[ ص: 241 ] ذكر تخريب الكعبة ، شرفها الله ، على يدي ذي السويقتين الأفحج الحبشي ، قبحه الله
وروينا عن
كعب الأحبار في " التفسير " عند قوله تعالى :
حتى إذا فتحت يأجوج ومأجوج [ الأنبياء : 96 ] أن أول ظهور
ذي السويقتين في أيام
عيسى ابن مريم ، عليه السلام ، وذلك بعد هلاك
يأجوج ومأجوج ، فيبعث إليه
عيسى ابن مريم طليعة ما بين السبعمائة إلى الثمانمائة ، فبينما هم يسيرون إليه إذ بعث الله ريحا يمانية طيبة ، فتقبض فيها روح كل مؤمن ، ثم يبقى عجاج من الناس ، يتسافدون كما تتسافد البهائم . ثم قال
كعب : وتكون الساعة قريبة حينئذ . قلت : وقد تقدم في الحديث الصحيح أن
عيسى عليه السلام يحج بعد نزوله إلى الأرض .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=14724سليمان بن داود الطيالسي ، حدثنا
عمران ، عن
قتادة ، عن
عبد الله بن أبي عتبة ، عن
أبي سعيد قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=3513186ليحجن هذا البيت ، وليعتمرن بعد خروج يأجوج ومأجوج " . انفرد بإخراجه
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ، فرواه عن
أحمد بن حفص بن عبد الله ، عن أبيه ، عن
إبراهيم بن [ ص: 242 ] طهمان ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=15692حجاج - هو ابن حجاج - عن
قتادة بن دعامة به . قال : تابعه
أبان وعمران ، عن
قتادة . وقال
عبد الرحمن ، عن
شعبة ، عن
قتادة : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=3513187لا تقوم الساعة حتى لا يحج البيت " . قال
أبو عبد الله : والأول أكثر . انتهى ما ذكره
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري .
وقد رواه
البزار ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=12166محمد بن المثنى ، عن
عبد الرحمن بن مهدي ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11792أبان بن يزيد العطار ، عن
قتادة ، كما ذكره
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري . ورواية
nindex.php?page=showalam&ids=16687عمران بن داود القطان قد أوردها
nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد ، كما رأيت .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=13863أبو بكر البزار : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=12166محمد بن المثنى ، حدثنا
عبد العزيز ، حدثنا
شعبة ، عن
قتادة; سمعت
عبد الله بن أبي عتبة يحدث ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد الخدري ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=3513188لا تقوم الساعة حتى لا يحج البيت " . ثم قال : وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن
أبي سعيد ، عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا بهذا الإسناد .
قلت : ولا منافاة في المعنى بين الروايتين; لأن
الكعبة يحجها الناس ويعتمرون بها ، بعد خروج
يأجوج ومأجوج وهلاكهم ، وطمأنينة الناس وكثرة أرزاقهم في زمان
المسيح ، عليه السلام ، ثم يبعث الله ريحا طيبة ، فيقبض بها روح كل مؤمن ومؤمنة ، ويتوفى نبي الله
عيسى ابن مريم ، عليه السلام ، ويصلي عليه المسلمون ، ويدفن بالحجرة النبوية مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم يكون خراب
الكعبة على يدي
ذي السويقتين بعد هذا ، وإن كان ظهوره في زمن
المسيح ، كما قال
كعب الأحبار ، والله سبحانه أعلم .