[ ص: 99 ] ذكر قتال الملحمة مع الروم الذي يكون آخره فتح القسطنطينية
وعند ذلك
nindex.php?page=hadith&LINKID=3512991يخرج الدجال ، وينزل المسيح عيسى ابن مريم من السماء إلى الأرض ، على المنارة البيضاء الشرقية بدمشق ، وقت صلاة الفجر ، كما سيأتي بيان ذلك كله ، بالأحاديث الصحيحة .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد : حدثنا
محمد بن مصعب ، هو القرقساني ، حدثنا
الأوزاعي ، عن
حسان بن عطية ، عن
خالد بن معدان ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=15622جبير بن نفير ، عن
ذي مخمر ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=3512992تصالحون الروم صلحا آمنا ، وتغزون أنتم وهم عدوا من ورائهم ، فتسلمون وتغنمون ، ثم تنزلون بمرج ذي تلول ، فيقوم رجل من الروم ، فيرفع الصليب ، ويقول : ألا غلب الصليب . فيقوم إليه رجل من المسلمين ، فيقتله ، فعند ذلك تغدر الروم ، وتكون الملاحم ، فيجمعون لكم ، فيأتونكم في ثمانين غاية ، مع كل غاية عشرة آلاف " . ثم رواه
أحمد ، عن
روح ، عن
الأوزاعي ، به ، وقال فيه : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=3512993فعند ذلك تغدر الروم ، ويجمعون للملحمة " . وهكذا رواه
أبو داود nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه ، من حديث
[ ص: 100 ] الأوزاعي ، به .
وقد تقدم في حديث
عوف بن مالك ، في " صحيح
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري " : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=3512994فيأتونكم تحت ثمانين غاية ، تحت كل غاية اثنا عشر ألفا " . وهكذا في حديث
شداد أبي عمار ، عن
معاذ : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=3512995فيسيرون إليكم بثمانين بندا ، تحت كل بند اثنا عشر ألفا " .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد : حدثنا
إسماعيل ، حدثنا
أيوب ، عن
حميد بن هلال ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=60أبي قتادة ، عن
أسير بن جابر ، قال : هاجت ريح حمراء
بالكوفة ، فجاء رجل ليس له هجيرى إلا : يا
nindex.php?page=showalam&ids=10عبد الله بن مسعود ، جاءت الساعة . قال : وكان متكئا فجلس ، فقال :
إن الساعة لا تقوم حتى لا يقسم ميراث ، ولا يفرح بغنيمة . قال :
عدو يجمعون لأهل الإسلام ، ويجمع لهم أهل الإسلام . ونحا بيده نحو
الشام ، قلت؟
الروم تعني؟ قال : نعم ، وتكون عند ذاكم القتال ردة شديدة . قال : فيشترط المسلمون شرطة للموت لا ترجع إلا غالبة ، فيقتتلون ، حتى يحجز بينهم الليل ، فيفيء هؤلاء وهؤلاء ، كل غير غالب ، وتفنى
[ ص: 101 ] الشرطة ، ثم يشترط المسلمون شرطة للموت لا ترجع إلا غالبة ، فيقتتلون حتى يحجز بينهم الليل ، فيفيء هؤلاء وهؤلاء ، كل غير غالب ، وتفنى الشرطة ، ثم يشترط المسلمون شرطة للموت لا ترجع إلا غالبة ، فيقتتلون حتى يمسوا ، فيفيء هؤلاء وهؤلاء ، كل غير غالب ، وتفنى الشرطة ، فإذا كان اليوم الرابع نهد إليهم بقية أهل الإسلام ، فيجعل الله الدبرة عليهم ، فيقتتلون مقتلة - إما قال : لا يرى مثلها ، وإما قال : لم ير مثلها - حتى إن الطائر ليمر بجنباتهم . فما يخلفهم حتى يخر ميتا . قال : فيتعاد بنو الأب ، كانوا مائة ، فلا يجدونه بقي منهم إلا الرجل الواحد ، فبأي غنيمة يفرح؟ أو أي ميراث يقاسم؟ قال : فبينما هم كذلك إذ سمعوا ببأس هو أكبر من ذلك . قال : فجاءهم الصريخ :
إن الدجال قد خلفهم في ذراريهم ، فيرفضون ما في أيديهم ، ويقبلون فيبعثون عشرة فوارس طليعة . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إني لأعلم أسماءهم ، وأسماء آبائهم ، وألوان خيولهم ، هم خير فوارس على ظهر الأرض يومئذ " .
