[ ص: 316 ] سنة خمسين وست مائة
فيها
وصلت التتار إلى الجزيرة وسروج ورأس العين وما والى هذه البلاد ، فقتلوا وسبوا ونهبوا وخربوا ، فإنا لله وإنا إليه راجعون ، ووقعوا بتجار يسيرون بين
حران ورأس العين ، فأخذوا منهم ستمائة حمل سكر ومعمول من الديار المصرية ، وستمائة ألف دينار ، وكان عدة من قتلوا في هذه السنة من أهل
الجزيرة نحوا من عشرة آلاف قتيل ، وأسروا من الولدان والنساء ما يقارب ذلك ، فإنا لله وإنا إليه راجعون .
قال
السبط : وفيها
حج الناس من بغداد ، وكان لهم عشر سنين لم يحجوا من زمن المستنصر .
وفيها وقع حريق
بحلب ، احترق بسببه ستمائة دار ، يقال : إن
الفرنج لعنهم الله تعالى ، ألقوه فيها قصدا .
وفيها أعاد قاضي القضاة
عمر بن علي النهرقلي أمر المدرسة التاجية التي كان قد استحوذ عليها طائفة من العوام ، وجعلوها كالقيسارية يتبايعون فيها مدة طويلة ، وهي مدرسة جيدة حسنة قريبة الشبه من النظامية ، وقد كان بانيها يقال
[ ص: 317 ] له : تاج الملك . وزير
ملكشاه السلجوقي ، وأول من درس بها الشيخ
أبو بكر الشاشي .
وفيها كانت وفاة
nindex.php?page=showalam&ids=13527جمال الدين بن مطروح
وقد كان فاضلا رئيسا كيسا شاعرا من خيار المتعممين ، ثم استنابه الملك
الصالح أيوب في وقت على
دمشق ، فلبس لبس الجند . قال
السبط : وكان لا يليق في ذلك . ومن شعره في
الناصر داود صاحب
الكرك لما استعاد
القدس من
الفرنج حين سلمت إليهم في سنة ست وثلاثين في الدولة الكاملية ، فقال هذا الشاعر
ابن مطروح :
المسجد الأقصى له عادة سارت فصارت مثلا سائرا إذا غدا للكفر مستوطنا
أن يبعث الله له ناصرا فناصر طهره أولا
وناصر طهره آخرا
ولما عزله
الصالح عن النيابة أقام خاملا ، وكان كثير البر بالفقراء والمساكين ، وكانت وفاته
بمصر .
وفيها توفي :
شمس الدين محمد بن سعد المقدسي
الكاتب الحسن الخط ، كان كثير الأدب ، سمع الكثير ، وخدم السلطان
الصالح إسماعيل nindex.php?page=showalam&ids=15383والناصر داود ، وكان دينا فاضلا شاعرا ، له قصيدة ينصح فيها السلطان
الصالح إسماعيل ، وما يلقاه الناس من وزيره وقاضيه وغيرهما من حواشيه .