
ولقد شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة العقبة حين تواثقنا على الإسلام ، وما أحب أن لي بها مشهد بدر ، وإن كانت بدر أذكر في الناس منها
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي : أخبرنا
nindex.php?page=showalam&ids=12992أبو الحسين بن بشران ، أخبرنا
عمرو بن السماك ، حدثنا
حنبل بن إسحاق ، حدثنا
أبو نعيم ، حدثنا
زكريا بن أبي زائدة ، عن
عامر الشعبي ، قال :
انطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم مع العباس عمه إلى السبعين من الأنصار عند العقبة تحت الشجرة ، فقال : " ليتكلم متكلمكم ولا يطل الخطبة; فإن عليكم من المشركين عينا ، وإن يعلموا بكم يفضحوكم " . فقال قائلهم ، وهو أبو أمامة : سل يا محمد لربك ما شئت ، ثم سل لنفسك بعد ذلك ما شئت ، ثم أخبرنا ما لنا من الثواب على الله وعليكم إذا فعلنا ذلك . قال : [ ص: 408 ] " أسألكم لربي أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئا ، وأسألكم لنفسي وأصحابي أن تؤوونا وتنصرونا وتمنعونا مما تمنعون منه أنفسكم " . قالوا : فما لنا إذا فعلنا ذلك ؟ قال : " لكم الجنة " . قالوا : فلك ذلك . ثم رواه
حنبل ، عن الإمام
أحمد ، عن
يحيى بن زكريا ، عن
مجالد ، عن
الشعبي ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=91أبي مسعود الأنصاري ، فذكره قال : وكان
أبو مسعود أصغرهم .
وقال
أحمد ، عن
يحيى ، عن
إسماعيل بن أبي خالد ، عن
الشعبي ، قال : فما سمع الشيب والشبان خطبة مثلها .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي : أخبرنا
أبو طاهر محمد بن محمد بن محمد بن محمش ، أخبرنا
محمد بن إبراهيم بن الفضل الفحام ، أخبرنا
محمد بن يحيى الذهلي ، أخبرنا
عمرو بن عثمان الرقي ، حدثنا
زهير ، ثنا
عبد الله بن عثمان بن خثيم ، عن
إسماعيل بن عبيد الله بن رفاعة ، عن أبيه ، قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3510200قدمت روايا خمر فأتاها عبادة بن الصامت ، فخرقها ، وقال : إنا بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة في النشاط والكسل ، والنفقة في العسر واليسر ، وعلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وعلى أن نقول في الله لا تأخذنا فيه لومة لائم ، وعلى أن ننصر رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قدم علينا يثرب ، بما نمنع به أنفسنا وأزواجنا وأبناءنا ، ولنا الجنة ، فهذه بيعة رسول الله صلى الله عليه وسلم التي بايعناه عليها وهذا إسناد
[ ص: 409 ] جيد قوي ، ولم يخرجوه . وقد روى
يونس ، عن
ابن إسحاق ، حدثني
عبادة بن الوليد بن عبادة بن الصامت ، عن أبيه ، عن جده
عبادة بن الصامت ، قال :
بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بيعة الحرب على السمع والطاعة في عسرنا ويسرنا ، ومنشطنا ومكرهنا ، وأثرة علينا ، وأن لا ننازع الأمر أهله ، وأن نقول بالحق أينما كنا لا نخاف في الله لومة لائم .
قال
ابن إسحاق في حديثه : عن
معبد بن كعب ، عن أخيه
عبد الله ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=331كعب بن مالك ، قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3510201فلما بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صرخ الشيطان من رأس العقبة بأنفذ صوت سمعته قط : يا أهل الجباجب - والجباجب : المنازل - هل لكم في مذمم والصباة معه قد اجتمعوا على حربكم . قال : فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " هذا أزب العقبة ، هذا ابن أزيب " . قال ابن هشام : ويقال ابن أزيب - " أتسمع أي عدو الله ؟ أما والله لأتفرغن لك " . ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ارفضوا إلى رحالكم " . قال : فقال العباس بن عبادة بن نضلة : يا رسول الله ، والذي بعثك بالحق إن شئت لنميلن على أهل منى غدا بأسيافنا . [ ص: 410 ] قال : فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لم نؤمر بذلك ، ولكن ارجعوا إلى رحالكم " . قال : فرجعنا إلى مضاجعنا فنمنا فيها حتى أصبحنا ، فلما أصبحنا غدت علينا جلة قريش حتى جاءونا في منازلنا ، فقالوا : يا معشر الخزرج ، إنه قد بلغنا أنكم قد جئتم إلى صاحبنا هذا ، تستخرجونه من بين أظهرنا ، وتبايعونه على حربنا ، وإنه والله ما من حي من العرب أبغض إلينا من أن تنشب الحرب بيننا وبينهم منكم . قال : فانبعث من هناك من مشركي قومنا يحلفون : ما كان من هذا شيء وما علمناه . قال : وصدقوا ، لم يعلموا . قال : وبعضنا ينظر إلى بعض . قال : ثم قام القوم وفيهم nindex.php?page=showalam&ids=14062الحارث بن هشام بن المغيرة المخزومي ، وعليه نعلان له جديدان . قال : فقلت له كلمة ، كأني أريد أن أشرك القوم بها فيما قالوا : يا أبا جابر ، أما تستطيع أن تتخذ وأنت سيد من سادتنا ، مثل نعلي هذا الفتى من قريش ؟ قال : فسمعها الحارث فخلعهما من رجليه ، ثم رمى بهما إلي ، قال : والله لتنتعلنهما . قال : يقول أبو جابر : مه ، أحفظت والله الفتى ، فاردد إليه نعليه . قال : قلت : والله لا أردهما ، فأل والله صالح ، لئن صدق الفأل لأسلبنه .