[ ص: 102 ] تفرد بإخراجه
مسلم ، فرواه عن
أبي بكر بن أبي شيبة nindex.php?page=showalam&ids=16609وعلي بن حجر ، كلاهما عن
إسماعيل ابن علية ، ومن حديث
حماد بن زيد ، كلاهما عن
أيوب ، ومن حديث
nindex.php?page=showalam&ids=16034سليمان بن المغيرة ، كلاهما عن
nindex.php?page=showalam&ids=15771حميد بن هلال العدوي ، عن
أبي قتادة العدوي . وقد اختلف في اسمه ، والأشهر ما ذكره
ابن معين أنه
تميم بن نذير ، ووثقه . وقال
ابن منده وغيره : كانت له صحبة . فالله أعلم .
وتقدم من رواية
nindex.php?page=showalam&ids=15622جبير بن نفير ، عن
عوف بن مالك في تعداد الأشراط : " وهدنة تكون بينكم ، وبين
بني الأصفر ، فيسيرون إليكم في ثمانين غاية ، تحت كل غاية اثنا عشر ألفا ،
وفسطاط المسلمين يومئذ في أرض يقال لها : الغوطة . في مدينة يقال لها :
دمشق " . رواه أحمد .
وروى أبو داود " من حديث جبير بن نفير أيضا ، عن أبى الدرداء أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إن فسطاط المسلمين يوم الملحمة بالغوطة إلى جانب مدينة يقال لها :
دمشق ، من خير مدائن
الشام " .
وتقدم حديث أبي حية ، عن عبد الله بن عمرو ، في فتح
القسطنطينية ، وكذا حديث
nindex.php?page=showalam&ids=12128أبي قبيل في فتح
رومية بعدها أيضا .
وقال
مسلم بن الحجاج : حدثني
nindex.php?page=showalam&ids=11997زهير بن حرب ، حدثنا
معلى بن [ ص: 103 ] منصور ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16036سليمان بن بلال ، حدثني
سهيل ، عن أبيه ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=3512996لا تقوم الساعة حتى ينزل الروم بالأعماق أو بدابق ، فيخرج إليهم جيش من المدينة ، من خيار أهل الأرض يومئذ ، فإذا تصافوا قالت الروم : خلوا بيننا وبين الذين سبوا منا نقاتلهم . فيقول المسلمون : لا والله ، لا نخلي بينكم وبين إخواننا . فيقاتلونهم ، فينهزم ثلث لا يتوب الله عليهم أبدا ، ويقتل ثلثهم أفضل الشهداء عند الله ، ويفتتح الثلث لا يفتنون أبدا ، فيفتتحون قسطنطينية ، فبينما هم يقتسمون الغنائم قد علقوا سيوفهم بالزيتون ، إذ صاح فيهم الشيطان : إن المسيح قد خلفكم في أهليكم . فيخرجون ، وذلك باطل ، فإذا جاءوا الشام خرج ، فبينما هم يعدون للقتال ، يسوون الصفوف إذ أقيمت الصلاة ، فينزل عيسى ابن مريم فأمهم ، فإذا رآه عدو الله ذاب كما يذوب الملح في الماء ، فلو تركه لانذاب حتى يهلك ، ولكن يقتله الله بيده ، فيريهم دمه في حربته " .
