وممن توفي فيها :
أيدغدي بن عبد الله ، الأمير جمال الدين العزيزي
كان من
[ ص: 468 ] أكابر الأمراء وأحظاهم عند
الملك الظاهر ، لا يكاد يخرج عن رأيه ، وهو الذي أشار عليه بولاية القضاة من كل مذهب على سبيل الاستقلال ، وكان - رحمه الله تعالى - متواضعا لا يلبس محرما كريما وقورا رئيسا معظما في الدولة ، أصابته جراحة في حصار
صفد فلم يزل مريضا منها حتى مات ليلة عرفة ، ودفن
بالرباط الناصري بسفح قاسيون .
هولاكوقان بن تولي قان بن جنكز خان
ملك التتار بن ملك التتار بن ملك التتار ، وهو والد ملوكهم ، والعامة يقولون
هولاوون مثل قلاوون ، وقد كان ملكا جبارا عنيدا ، قتل من المسلمين شرقا وغربا مالا يعلم عددهم إلا الذي خلقهم ، وسيجازيه على ذلك شر الجزاء ، كان لعنه الله ، لا يتقيد بدين من الأديان ، وإنما كانت زوجته
ظفر خاتون قد تنصرت ، وكانت تفضل
النصارى ، وكان - لعنه الله - يترامى على محبة المعقولات ، ولا يتصور منها شيئا ، وكان أهلها من أفراخ الفلاسفة عنده لهم وجاهة ومكانة ، وإنما كانت همته في تدبير مملكته وتملك البلاد شيئا فشيئا ، حتى أباده الله في هذه السنة ، وقيل : في سنة ثلاث وستين ، ودفن في مدينة
تلا ، لا رحمه الله ، وقام في الملك من بعده ولده
أبغا في المملكة ، وكان
أبغا أحد إخوة عشرة ذكور . والله سبحانه أعلم ، وهو حسبنا ونعم الوكيل .