وممن توفي فيها من الأعيان :
الشيخ إبراهيم الدهستاني ، وكان قد أسن وعمر ، وكان يذكر أن عمره كان حين أخذت التتر
بغداد أربعين سنة ، وكان يحضر الجمعة هو وأصحابه تحت قبة النسر ، إلى أن توفي ليلة الجمعة السابع والعشرين من ربيع الآخر بزاويته التي عند سوق الخيل
بدمشق ، ودفن بها وله من العمر مائة وأربع سنين ، كما قال . والله أعلم .
الشيخ
محمد بن محمود بن علي الشحام المقرئ ، شيخ
ميعاد ابن عامر [ ص: 205 ] وكان شيخا حسنا بهيا ، مواظبا على تلاوة القرآن إلى أن توفي في ليلة توفي
الدهستاني المذكور ، أو قبله بليلة . رحمهما الله .
الشيخ
شمس الدين الصائغ اللغوي ، هو أبو عبد الله محمد بن الحسن بن سباع بن أبي بكر الجذامي المصري الأصل ، ثم انتقل إلى
دمشق ، ولد تقريبا سنة خمس وأربعين وستمائة
بمصر ، وسمع الحديث ، وكان أديبا فاضلا بارعا في النظم والنثر ، وعلم العروض ، والبديع ، والنحو ، واللغة ، وقد اختصر " صحاح الجوهري " ، وشرح " مقصورة
ابن دريد " ، وله قصيدة تائية تشتمل على ألفي بيت فأكثر ، ذكر فيها العلوم والصنائع ، وكان حسن الأخلاق ، لطيف المحاورة والمحاضرة ، وكان يسكن بين
درب الحبالين والفراش عند
بستان القط . توفي بداره يوم الاثنين ثالث شعبان ، ودفن
بباب الصغير .