وممن توفي فيها من الأعيان :
عز الدين بن غانم الواعظ : عبد السلام بن أحمد بن غانم بن علي بن إبراهيم بن عساكر بن حسين عز الدين أبو محمد الأنصاري المقدسي
الواعظ المطبق المفلق الشاعر الفصيح ، الذي نسج على منوال
nindex.php?page=showalam&ids=11890ابن الجوزي وأمثاله ، وقد أورد له
قطب الدين أشياء حسنة كثيرة مليحة ، وكان له قبول عند الناس ، تكلم مرة تجاه
الكعبة المعظمة ، وكان في الحضرة الشيخ
تاج الدين الفزاري ، والشيخ
تقي الدين بن دقيق العيد ، وابن العجيل من
اليمن وغيرهم من
[ ص: 562 ] العلماء والعباد فأجاد وأفاد ، وخطب فأبلغ وأحسن . نقل هذا المجلس الشيخ
شرف الدين الفزاري ، وأنه كان في سنة خمس وسبعين .
الملك السعيد بن الملك الظاهر بركة خان : ناصر الدين محمد بركة خان أبو المعالي ابن السلطان الملك الظاهر ركن الدين بيبرس البندقداري
بايع له أبوه الأمراء في حياته ، فلما توفي أبوه بويع له بالملك ، وله تسع عشرة سنة ، ومشت له الأمور في أول الأمر على السعادة ، ثم إنه غلبت عليه
الخاصكية ، فجعل يلعب معهم في الميدان الأخضر فيما قيل أول هوي ، فربما جاءت
النوبة عليه فينزل لهم ، فأنكرت الأمراء الكبار ذلك ، وأنفوا أن يكون ملكهم يلعب مع الغلمان ويجعل نفسه كأحدهم ، ، فراسلوه في ذلك ليرجع عما هو عليه ، فلم يقبل فخلعوه كما ذكرنا وولوا السلطان
الملك المنصور قلاوون في أواخر رجب كما تقدم . ثم كانت وفاته في هذه السنة
بالكرك في يوم الجمعة الحادي عشر من ذي القعدة ، يقال : إنه سم . فالله أعلم . وقد دفن أولا عند قبر
جعفر وأصحابه الذين قتلوا
بمؤتة ، ثم نقل إلى
دمشق ، فدفن في تربة أبيه سنة ثمانين وستمائة ، وتملك
الكرك بعده أخوه
نجم الدين خضر ، ولقب
بالملك المسعود ، فانتزعها
المنصور من يده ، كما سيأتي إن شاء الله تعالى .