وقال
مسلم : حدثنا
قتيبة بن سعيد ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16379عبد العزيز ، يعني ابن محمد ، عن
ثور ، وهو ابن زيد الديلي ، عن
أبي الغيث ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=3512997سمعتم بمدينة جانب منها في البر ، وجانب منها في البحر؟ " قالوا : نعم ، يا رسول الله . قال : " لا تقوم الساعة حتى يغزوها سبعون ألفا من بني [ ص: 104 ] إسحاق ، فإذا جاءوها نزلوا ، فلم يقاتلوا بسلاح ، ولم يرموا بسهم; قالوا : لا إله إلا الله ، والله أكبر ، فيسقط أحد جانبيها " . قال ثور : لا أعلمه إلا قال : " الذي في البحر ، ثم يقولوا الثانية : لا إله إلا الله ، والله أكبر . فيسقط جانبها الآخر ، ثم يقولوا الثالثة : لا إله إلا الله ، والله أكبر . فيفرج لهم ، فيدخلوها فيغنموا ، فبينما هم يقتسمون المغانم إذ جاءهم الصريخ ، فقال : إن الدجال قد خرج ، فيتركون كل شيء ويرجعون " .
وقال
ابن ماجه : حدثنا
علي بن ميمون الرقي ، حدثنا
أبو يعقوب الحنيني ، عن
كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف ، عن أبيه ، عن جده ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=3512998لا تقوم الساعة حتى تكون أدنى مسالح المسلمين ببولاء " . ثم قال صلى الله عليه وسلم : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=3512999يا علي ، يا علي ، يا علي " . قال : بأبي وأمي . قال : " إنكم [ ص: 105 ] ستقاتلون بني الأصفر ، ويقاتلهم الذين من بعدكم ، حتى تخرج إليهم روقة الإسلام ، أهل الحجاز الذين لا يخافون في الله لومة لائم ، فيفتتحون القسطنطينية بالتسبيح والتكبير ، فيصيبون غنائم لم يصيبوا مثلها ، حتى يقتسموا بالأترسة ، ويأتي آت ، فيقول : إن المسيح قد خرج في بلادكم ، ألا وهي كذبة ، فالآخذ نادم ، والتارك نادم " .
وقال
مسلم : حدثنا
قتيبة ، حدثنا
جرير ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16490عبد الملك بن عمير ، . عن
nindex.php?page=showalam&ids=98جابر بن سمرة ، عن
نافع بن عتبة ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=3513000تغزون جزيرة العرب فيفتحها الله ، ثم فارس فيفتحها الله ، ثم تغزون الروم فيفتحها الله ، ثم تغزون الدجال فيفتحه الله " .
وقد روى
مسلم من حديث
الليث بن سعد ، حدثني
موسى بن علي ، عن أبيه ، قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3513001قال المستورد القرشي عند عمرو بن العاص : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " تقوم الساعة والروم أكثر الناس " . فقال له عمرو : أبصر ما تقول . قال : أقول ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم . قال : لئن قلت ذلك إن فيهم لخصالا أربعا : إنهم لأحلم الناس عند فتنة ، وأسرعهم إفاقة بعد مصيبة ، وأوشكهم كرة بعد فرة ، وخيرهم لمسكين ويتيم وضعيف ، وخامسة حسنة جميلة : وأمنعهم من ظلم الملوك .
