وممن توفي فيها من الأعيان :
الشيخ أبو الفضل عيسى بن الشيخ عبيد بن عبد الخالق الدمشقي
ودفن بالقرب من
الشيخ رسلان قال
الشيخ علم الدين : وكان يذكر أن مولده كان سنة أربع وستين وخمسمائة .
الطواشي يمن الحبشي
شيخ الخدام
بالحرم الشريف النبوي ، كان دينا عاقلا عدلا ، صادق اللهجة ، مات في عشر السبعين ، رحمه الله .
الشيخ المحدث شمس الدين أبو العباس أحمد بن محمد بن عبد الله بن أبي بكر الموصلي ، ثم الدمشقي الصوفي
سمع الكثير ، وكتب الكتب الكبار بخط رفيع جيد واضح ، جاوز السبعين ، ودفن
بباب الفراديس .
الشاعر شهاب الدين أبو المكارم محمد بن يوسف بن مسعود بن بركة بن سالم بن عبد الله الشيباني التلعفري
صاحب ديوان الشعر ، جاوز الثمانين ،
[ ص: 527 ] توفي
بحماة ، وكان الشعراء مقرين له معترفين بفضله وتقدمه في هذا الفن . ومن شعره قوله :
لساني طري منك يا غاية المنى ومن ولهي أني خطيب وشاعر فهذا لمعنى حسن وجهك ناظم
وهذا لدمعي في تجنيك ناثر
القاضي شمس الدين علي بن محمود بن علي بن عاصم الشهرزوري الدمشقي
مدرس القيمرية
بشرط واقفها له ولذريته من بعده التدريس من تأهل منهم ، فدرس بها إلى أن توفي في هذه السنة ، ودرس بعده ولده
صلاح الدين ، ثم ابن ابنه بعد
ابن جماعة ، وطالت مدة حفيده . وقد ولي
شمس الدين على نيابة
ابن خلكان في الولاية الأولى ، وكان فقيها جيدا نقالا للمذهب رحمه الله ، وقد سافر مع
ابن العديم إلى
بغداد فسمع بها ، ودفن
بمقابر الصوفية بالقرب من
ابن الصلاح الشيخ الصالح العالم الزاهد أبو إسحاق إبراهيم بن سعد الله بن جماعة بن علي بن جماعة بن حازم بن صخر الكناني الحموي
له معرفة بالفقه والحديث ، ولد سنة ست وتسعين بحماة ، وتوفي
بالقدس الشريف ، ودفن
[ ص: 528 ] بماملا ، وسمع من
الفخر بن عساكر ، وروى عنه ولده
قاضي القضاة بدر الدين بن جماعة .
الشيخ الصالح جندل بن محمد المنيني
كانت له عبادة وزهادة وأعمال صالحة ، وكان الناس يترددون إلى زيارته ، زاره
الملك الظاهر مرات وكذلك الأمراء بمنين ، وكان يتكلم بكلام كثير لا يفهمه أحد من الحاضرين ، بألفاظ غريبة ، وحكى عنه
الشيخ تاج الدين أنه سمعه يقول : ما تقرب أحد إلى الله بمثل الذل له والتضرع إليه . وسمعه يقول : الموله منفي من طريق الله يعتقد أنه واصل ، ولو علم أنه منفي رجع عما هو فيه; لأن طريق القوم من أهل السلوك لا يثبت عليها إلا ذوو العقول الثابتة . وكان يقول : السماع وظيفة أهل البطالة . قال الشيخ تاج الدين : وكان
الشيخ جندل من أهل الطريق وعلماء التحقيق . قال : وأخبرني في سنة إحدى وستين وستمائة أنه قد بلغ من العمر خمسا وتسعين سنة . قلت : فعلى هذا يكون قد جاوز المائة; لأنه توفي في رمضان من هذه السنة ، ودفن في زاويته المشهورة بقرية منين ، وورد الناس إلى قبره يصلون عليه من
دمشق وأعمالها ، رحمه الله تعالى .
محمد بن عبد الرحمن بن محمد الحافظ بدر الدين أبو عبد الله بن [ ص: 529 ] الفويره السلمي الحنفي
اشتغل على
الصدر سليمان وابن عطاء ، وفي النحو على
ابن مالك ، وحصل وبرع ونظم ونثر ، ودرس في
الشبلية والقصاعين ، وطلب لنيابة القضاء فامتنع ، وكتب الكتابة المنسوبة . وقد رآه بعض أصحابه في المنام بعد وفاته ، فقال له : ما فعل الله بك؟ فأنشأ يقول :
ما كان لي من شافع عنده غير اعتقادي أنه واحد
وكانت وفاته في جمادى الأولى ، ودفن بظاهر
دمشق ، رحمه الله .
محمد بن عبد الوهاب بن منصور شمس الدين أبو عبد الله الحراني الحنبلي
تلميذ
الشيخ مجد الدين ابن تيمية ، وهو أول من حكم
بالديار المصرية من الحنابلة نيابة عن
القاضي تاج الدين ابن بنت الأعز ، ثم ولي
شمس الدين بن الشيخ العماد القضاء مستقلا ، فاستناب به ، ثم ترك ذلك ، ورجع إلى
الشام يشتغل ويفتي إلى أن توفي ، وقد نيف على الستين ، رحمه الله .