خبر الأبلة : قال
أبو داود : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=12166ابن المثنى ، ثنا
إبراهيم بن صالح بن درهم ، سمعت أبي يقول : انطلقنا حاجين ، فإذا رجل ، فقال لنا : من أين جئتم؟
[ ص: 6 ] فقلنا : من بلد كذا وكذا . فقال : إن بجنبكم قرية يقال لها : الأبلة؟ فقلنا : نعم . فقال : من يضمن أن يصلي لي في مسجد العشار ركعتين أو أربعا ، ويقول : هذه
لأبي هريرة؟ فإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم يقول : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=3512803إن الله يبعث من مسجد العشار شهداء لا يقوم مع شهداء بدر غيرهم " .
وقال صلى الله عليه وسلم فيما ثبت عنه في " الصحيحين " : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=3512804إذا هلك قيصر فلا قيصر بعده ، وإذا هلك كسرى فلا كسرى بعده ، والذي نفسي بيده لتنفقن كنوزهما في سبيل الله " . وقد وقع ذلك كما أخبر به سواء بسواء ، في زمن
أبي بكر ، وعمر ، وعثمان; انزاحت يد
قيصر ذلك الوقت - واسمه
هرقل - عن بلاد
الشام والجزيرة ، وثبت ملكه مقصورا على
بلاد الروم فقط ، والعرب إنما كانوا يسمون
قيصر لمن ملك
بلاد الروم مع
الشام والجزيرة . وفي هذا الحديث بشارة عظيمة
لأهل الشام; وهو أن يد ملك
الروم لا تعود إليها أبد الآبدين . وسنورد هذا الحديث قريبا بإسناده ومتنه إن شاء الله تعالى . وأما
كسرى فإنه سلب عامة ملكه في زمن
عمر بن الخطاب ، ثم استؤصل باقيه في خلافة
عثمان ، وقتل في سنة ثنتين وثلاثين ، ولله الحمد والمنة ، وقد بسطنا ذلك مطولا فيما سلف ، وقد
nindex.php?page=hadith&LINKID=3512805دعا على كسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم حين بلغه أنه مزق كتابه ، بأن يمزق ملكه كل ممزق ، فوقع الأمر كذلك .
وثبت في " الصحيحين " من حديث
الأعمش ، وجامع بن أبي راشد ، عن
[ ص: 7 ] شقيق بن سلمة ، nindex.php?page=hadith&LINKID=3512806عن حذيفة ، قال : كنا جلوسا عند عمر بن الخطاب ، فقال : أيكم يحفظ حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم في الفتنة؟ قلت : أنا . قال : هات إنك لجريء . فقلت : ذكر فتنة الرجل في أهله وماله وولده وجاره ، يكفرها الصلاة والصدقة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر . فقال : ليس هذا أعني ، إنما أعني التي تموج موج البحر . فقلت : يا أمير المؤمنين ، إن بينك وبينها بابا مغلقا . فقال : ويحك ! أيفتح الباب أم يكسر؟ قلت : بل يكسر . قال : إذا لا يغلق أبدا . قلت : أجل . فقلنا لحذيفة : أكان عمر يعلم من الباب؟ قال : نعم; إني حدثته حديثا ليس بالأغاليط . قال : فهبنا أن نسأل حذيفة : من الباب؟ فقلنا لمسروق : سله . فسأله ، فقال : هو عمر . وهكذا وقع الأمر سواء بعد مقتل
عمر في سنة ثلاث وعشرين; وقعت الفتن بين الناس بعد مقتله ، وكان ذلك سبب انتشارها بينهم .