[ ص: 106 ] ثم قال
مسلم : حدثني
حرملة بن يحيى التجيبي ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16472عبد الله بن وهب ، حدثني
أبو شريح أن
عبد الكريم بن الحارث حدثه أن
المستورد القرشي قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=3513002تقوم الساعة والروم أكثر الناس " . قال : فبلغ ذلك عمرو بن العاص ، فقال : ما هذه الأحاديث التي تذكر عنك أنك تقولها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال له المستورد : قلت الذي سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم . قال : فقال عمرو : لئن قلت ذلك ، إنهم لأحلم الناس عند فتنة ، وأصبر الناس عند مصيبة ، وخير الناس لمساكينهم وضعفائهم . وهذا يدل على أن
الروم يسلمون في آخر الزمان ، ولعل فتح
القسطنطينية يكون على يدي طائفة منهم ، كما نطق به الحديث المتقدم أنه يغزوها سبعون ألفا من
بني إسحاق ، والروم من سلالة
العيص بن إسحاق بن إبراهيم الخليل ، عليه الصلاة والسلام ، فهم أولاد عم
بني إسرائيل ، وهو
يعقوب بن إسحاق ، فالروم يكونون في آخر الزمان خيرا من
بني إسرائيل ، فإن
الدجال يتبعه سبعون ألفا من يهود أصبهان ، فهم أنصار
الدجال ، وهؤلاء أعني
الروم ، قد مدحوا في هذا الحديث ، فلعلهم يسلمون على يدي
المسيح ابن مريم ، والله أعلم . على أنه قد وقع في بعض الروايات : " من
بني إسماعيل " . وقوى ذلك
عياض وغيره ، والله أعلم .
[ ص: 107 ] وقال
nindex.php?page=showalam&ids=12427إسماعيل بن أبي أويس : حدثنا
كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف ، عن أبيه ، عن جده ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=3513003ستقاتلون بني الأصفر ، ويقاتلهم من بعدكم من المؤمنين أهل الحجاز ، حتى يفتح الله عليهم القسطنطينية ورومية بالتسبيح والتكبير ، فينهدم حصنها فيصيبون مالا لم يصيبوا مثله قط ، حتى إنهم يقتسمون بالأترسة ، ثم يصرخ صارخ : يا أهل الإسلام ، المسيح الدجال في بلادكم وذراريكم . فينفض الناس عن المال ، منهم الآخذ ، ومنهم التارك ، الآخذ نادم ، والتارك نادم ، فيقولون : من هذا الصارخ؟ ولا يعلمون من هو فيقولون : ابعثوا طليعة إلى إيلياء ، فإن يكن المسيح قد خرج فسيأتونكم بعلمه . فيأتون ، فينظرون ، فلا يرون شيئا ، ويرون الناس ساكتين فيقولون : ما صرخ الصارخ إلا لنبأ عظيم ، فاعتزموا ، ثم ارتضوا ، فيعتزمون أن نخرج بأجمعنا إلى إيلياء ، فإن يكن الدجال خرج نقاتله بأجمعنا ، حتى يحكم الله بيننا وبينه ، وإن تكن الأخرى فإنها بلادكم وعشائركم إن رجعتم إليها .
وقد روى الحافظ
nindex.php?page=showalam&ids=14940بهاء الدين ابن عساكر في كتابه " المستقصى في فضائل الأقصى " بسند له عن
الأوزاعي ، عن
خالد بن معدان ، عن
كعب الأحبار ، أنه قال : إن مدينة
القسطنطينية شمتت بخراب
بيت المقدس ، يعني زمن
بخت نصر ، فتعززت وتجبرت وشمخت ، فسماها الله ، عز وجل ، العاتية المستكبرة; وذلك أنها قالت مع شماتتها
ببيت المقدس . إن يكن عرش ربي على الماء ، فقد بنيت أنا على الماء ، فغضب الله تعالى عليها ، ووعدها العذاب والخراب وقال
[ ص: 108 ] لها : حلفت يا مستكبرة لما قد عتيت عن أمري وتجبرت ، لأبعثن عليك عبادا لي مؤمنين من مساكن
سبأ ، ثم لأشجعن قلوبهم حتى أدعها كقلوب الأسد الضارية ، ولأجعلن صوت أحدهم عند البأس كصوت الأسد حين يخرج من الغابة ، ثم لأرعبن قلوب أهلك كرعب العصفور ، ثم لأنزعن عنك حليك وديباجك ورياشك ، ثم لأتركنك جلحاء قرعاء صلعاء; فإنه طال ما أشرك بي فيك ، وعبد غيري ، وافتري علي ، وأمهلتك إلى اليوم الذي فيه خزيك ، فلا تستعجلي يا عاتية فإنه لن يفوتني شيء أريده .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد : ثنا