قال
ابن إسحاق : وحدثني
عبد الله بن أبي بكر ، أنهم أتوا
عبد الله بن أبي ابن سلول فقالوا مثل ما ذكر
كعب من القول . فقال لهم : إن هذا الأمر
[ ص: 411 ] جسيم ، ما كان قومي ليتفرقوا على مثل هذا ، وما علمته كان . قال : فانصرفوا عنه . قال : ونفر الناس من
منى فتنطس القوم الخبر ، فوجدوه قد كان ، فخرجوا في طلب القوم ، فأدركوا
سعد بن عبادة بأذاخر والمنذر بن عمرو أخا بني ساعدة بن كعب بن الخزرج ، وكلاهما كان نقيبا ، فأما
المنذر فأعجز القوم ، وأما
سعد بن عبادة فأخذوه فربطوا يديه إلى عنقه بنسع رحله ، ثم أقبلوا به حتى أدخلوه
مكة يضربونه ويجذبونه بجمته ، وكان ذا شعر كثير ، قال
سعد : فوالله إني لفي أيديهم ، إذ طلع علي نفر من
قريش ، فيهم رجل وضيء أبيض شعشاع حلو من الرجال ، فقلت في نفسي : إن يك عند أحد من القوم خير فعند هذا . فلما دنا مني رفع يده فلكمني لكمة شديدة ، فقلت في نفسي : لا والله ، ما عندهم بعد هذا من خير . قال : فوالله إني لفي أيديهم يسحبونني ، إذ أوى لي رجل ممن معهم ، فقال : ويحك أما بينك وبين أحد من
قريش جوار ولا عهد ؟ قال : قلت : بلى والله ، لقد كنت أجير
nindex.php?page=showalam&ids=67لجبير بن مطعم تجاره ، وأمنعهم ممن أراد ظلمهم ببلادي ،
وللحارث بن حرب بن أمية بن عبد شمس . فقال : ويحك! فاهتف باسم الرجلين ، واذكر ما بينك وبينهما . قال : ففعلت وخرج ذلك الرجل إليهما ، فوجدهما في المسجد عند
الكعبة ، فقال لهما : إن رجلا من
الخزرج الآن يضرب بالأبطح ليهتف بكما .
[ ص: 412 ] قالا : ومن هو ؟ قال :
سعد بن عبادة قالا : صدق والله إن كان ليجير لنا تجارنا ويمنعهم أن يظلموا ببلده . قال : فجاء فخلصا
سعدا من أيديهم ، فانطلق وكان الذي لكم
سعدا nindex.php?page=showalam&ids=3795سهيل بن عمرو
قال
ابن هشام : وكان الذي أوى له
أبو البختري بن هشام .
وروى
nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي بسنده عن
عبد الحميد بن أبي عبس بن جبر ، عن أبيه ، قال : سمعت
قريش قائلا يقول في الليل على
أبي قبيس :
فإن يسلم السعدان يصبح محمد بمكة لا يخشى خلاف المخالف
فلما أصبحوا قال
أبو سفيان : من السعدان ؟
أسعد بن بكر ، أم
سعد بن هذيم ؟ فلما كانت الليلة الثانية سمعوا قائلا يقول :
أيا سعد سعد الأوس كن أنت ناصرا ويا سعد سعد الخزرجين الغطارف
أجيبا إلى داعي الهدى وتمنيا على الله في الفردوس منية عارف
فإن ثواب الله للطالب الهدى جنان من الفردوس ذات رفارف
فلما أصبحوا قال
أبو سفيان : هو والله
nindex.php?page=showalam&ids=307سعد بن معاذ ،
nindex.php?page=showalam&ids=228وسعد بن عبادة .