صفحة جزء
[ ص: 570 ] فصل

وبنى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعائشة في شوال من هذه السنة .

قال الإمام أحمد : حدثنا وكيع ، ثنا سفيان ، عن إسماعيل بن أمية ، عن عبد الله بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة ، قالت : تزوجني رسول الله صلى الله عليه وسلم في شوال ، وبنى بي في شوال ، فأي نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أحظى عنده مني ؟ وكانت عائشة تستحب أن تدخل نساءها في شوال ورواه مسلم ، والترمذي ، والنسائي ، وابن ماجه ، من طرق عن سفيان الثوري به . وقال الترمذي : حسن صحيح ، لا نعرفه إلا من حديث سفيان الثوري

فعلى هذا يكون دخوله بها ، عليه الصلاة والسلام بعد الهجرة بسبعة أشهر أو ثمانية أشهر . وقد حكى القولين ابن جرير ، وقد تقدم في تزويجه عليه الصلاة والسلام بسودة كيفية تزويجه ودخوله بعائشة ، بعد ما قدموا المدينة وأن دخوله بها كان بالسنح نهارا . وهذا خلاف ما يعتاده الناس اليوم . وفي دخوله عليه الصلاة والسلام بها في شوال ، رد لما يتوهمه بعض الناس من كراهية الدخول بين العيدين خشية المفارقة بين [ ص: 571 ] الزوجين ، وهذا ليس بشيء; لما قالته عائشة ، رادة على من توهمه من الناس في ذلك الوقت : تزوجني في شوال ، وبنى بي - أي دخل بي - في شوال ، فأي نسائه كان أحظى عنده مني . فدل هذا على أنها فهمت منه عليه الصلاة والسلام ، أنها أحب نسائه إليه ، وهذا الفهم منها صحيح لما دل على ذلك من الدلائل الواضحة ، ولو لم يكن إلا الحديث الثابت في " صحيح البخاري " عن عمرو بن العاص ، قلت : يا رسول الله ، أي الناس أحب إليك ؟ قال : " عائشة " . قلت : من الرجال ؟ قال : " أبوها " .

التالي السابق


الخدمات العلمية