وممن توفي فيها من الأعيان :
الخطيب ناصر الدين أبو الهدى أحمد بن الخطيب بدر الدين يحيى بن الشيخ عز الدين بن عبد السلام ، خطيب
العقيبة بداره ، وقد باشر نظر
الجامع الأموي ، وغير ذلك ، توفي يوم الأربعاء النصف من المحرم ، وصلي عليه
بجامع العقيبة ، ودفن عند والده بباب الصغير ، وكان من صدور
دمشق ، وقد روى الحديث ، وباشر الخطابة بعده ولده بدر الدين ، وحضر عنده نائب السلطنة ، والقضاة ، والأعيان .
قاضي الحنابلة
بمصر ، شرف الدين أبو محمد عبد الغني بن يحيى بن محمد بن عبد الله بن نصر بن أبي بكر الحراني ، ولد
بحران سنة خمس وأربعين وستمائة ، وسمع الحديث ، وقدم
مصر ، فباشر نظر الخزانة وتدريس الصالحية ، ثم أضيف إليه القضاء ، وكان مشكور السيرة ، كثير المكارم ، توفي ليلة الجمعة رابع
[ ص: 99 ] عشر ربيع الأول ، ودفن بالقرافة ، وولي بعده سعد الدين الحارثي ، كما تقدم .
الشيخ
نجم الدين أيوب بن سليمان بن مظفر المصري ، المعروف بمؤذن النجيبي ، كان رئيس المؤذنين بجامع
دمشق ، ونقيب الخطباء ، وكان حسن الشكل ، رفيع الصوت ، استمر في ذلك نحوا من خمسين سنة إلى أن توفي في مستهل جمادى الأولى .
وفي هذا الشهر توفي
الأمير شمس الدين سنقر الأعسر المنصوري ، تولى الوزارة بالديار المصرية مع شد الدواوين معا ، وباشر شد الدواوين
بالشام مرات ، وله دار وبستان
بدمشق مشهوران به ، وكان فيه نهضة ، وله همة عالية ، وأموال كثيرة ، توفي
بمصر .
الأمير جمال الدين آقوش بن عبد الله الرستمي ، شاد الدواوين
بدمشق ، وكان قبل ذلك والي الولاة بالصفقة القبلية بعد الشريفي ، وكانت له سطوة ، توفي يوم الأحد ثاني وعشرين جمادى الأولى ، ودفن ضحوة بالقبة التي بناها تجاه قبة
الشيخ رسلان ، وكان فيه كفاية وخبرة ، وإنما ولي الشد
بدمشق مدة يسيرة ، وباشر بعده شد الدواوين آقجبا .
وفي شعبان أو في رجب توفي
التاج ابن سعيد الدولة ، وكان مسلمانيا ، وكان مشير الدولة ، وكانت له مكانة عند
الجاشنكير بسبب صحبته
لنصر [ ص: 100 ] المنبجي شيخ
الجاشنكير ، وقد عرضت عليه الوزارة فلم يقبل ، ولما توفي تولى وظيفته ابن أخته كريم الدين الكبير .
الشيخ شهاب الدين أحمد بن محمد بن أبي المكارم بن نصر الأصبهاني ، رئيس المؤذنين
بالجامع الأموي ، ولد سنة اثنتين وستمائة ، وسمع الحديث ، وباشر وظيفة الأذان من سنة خمس وأربعين إلى أن توفي ليلة الثلاثاء خامس ذي القعدة ، وكان رجلا جيدا ، والله أعلم .