nindex.php?page=hadith&LINKID=3512807وأخبر صلى الله عليه وسلم عن عثمان بن عفان أنه من أهل الجنة ، على بلوى تصيبه ، فوقع الأمر كذلك; حصر وقتل صابرا محتسبا شهيدا ، رضي الله عنه ، وقد ذكرنا عند مقتله الأحاديث التي وردت بالإنذار بذلك ، والإعلام به قبل كونه; فوقع طبق ذلك سواء بسواء . وذكرنا ما ورد من الأحاديث في الجمل
وصفين ، فوقع الأمر كذلك . وكذلك
الإخبار بمقتل عمار . وما ورد في
[ ص: 8 ] الأحاديث بمقتل
الخوارج الذين قتلهم
علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، وصفتهم ، ونعت
ذي الثدية منهم . كل ذلك قد حررناه فيما سلف ، ولله الحمد والمنة . وذكرنا عند مقتل
علي الحديث الوارد في ذلك بطرقه ، وألفاظه ، وتقدم الحديث الذي رواه
أحمد ، وأبو داود ، nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي ، nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي وحسنه ، من طريق
سعيد بن جمهان ، عن
سفينة ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=3512808الخلافة بعدي ثلاثون سنة ، ثم تكون ملكا " . وقد اشتملت هذه الثلاثون سنة على خلافة
أبي بكر الصديق ، وعمر الفاروق ، وعثمان الشهيد ، وعلي بن أبي طالب الشهيد أيضا ، وكان تمامها وختامها بستة أشهر وليها
الحسن بن علي بعد أبيه ، وعند تمام الثلاثين نزل عن الأمر
لمعاوية بن أبي سفيان ، وأصفقت البيعة
لمعاوية وسمي ذلك عام الجماعة ، وقد بسطنا ذلك فيما تقدم . وروى
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري عن
أبي بكرة ، رضي الله عنه ، أنه
nindex.php?page=hadith&LINKID=3512809سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول - nindex.php?page=showalam&ids=35والحسن بن علي إلى جانبه على المنبر - : " إن ابني هذا سيد ، وسيصلح الله به بين فئتين عظيمتين من المسلمين " . وهكذا وقع .
وثبت في " الصحيحين "
nindex.php?page=hadith&LINKID=3512810عن nindex.php?page=showalam&ids=11471أم حرام بنت ملحان أن ناسا من هذه الأمة يغزون البحر مرتين ، وأنها تكون مع الأولين ، فكان الأمر كذلك في سنة سبع وعشرين ، مع
معاوية في خلافة
عثمان ، حين استأذن
عثمان في غزو
قبرس ، [ ص: 9 ] فأذن له فركب المسلمون المراكب إليها وفتحوها قسرا ، وتوفيت
nindex.php?page=showalam&ids=11471أم حرام في هذه الغزوة ، وكانت
nindex.php?page=showalam&ids=11471أم حرام مع زوجها
عبادة بن الصامت ، وكان مع
معاوية في هذه الغزوة زوجته
فاختة بنت قرظة . وأما غزوة البحر الثانية فكانت في سنة ثنتين وخمسين في أيام
معاوية أيضا ، غزاها ابنه
يزيد ومعه الجنود فدخلوا إلى
القسطنطينية ، وكان معه في هذا الجيش جماعة من أعيان الصحابة ، منهم
nindex.php?page=showalam&ids=50أبو أيوب الأنصاري خالد بن زيد ، رضي الله عنه ، فمات هنالك وأوصى إلى
يزيد بن معاوية ، أن يدفنه تحت سنابك الخيل ، وأن يوغل به إلى أقصى ما يمكن أن ينتهي به إلى نحو جهة العدو ، ففعل ذلك .
وتفرد
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري بما رواه من طريق
nindex.php?page=showalam&ids=15614ثور بن يزيد ، عن
خالد بن معدان ، عن
عمير بن الأسود العنسي ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11471أم حرام ، أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=3512811أول جيش من أمتي يغزون البحر قد أوجبوا " . قالت nindex.php?page=showalam&ids=11471أم حرام : قلت : يا رسول الله ، أنا فيهم؟ قال : " أنت فيهم " . ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم : " أول جيش من أمتي يغزون مدينة قيصر مغفور لهم " . قلت : أنا فيهم يا رسول الله؟ قال : " لا " .