فصل ( فصل :
أول ما يقضي الله تعالى بينهم من المخلوقات الحيوانات )
فأول ما يقضي الله تعالى بينهم من المخلوقات الحيوانات ، قبل الإنس والجن ، وهما الثقلان ; فالإنس ثقل والجن ثقل ، والدليل على حشر الحيوانات يوم القيامة قوله تعالى :
وما من دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم ما فرطنا في الكتاب من شيء ثم إلى ربهم يحشرون [ الأنعام : 38 ] . وقال تعالى :
وإذا الوحوش حشرت [ التكوير : 5 ] .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16408عبد الله بن الإمام أحمد : حدثنا
عباس بن محمد ، وأبو يحيى البزاز ، قالا : حدثنا
حجاج بن نصير ، حدثنا
شعبة ، عن
العوام بن مراجم ، من
بني قيس بن ثعلبة ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=12081أبي عثمان النهدي ، عن
عثمان بن عفان ، رضي الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3513581 " إن الجماء لتقص من القرناء يوم القيامة " .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد : حدثنا
ابن أبي عدي ، ومحمد بن جعفر ، عن
شعبة : سمعت
العلاء يحدث عن أبيه ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
[ ص: 12 ] nindex.php?page=hadith&LINKID=3513582 " لتؤدن الحقوق إلى أهلها يوم القيامة حتى يقتص للشاة الجماء من الشاة القرناء تنطحها " . وهذا إسناد على شرط
مسلم ، ولم يخرجوه .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد : حدثنا
عبد الصمد ، حدثنا
حماد ، عن
واصل ، عن
يحيى بن عقيل ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3513583 " يقتص للخلق بعضهم من بعض ، حتى للجماء من القرناء ، وحتى للذرة من الذرة " . تفرد به
أحمد .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16408عبد الله بن الإمام أحمد : وجدت هذا الحديث في كتاب أبي بخط يده : حدثنا
عبيد الله بن محمد ، حدثنا
حماد بن سلمة ، حدثنا
ليث ، عن
عبد الرحمن بن ثروان ، عن
الهزيل بن شرحبيل ، عن
أبي ذر ، nindex.php?page=hadith&LINKID=3513584أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان جالسا وشاتان تعتلفان ، فنطحت إحداهما الأخرى ، فأجهضتها ، قال : فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقيل له : ما يضحكك يا رسول الله ؟ قال : " عجبت لها ، والذي نفسي بيده ليقادن لها يوم القيامة " .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد : حدثنا
محمد بن جعفر ، حدثنا
شعبة ، عن
سليمان ، [ ص: 13 ] هو الأعمش ، عن
منذر الثوري ، عن أشياخ لهم ، عن
أبي ذر ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ح )
وأبو معاوية ، حدثنا
الأعمش ، عن
منذر بن يعلى ، عن أشياخه ، عن
أبي ذر ، فذكر معناه ،
nindex.php?page=hadith&LINKID=3513585أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى شاتين تنتطحان ، فقال : " يا أبا ذر ، هل تدري فيم تنتطحان ؟ " قال : لا . قال : " لكن الله تعالى يدري ، وسيقضي بينهما " . وهذا إسناد جيد حسن . قال
القرطبي : ورواه
شعبة ، عن
الأعمش ، عن
إبراهيم التيمي ، عن أبيه ، عن
أبي ذر ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، بمثله .
قال
القرطبي : وروى
ليث بن أبي سليم ، عن
عبد الرحمن بن ثروان ، عن
الهزيل ، عن
أبي ذر ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بشاتين تنتطحان ، فقال : " ليقضين الله يوم القيامة لهذه الجلحاء من هذه القرناء " . قال : وذكر
ابن وهب ، عن
ابن لهيعة ، nindex.php?page=showalam&ids=16700وعمرو بن الحارث ، عن
بكر بن سوادة ، أن
nindex.php?page=showalam&ids=12023أبا سالم الجيشاني حدثه أن
ثابت بن طريف استأذن على
أبي ذر ، فسمعه رافعا صوته يقول : أما والله لولا يوم الخصومة لسوأتك . فدخلت ، فقلت : ما شأنك يا
أبا ذر ؟ فقال : هذه . قلت : وما عليك أن تضربها ؟ فقال : أما والذي نفسي بيده - أو قال : والذي نفس
محمد بيده - لتسألن الشاة فيم نطحت صاحبتها ، وليسألن الجماد فيم نكب أصبع الرجل .
