وممن
توفي فيها من الأعيان : السلطان
بو سعيد بن خربندا ، وكان آخر من اجتمع شمل
التتار عليه ، ثم تفرقوا من بعده .
الشيخ المعمر الرحلة ، البندنيجي شمس الدين
علي بن محمد بن ممدود بن عيسى البندنيجي الصوفي ، قدم علينا من
بغداد شيخا كبيرا راويا لأشياء كثيرة ، منها; " صحيح
مسلم " ، و "
الترمذي " ، وغير ذلك ، وعنده فوائد ، ولد
[ ص: 387 ] سنة أربع وأربعين وستمائة ، وكان والده محدثا ، فأسمعه أشياء كثيرة على مشايخ عدة ، وكان موته
بدمشق في سابع المحرم .
قاضي قضاة
بغداد قطب الدين
أبو الفضائل محمد بن عمر بن الفضل التبريزي الشافعي ، المعروف بالأخوين ، سمع شيئا من الحديث ، واشتغل بالفقه ، والأصول ، والمنطق ، والعربية ، والمعاني ، والبيان ، وكان بارعا في فنون كثيرة ، ودرس بالمستنصرية بعد العاقولي ، وفي مدارس كبار ، وكان حسن الخلق ، كثير الحنو على الفقراء والضعفاء ، متواضعا ، يكتب حسنا أيضا ، توفي في أواخر المحرم ، ودفن بتربة له عند داره
ببغداد ، رحمه الله .
الأمير صارم الدين
إبراهيم بن محمد بن أبي القاسم بن أبي الزهر ، المعروف بالغزال ، كانت له مطالعة ، وعنده شيء من التاريخ ، ويحاضر جيدا ، ولما توفي يوم الجمعة وقت الصلاة السادس والعشرين من المحرم دفن بتربة له عند حمام العديم .
الأمير
علاء الدين مغلطاي الخازن ، نائب القلعة ، وصاحب التربة تجاه الجامع المظفري من الغرب ، كان رجلا جيدا ، له أوقاف وبر وصدقات ، توفي
[ ص: 388 ] يوم الجمعة بكرة عاشر صفر ، ودفن بتربته المذكورة .
القاضي كمال الدين
أحمد بن محمد بن محمد بن القاضي شمس الدين أبي نصر محمد بن هبة الله بن الشيرازي الدمشقي ، ولد سنة سبعين ، وسمع الحديث ، وتفقه على الشيخ
تاج الدين الفزاري ، والشيخ
زين الدين الفارقي ، وحفظ " مختصر
المزني " ، ودرس في وقت بالبادرائية ، وفي وقت آخر بالشامية البرانية ، ثم ولي تدريس الناصرية الجوانية مدة سنين إلى حين وفاته ، وكان صدرا كبيرا ، ذكر لقضاء قضاة
دمشق غير مرة ، وكان حسن المباشرة والشكل ، توفي في ثالث صفر ، ودفن بتربتهم بسفح
قاسيون ، رحمه الله .
الأمير
ناصر الدين محمد ابن الملك المسعود جلال الدين عبد الله ابن الملك الصالح إسماعيل بن العادل ، كان شيخا مسنا قد اعتنى ب " صحيح
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري " يختصره ، وله فهم جيد ، ولديه فضيلة ، وكان يسكن
المزة ، وبها توفي ليلة السبت خامس عشرين صفر ، وله أربع وسبعون سنة ، ودفن بتربتهم
بالمزة ، رحمه الله .
علاء الدين
علي بن شرف الدين محمد بن محمد بن القلانسي ، قاضي العسكر ، ووكيل بيت المال ، وموقع الدست ، ومدرس الأمينية والظاهرية ، وله غير ذلك من المناصب ، ثم سلبها كلها سوى التدريس ،
[ ص: 389 ] وبقي معزولا إلى أن توفي بكرة السبت خامس عشرين صفر ، ودفن بتربتهم .
عز الدين
أحمد ابن الشيخ زين الدين محمد بن أحمد بن محمود العقيلي ، ويعرف
بابن القلانسي ، محتسب
دمشق ، وناظر الخزانة ، كان محمود المباشرة ، ثم عزل عن الحسبة ، واستمر بالخزانة إلى أن توفي يوم الاثنين تاسع عشر جمادى الأولى ، ودفن
بقاسيون .
الشيخ
علي بن أبي المجد بن شرف بن أحمد بن أحمد الحمصي ثم الدمشقي ، مؤذن الربوة خمسا وأربعين سنة ، وله ديوان شعر وتعاليق ، وأشياء كثيرة مما ينكر أمرها ، وكان محلولا في دينه ، توفي في جمادى الأولى أيضا .
الأمير
شهاب الدين بن برق ، متولي
دمشق ، شهد جنازته خلق كثير ، توفي في ثاني شعبان ، ودفن بالصالحية ، وأثنى عليه الناس .
الأمير
فخر الدين بن الشمس لؤلؤ ، متولي البر ، كان مشكورا أيضا ، توفي رابع رمضان ، وكان شيخا كبيرا ، توفي ببستانه ببيت لهيا ، ودفن
[ ص: 390 ] بتربته هناك ، وترك ذرية كثيرة ، رحمه الله .
عماد الدين
إسماعيل بن شرف الدين محمد ابن الوزير فتح الدين عبد الله بن محمد بن أحمد بن خالد بن نصر بن صغير بن القيسراني ، أحد كتاب الدست ، وكان من خيار الناس ، محبا للفقراء والصالحين ، وفيه مروءة كثيرة ، وكتب
بمصر ، ثم صار إلى
حلب كاتب سرها ، ثم انتقل إلى
دمشق ، فأقام بها إلى أن توفي ليلة الأحد ثالث عشر ذي القعدة ، وصلي عليه من الغد بجامع
دمشق ، ودفن بالصوفية عن خمس وستين سنة ، وقد سمع شيئا من الحديث على الأبرقوهي وغيره .
وفي ذي القعدة توفي
شهاب الدين ابن القديسة المحدث ، بطريق
الحجاز الشريف .
وفي ذي الحجة توفي الشمس
محمد المؤذن ، المعروف بالنجار ، ويعرف بالبتي ، وكان يتكلم وينشد في المحافل ، والله سبحانه أعلم .