وممن توفي فيها من الأعيان
:
الشيخ حسن بن الشيخ علي الحريري
توفي في ربيع الآخر بقرية بسر ، وكان أكبر الطائفة ، وللناس إليه ميل لحسن أخلاقه وجودة معاشرته ، ولد سنة إحدى وعشرين وستمائة .
الصدر الكبير شهاب الدين أبو العباس أحمد بن عثمان بن أبي الرجاء بن أبي الزهر التنوخي ، المعروف بابن السلعوس أخو الوزير
شمس الدين ، قرأ
[ ص: 706 ] الحديث ، وسمع الكثير ، وكان من خيار عباد الله ، كثير الصدقة والبر ، توفي بداره في جمادى الأولى ، وصلي عليه بالجامع ، ودفن
بباب الصغير ، وعمل عزاؤه بمسجد
ابن هشام ، وقد ولي في وقت نظر الجامع ، وشكرت سيرته وحصل له وجاهة عظيمة عريضة أيام وزارة أخيه ، ثم عاد إلى ما كان عليه قبل ذلك حتى توفي ، رحمه الله ، وشهد جنازته خلق كثير من الناس .
الشيخ شمس الدين الأيكي : محمد بن أبي بكر بن محمد الفارسي
المعروف بالأيكي ، أحد الفضلاء الحلالين للمشكلات ، المفسرين المعضلات ، لا سيما في علم الأصلين والمنطق وعلم الأوائل ، باشر في وقت مشيخة الشيوخ
بمصر ، وأقام يدرس الغزالية قبل ذلك ، توفي بقرية
المزة يوم جمعة ، ودفن يوم السبت بعدما صلي عليه بجامع
المزة ، ومشى الناس في جنازته منهم قاضي القضاة
إمام الدين القزويني ، وذلك في الرابع من رمضان ، ودفن بمقابر الصوفية إلى جانب
الشيخ شملة ، وعمل عزاؤه بخانقاه السميساطية ، وحضر جنازته خلق كثير ، وكان معظما في نفوس كثير من العلماء وغيرهم .
الصدر ابن عقبة : إبراهيم بن أحمد بن عقبة بن هبة الله بن عطاء البصراوي [ ص: 707 ] الحنفي
درس وأعاد ، وولي في وقت قضاء
حلب ، ثم سافر قبل وفاته إلى
مصر ، فجاء بتوقيع فيه قضاء
حلب ، فلما اجتاز
بدمشق توفي بها في رمضان من هذه السنة ، وله سبع وثمانون سنة .
يشيب المرء ويشب معه خصلتان; الحرص ، وطول الأمل .
الشهاب العابر
أحمد بن عبد الرحمن بن عبد المنعم بن نعمة المقدسي الحنبلي
الشيخ شهاب الدين عابر الرؤيا ، سمع الكثير ، وروى الحديث ، وكان عجبا في تفسير المنامات ، وله فيه اليد الطولى ، وله تصنيف فيه ، ليس كالذي يؤثر عنه من الغرائب والعجائب ، ولد سنة ثمان وعشرين وستمائة ، وتوفي في ذي القعدة من هذه السنة ، ودفن
بباب الصغير ، وكانت جنازته حافلة ، رحمه الله .