[ ص: 631 ] ثم دخلت سنة تسعين وستمائة من الهجرة
فيها
فتحت عكا وبقية السواحل التي كانت بأيدي الفرنج من مدد متطاولة ، ولم يبق لهم فيها حجر واحد ، ولله الحمد والمنة .
استهلت هذه السنة والخليفة
الحاكم بأمر الله أبو العباس العباسي ، وسلطان البلاد
الملك الأشرف خليل بن المنصور قلاوون ، ونائبه
بمصر وأعمالها
بدر الدين بيدرا ، ووزيره
ابن السلعوس الصاحب شمس الدين ، ونائبه
بالشام حسام الدين لاجين السلحدار المنصوري ، وقضاة
الشام هم المذكورون في التي قبلها ، وصاحب اليمن الملك
المظفر شمس الدين يوسف بن المنصور نور الدين عمر بن علي بن رسول ، وصاحب
مكة نجم الدين أبو نمي محمد بن إدريس بن علي بن قتادة الحسني ، وصاحب
المدينة عز الدين جماز بن شيحة الحسيني ، وصاحب
الروم nindex.php?page=showalam&ids=16155غياث الدين كيخسرو بن ركن الدين قليج أرسلان السلجوقي ، وصاحب
حماة الملك المظفر
تقي الدين محمود بن الملك المنصور ناصر الدين محمد بن الملك المظفر تقي الدين محمد ، وسلطان بلاد
العراق وخراسان وتلك
[ ص: 632 ] النواحي
أرغون بن أبغا بن هولاكو بن تولى بن جنكزخان .
وكان أول هذه السنة يوم الخميس ، وفيه تصدق عن الملك
المنصور بأموال كثيرة جدا من الذهب والفضة ، وأنزل السلطان إلى تربته في ليلة الجمعة ، فدفن بها تحت القبة ، ونزل في قبره
بدر الدين بيدرا وعلم الدين الشجاعي ، وفرقت صدقات كثيرة حينئذ ، ولما قدم الصاحب
شمس الدين بن السلعوس من الحجاز خلع عليه للوزارة ، وكتب تقليده بها القاضي
محيي الدين بن عبد الظاهر كاتب الإنشا بيده ، وركب الوزير في أبهة الوزارة إلى داره وحكم .
ولما كان يوم الجمعة قبض على
شمس الدين سنقر الأشقر وسيف الدين جرمك الناصري ، وأفرج عن الأمير
زين الدين كتبغا ، وكان قد قبض عليه مع
طرنطاي ، ورد عليه إقطاعه ، وأعيد
التقي توبة إلى وزارة
دمشق مرة أخرى .
وفيها أثبت
ابن الخويي محضرا يتضمن أن يكون تدريس الناصرية للقاضي
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي ، وانتزعها من
زين الدين الفارقي .