[ ص: 511 ] ثم دخلت
سنة خمسين وسبعمائة
استهلت هذه السنة وسلطان
البلاد المصرية ، والشامية ، والحرمين ، وغير ذلك من البلاد - الملك
الناصر حسن بن الناصر محمد بن قلاوون ، ونائب
الديار المصرية ومدبر ممالكه والأتابك -
سيف الدين يلبغا ، وقضاة الديار المصرية هم المذكورون في التي قبلها ، ونائب
الشام الأمير
سيف الدين أرغون شاه الناصري ، وقضاة
دمشق هم المذكورون في التي قبلها ، وكذلك أرباب الوظائف - سوى
الخطيب ، وسوى
المحتسب .
وفي هذه السنة - ولله الحمد - تقاصر أمر الطاعون جدا ، ونزل ديوان المواريث إلى العشرين وما حولها بعد أن بلغ الخمسمائة في أثناء سنة تسع وأربعين كما تقدم ، ولكن لم يرتفع بالكلية; فإن في يوم الأربعاء رابع شهر الله المحرم توفي الفقيه
شهاب الدين أحمد بن الثقة ، هو وابنه وأخوه في ساعة واحدة بهذا المرض ، وصلي عليهم جميعا ، ودفنوا في قبر ، واحد رحمهم الله تعالى .
وفي يوم الأربعاء الخامس والعشرين من المحرم توفي صاحبنا الشيخ الإمام العالم العابد الزاهد الناسك الخاشع
ناصر الدين محمد بن محمد بن محمد [ ص: 512 ] بن عبد القادر بن الصائغ الشافعي ، مدرس العمادية ، كان رحمه الله لديه فضائل كثيرة على طريقة السلف الصالح ، وفيه عبادة كثيرة ، وتلاوة ، وقيام ليل ، وسكون حسن ، وخلق حسن ، جاوز الأربعين بنحو من ثلاث سنين - رحمه الله - وأكرم مثواه .
وفي يوم الأربعاء ثالث صفر باشر
تقي الدين بن رافع المحدث مشيخة دار الحديث النورية ، وحضر عنده جماعة من الفضلاء ، والقضاة ، والأعيان .