[ ص: 307 ] ثم دخلت سنة ثمان وأربعين وست مائة
في ثالث المحرم يوم الأربعاء كان
كسر المعظم تورانشاه للفرنج على ثغر دمياط ، فقتل منهم ثلاثين ألفا ، وقيل : مائة ألف . وغنموا شيئا كثيرا ، ولله الحمد ، ثم قتل جماعة من الأمراء الذين أسروا ، وكان فيمن أسر ملك
الإفرنسيس وأخوه ، وأرسلت غفارة ملك
الإفرنسيس إلى
دمشق فلبسها نائبها في يوم الموكب ، وكانت من سقرلاط أحمر ، تحتها فرو سنجاب ، فأنشد في ذلك جماعة من الشعراء فرحا بما وقع ، ودخل الفقراء كنيسة
مريم ، فأقاموا بها سماعا; فرحا بما نصر الله تعالى على
النصارى ، وكادوا أن يخربوها ، وكانت
النصارى ببعلبك ، وقد فرحوا حين أخذت
النصارى دمياط ، فلما كانت هذه الكسرة عليهم سخموا وجوه الصور ، فأرسل نائب البلد فجناهم ، وأمر
اليهود فصفعوهم ، ثم لم يخرج شهر المحرم حتى قتل الأمراء ابن أستاذهم
تورانشاه ، ودفنوه إلى جانب النيل من الناحية الأخرى ، رحمه الله تعالى ، ورحم أسلافه بمنه وكرمه .