[ ص: 228 ] ثم دخلت
سنة أربع وثلاثين وستمائة
فيها حاصرت
التتار إربل بالمجانيق ، ونقبوا الأسوار حتى فتحوها عنوة ، فقتلوا أهلها وسبوا ذراريهم ، وامتنعت عليهم القلعة ، وفيها النائب من جهة الخليفة ، فدخل فصل الشتاء ، فأقلعوا عنها وانشمروا إلى بلادهم . وقيل : إن الخليفة جهز لهم جيشا ، فانهزم
التتار .
وفيها استخدم
الصالح أيوب بن الكامل صاحب
حصن كيفا الخوارزمية الذين تبقوا من جيش
جلال الدين ، وانفصلوا عن
الرومي ، فقوي جأش
الصالح أيوب .
وفيها طلب
الأشرف موسى بن العادل من أخيه
الكامل الرقة ؛ لتكون قوة له وعلفا لدوابه إذا جاز
الفرات مع أخيه في البواكير ، فقال
الكامل : أما يكفيه أن معه
دمشق مملكة
بني أمية؟ فأرسل
الأشرف الأمير
فلك الدين بن المسيري إلى
الكامل في ذلك ، فأغلظ له الجواب ، وقال : أيش يعمل بالملك؟ يكفيه عشرته للمغاني وتعلمه لصناعتهم . فغضب
الأشرف عند ذلك وتنمر ، وبدت الوحشة بينهما ، وأرسل
الأشرف إلى
حماة وحلب وبلاد الشرق ، فحالف أولئك الملوك على أخيه
الكامل ، فلو طال عمر
الأشرف لأفسد الملك على أخيه; وذلك لكثرة ميل الملوك إليه; لكرمه وشجاعته وشح أخيه
الكامل ، ولكنه أدركته منيته في أول السنة الداخلة - رحمه الله تعالى - .