عبد الجبار بن العباس الشامي ، عن
أبي قيس قال
عبد الجبار : أراه عن
هزيل ، قال : قام
حذيفة في دار
عامر بن حنظلة فيها اليمني والمضري ، فقال : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=3513004ليأتين على مضر يوم لا يدعون لله عبدا يعبده إلا قتلوه ، أو ليضربن ضربا لا يمنعون ذنب تلعة " . فقيل : يا أبا عبد الله تقول هذا لقومك - أو : لقوم أنت منهم - فقال : لا أقول إلا ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد : حدثنا
أبو النضر ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=13030عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان ، عن أبيه ، عن
مكحول ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=15622جبير بن نفير ، عن
مالك بن يخامر ، عن
[ ص: 109 ] معاذ بن جبل ، قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3513005قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " عمران بيت المقدس خراب يثرب ، وخراب يثرب خروج الملحمة ، وخروج الملحمة فتح القسطنطينية ، وفتح القسطنطينية خروج الدجال " . قال : ثم ضرب بيده على فخذ الذي حدثه أو منكبه ، ثم قال " إن هذا لحق كما أنك هاهنا " . أو : " كما أنك قاعد " . يعني
معاذا .
وهكذا رواه
أبو داود ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=14748عباس العنبري ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11920أبي النضر هاشم بن القاسم ، به .
وهذا إسناد جيد وحديث حسن ، وعليه نور الصدق وجلالة النبوة ، وليس المراد أن
المدينة تخرب بالكلية قبل خروج
الدجال ، وإنما ذلك في آخر الزمان ، كما سيأتي بيانه في الأحاديث الصحيحة ، بل قد يكون عمارة
بيت المقدس سببا في خراب
المدينة النبوية; لأن الناس يرحلون منها إلى
الشام لأجل الريف والرخص ، فإنه قد ثبت في الأحاديث الصحيحة أن
الدجال لا يدخلها يمنعه من ذلك ما على أنقابها من الملائكة ، بأيديهم السيوف المصلتة .
وفي " صحيح
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري " من حديث مالك ، عن نعيم المجمر ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3513006 " المدينة لا يدخلها الطاعون ولا الدجال " . وفي " جامع
الترمذي "
أن المسيح ابن مريم إذا مات يدفن في الحجرة النبوية .
[ ص: 110 ] وقد قال
مسلم : حدثني
nindex.php?page=showalam&ids=16696عمرو الناقد ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16081الأسود بن عامر ، حدثنا
زهير ، عن
سهيل بن أبي صالح ، عن أبيه ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3513008 " تبلغ المساكن إهاب " . أو : " يهاب " . قال زهير : قلت لسهيل : فكم ذلك من المدينة؟ قال : كذا وكذا ميلا .
فهذه العمارة إما أن تكون قبل عمارة
بيت المقدس ، وقد تكون بعد ذلك بدهر ، ثم تخرب بالكلية ، كما دلت على ذلك الأحاديث التي سنوردها .
وقد روى
القرطبي ، من طريق
nindex.php?page=showalam&ids=15500الوليد بن مسلم ، عن
ابن لهيعة ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11862أبي الزبير ، عن
جابر ، أنه سمع
عمر بن الخطاب ، رضي الله عنه ، على المنبر ، يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : "
يخرج أهل المدينة منها ، ثم يعودون إليها فيعمرونها حتى تمتلئ ، ثم يخرجون منها ، ثم لا يعودون إليها أبدا " .
وفي حديث عن
أبي سعيد ، مرفوعا مثله ، وزاد : "
وليدعنها وهي خير ما تكون ، مونعة " . قيل : فمن يأكلها؟ قال : " الطير والسباع " .
