وممن توفي فيها من الأعيان
: سودي ، نائب حلب ، في رجب ، ودفن بتربته ، وهو الذي أجرى فيها نهرا غرم عليه ثلاثمائة ألف درهم ، وكان مشكور السيرة ، حميد الطريقة ، رحمه الله .
وفي شعبان توفي
الصاحب شرف الدين يعقوب بن مزهر ، وكان بارا بأهله وقرابته ، رحمه الله .
والشيخ رشيد الدين أبو الفداء إسماعيل بن محمد القرشي الحنفي المعروف بابن المعلم ، كان من أعيان الفقهاء والمفتين ، ولديه علوم شتى ، وفوائد ،
[ ص: 140 ] وفرائد ، وعنده زهد وانقطاع عن الناس ، وقد درس
بالبلخية مدة ثم تركها لولده ، وسار إلى
مصر ، فأقام بها ، وقد عرض عليه قضاء
دمشق فلم يقبل ، وقد جاوز التسعين من العمر ، توفي سحر يوم الأربعاء خامس رجب ، ودفن بالقرافة ، رحمه الله تعالى .
وفي شوال توفي
الشيخ سليمان التركماني الموله ، الذي كان يجلس على مصطبة بالعلبيين ، وكان قبل ذلك مقيما بطهارة باب البريد ، وكان لا يتحاشى من النجاسات ولا يتقيها ، ولا يصلي الصلوات ولا يأتيها ، وكان بعض الناس من الهمج له فيه عقيدة ، وهذه قاعدة الهمج الرعاع الذين هم أتباع كل ناعق من المولهين والمجانين ، ويزعمون أنه يكاشف ، وأنه رجل صالح ، ودفن بباب الصغير في يوم كثير الثلج .
وفي يوم
عرفة توفيت الشيخة الصالحة العابدة الناسكة
أم زينب فاطمة بنت عباس بن أبي الفتح بن محمد البغدادية ، بظاهر
القاهرة ، وشهدها خلق كثير ، وكانت من العالمات الفاضلات ، تأمر بالمعروف ، وتنهى عن المنكر ، وتقوم
[ ص: 141 ] على الأحمدية في مؤاخاتهم النساء والمردان ، وتنكر أحوالهم وأحوال أهل البدع وغيرهم ، وتفعل من ذلك ما لا يقدر عليه الرجال ، وقد كانت تحضر مجلس الشيخ تقي الدين
ابن تيمية ، فاستفادت منه ذلك وغيره ، وقد سمعت الشيخ تقي الدين يثني عليها ، ويصفها بالفضيلة والعلم ، ويذكر عنها أنها كانت تستحضر كثيرا من " المغني " أو أكثره ، وأنه كان يستعد لها من كثرة مسائلها ، وحسن سؤالاتها ، وسرعة فهمها ، وهي التي ختمت نساء كثيرا القرآن ، منهن أم زوجتي
عائشة بنت صديق ، زوجة
الشيخ جمال الدين المزي ، وهي التي أقرأت ابنتها زوجتي
أمة الرحيم زينب ، رحمهن الله ، وأكرمهن برحمته وجنته ، آمين .