ذكر
وفاة الملك الناصر محمد بن قلاوون
في صبيحة يوم الأربعاء السابع والعشرين من ذي الحجة قدم إلى
دمشق الأمير
سيف الدين قطلوبغا الفخري ، فخرج نائب السلطنة وعامة الأمراء لتلقيه ، وكان قدومه على خيل البريد ، فأخبر بوفاة السلطان
الملك الناصر - كانت وفاته يوم الأربعاء آخره - وأنه صلي عليه ليلة الجمعة بعد العشاء ، ودفن مع أبيه
الملك المنصور على ولده
آنوك ، وكان قبل موته أخذ العهد لابنه
سيف الدين أبي بكر ولقبه بالملك المنصور ، فلما دفن السلطان ليلة الجمعة حضره من الأمراء قليل ، وكان قد ولي عليه الأمير
علم الدين الجاولي ، ورجل آخر منسوب إلى الصلاح يقال له : الشيخ
عمر بن محمد بن إبراهيم الجعبري ، وشخص آخر من الجبابرية ، ودفن كما ذكرنا ، ولم يحضر
[ ص: 425 ] ولده ولي عهده دفنه ، ولم يخرج من القلعة ليلتئذ عن مشورة الأمراء; لئلا يتخبط الناس ، وصلى عليه القاضي
عز الدين بن جماعة إماما ،
والجاولي ، وأيدغمش أمير
آخور ، والقاضي
بهاء الدين أبو حامد ابن قاضي دمشق السبكي ، وجلس الملك المنصور سيف الدنيا والدين
أبو المعالي أبو بكر على سرير المملكة .
وفي صبيحة يوم الخميس الحادي والعشرين من ذي الحجة سنة إحدى وأربعين وسبعمائة بايعه الجيش المصري ، وقدم
الفخري لأخذ البيعة من الشاميين ، ونزل
بالقصر الأبلق ، وبايع الناس للملك
المنصور ابن الناصر ابن المنصور ، ودقت البشائر بالقلعة المنصورة
بدمشق صبيحة يوم الخميس الثامن والعشرين منه ، وفرح الناس بالملك الجديد ، وترحموا على الملك ، ودعوا له ، وتأسفوا عليه ، رحمه الله .