وفي " صحيح
مسلم " ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=3513011يتركون المدينة على خير ما كانت ، لا يغشاها إلا العوافي - يريد عوافي السباع والطير - [ ص: 111 ] ثم يخرج راعيان من مزينة يريدان المدينة ينعقان بغنمهما ، فيجدانها وحشا ، حتى إذا بلغا ثنية الوداع خرا على وجوههما " .
وفي حديث
حذيفة : سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أشياء ، إلا أني لم أسأله :
ما يخرج أهل المدينة منها؟ وفي حديث آخر ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة : "
يخرجون منها ونصف ثمرها زهو ، ونصفه رطب " . قيل : ما يخرجهم منها يا nindex.php?page=showalam&ids=3أبا هريرة؟ قال : أمراء السوء .
وقال
أبو داود : حدثنا
ابن نفيل ، حدثنا
عيسى بن يونس ، عن
أبي بكر بن أبي مريم ، عن
الوليد بن سفيان الغساني ، عن
يزيد بن قطب السكوني ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11934أبي بحرية ، عن
معاذ بن جبل ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=3513014الملحمة الكبرى ، وفتح القسطنطينية ، وخروج الدجال في سبعة أشهر " . ورواه
الترمذي ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=14272عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي ، عن
الحكم بن المبارك ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=15500الوليد بن مسلم به ، وقال : حسن لا نعرفه إلا من هذا الوجه ، وفي الباب عن
الصعب بن جثامة ، [ ص: 112 ] nindex.php?page=showalam&ids=11788وعبد الله بن بسر ، nindex.php?page=showalam&ids=10وعبد الله بن مسعود ، nindex.php?page=showalam&ids=44وأبي سعيد الخدري .
ورواه
ابن ماجه ، عن
هشام بن عمار ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=15500الوليد بن مسلم nindex.php?page=showalam&ids=12434وإسماعيل بن عياش ، عن
أبي بكر بن أبي مريم ، به .
وقد قال
nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد وأبو داود ، واللفظ له : حدثنا
حيوة بن شريح الحمصي ، حدثنا
بقية ، عن
بحير بن سعد ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=15802خالد ، هو ابن معدان ، عن
ابن أبي بلال ، عن
عبد الله بن بسر ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=3513015بين الملحمة وفتح المدينة ست سنين ، ويخرج الدجال في السابعة " . وهكذا رواه
ابن ماجه ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16071سويد بن سعيد ، عن بقية ، به .
وهذا مشكل مع الذي قبله ، اللهم إلا أن يكون بين أول الملحمة وآخرها ست سنين ، ويكون بين آخرها وفتح
المدينة ، وهي
القسطنطينية ، مدة قريبة ، بحيث يكون ذلك مع خروج
الدجال في سبعة أشهر ، والله أعلم .
وقال
الترمذي : حدثنا
محمود بن غيلان ، حدثنا
أبو داود ، عن
شعبة ، عن
يحيى بن سعيد ، عن
أنس بن مالك ، قال : فتح
القسطنطينية مع قيام الساعة . قال
محمود : هذا حديث غريب ،
والقسطنطينية هي مدينة
الروم تفتح عند خروج
الدجال ، والقسطنطينية قد فتحت في زمان بعض أصحاب النبي
[ ص: 113 ] صلى الله عليه وسلم . هكذا قال إنها فتحت في زمن الصحابة ، وفي هذا نظر; فإن
معاوية بعث إليها ابنه
يزيد في جيش فيهم
nindex.php?page=showalam&ids=50أبو أيوب الأنصاري ، ولكن لم يتفق له فتحها ، وحاصرها
nindex.php?page=showalam&ids=17088مسلمة بن عبد الملك بن مروان ، في زمان دولتهم ، ولم يفتحها أيضا ، ولكن صالحهم على بناء مسجد بها ، كما قدمنا ذلك مبسوطا . والله سبحانه أعلم .