[ ص: 560 ] ذكر
بيعة الملك المنصور قلاوون الصالحي
لما كان يوم الثلاثاء الحادي والعشرين من رجب اجتمع الأمراء
بقلعة الجبل من
مصر ، وخلعوا
الملك العادل سلامش بن الظاهر ، وأخرجوه من
البين ، وإنما كانوا قد بايعوه صورة ليسكن الشر عند خلع
الملك السعيد ، ثم اتفقوا على بيعة
الملك المنصور قلاوون الصالحي ، ولقبوه
بالملك المنصور ، وجاءت البيعة إلى
دمشق ، فوافق الأمراء وحلفوا ، وذكر أن
الأمير شمس الدين سنقر الأشقر لم يحلف مع الناس ولم يرض بما وقع ، وكأنه داخله حسد من
المنصور; لأنه كان يرى أنه أعظم منه عند الظاهر . وخطب
للمنصور على المنابر المصرية والشامية ، وضربت السكة باسمه ، وجرت الأمور بمقتضى رأيه ، فعزل وولى ونفذت مراسيمه في سائر البلاد بذلك ، فعزل عن الوزارة
برهان الدين السنجاري ، وولى مكانه
فخر الدين بن لقمان كاتب السر وصاحب ديوان الإنشاء
بالديار المصرية .
وفي يوم الخميس حادي عشر ذي القعدة من هذه السنة توفي
الملك السعيد بن الملك الظاهر بالكرك ، وسيأتي ذكر ترجمته ، إن شاء الله تعالى .
وفيها حمل
الأمير أيدمر الذي كان نائب
الشام في محفة - لمرض لحقه - إلى
الديار المصرية ، فدخلها في أواخر ذي القعدة ، واعتقل بقلعة
مصر .