[ ص: 14 ] وقال
أحمد : حدثنا
حسن ، حدثنا
ابن لهيعة ، حدثنا
دراج ، عن
أبي الهيثم ، عن
أبي سعيد ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3513587 " والذي نفسي بيده ، إنه ليختصم الخلق يوم القيامة حتى الشاتان فيما انتطحتا " .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد : حدثنا
إسماعيل ابن علية ، حدثنا
أبو حيان ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=12007أبي زرعة بن عمرو بن جرير ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ، قال : قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما ، فذكر الغلول فعظمه وعظم أمره ، ثم قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3513588 " لا ألفين أحدكم يجيء يوم القيامة على رقبته بعير له رغاء ، فيقول : يا رسول الله ، أغثني . فأقول : لا أملك لك شيئا ، قد أبلغتك . لا ألفين أحدكم يجيء يوم القيامة على رقبته شاة لها ثغاء ، فيقول : يا رسول الله ، أغثني . فأقول : لا أملك لك شيئا ، قد أبلغتك . لا ألفين أحدكم يجيء يوم القيامة على رقبته فرس له حمحمة فيقول : يا رسول الله ، أغثني . فأقول : لا أملك لك شيئا ، قد أبلغتك . لا ألفين [ ص: 15 ] أحدكم يجيء يوم القيامة على رقبته نفس لها صياح ، فيقول : يا رسول الله ، أغثني . فأقول : لا أملك لك شيئا ، قد أبلغتك . لا ألفين أحدكم يجيء يوم القيامة على رقبته رقاع تخفق ، فيقول : يا رسول الله ، أغثني . فأقول : لا أملك لك شيئا ، قد أبلغتك . لا ألفين أحدكم يجيء يوم القيامة على رقبته صامت ، فيقول : يا رسول الله ، أغثني . فأقول : لا أملك لك شيئا ، قد أبلغتك " . وأخرجاه في " الصحيحين " من حديث
nindex.php?page=showalam&ids=11992أبي حيان ، واسمه
يحيى بن سعيد بن حيان التيمي ، به .
وتقدم في حديث
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3513589 " ما من صاحب إبل لا يؤدي زكاتها إلا بطح لها يوم القيامة بقاع قرقر ، فتطؤه بأخفافها ، كلما مرت عليه أخراها ردت عليه أولاها " . وذكر تمام الحديث في البقر والغنم . فهذه الأحاديث مع الآيات فيها دلالة على
حشر الحيوانات كلها .
وتقدم في حديث الصور :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3513590 " فيقضي الله تعالى بين خلقه إلا الثقلين ; الإنس والجن ، فيقضي بين الوحوش والبهائم ، حتى إنه ليقيد الجماء من ذات القرن ، حتى إذا فرغ الله من ذلك ، فلم يبق لواحدة تبعة عند أخرى ، قال الله تعالى لها : كوني ترابا . فعند ذلك يقول الكافر : يا ليتني كنت ترابا [ ص: 16 ] [ النبأ : 40 ] .
وقد قال
ابن أبي الدنيا : حدثنا
هارون بن عبد الله ، حدثنا
سيار ، أنبأنا
جعفر بن سليمان : سمعت
أبا عمران الجوني يقول : حدثت أن البهائم إذا رأت بني
آدم يوم القيامة وقد تصدعوا من بين يدي الله عز وجل ; صنفا إلى الجنة ، وصنفا إلى النار ، أن البهائم تناديهم : الحمد لله يا بني
آدم ، الذي لم يجعلنا اليوم مثلكم ، فلا جنة نرجو ، ولا عقاب نخاف .
وذكر
القرطبي ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=14999أبي القاسم القشيري في " شرح الأسماء الحسنى " عند قوله : المقسط الجامع . قال : وفي خبر الوحوش والبهائم ، تحشر يوم القيامة فتسجد لله سجدة ، فتقول الملائكة : ليس هذا يوم سجود ، هذا يوم الثواب والعقاب . فتقول البهائم : هذا سجود شكر ; حيث لم يجعلنا الله ، عز وجل ، من بني
آدم . قال : ويقال : إن الملائكة تقول للبهائم : إن الله لم يحشركم لثواب ولا لعقاب ، وإنما حشركم تشهدون فضائح بني
آدم .
وحكى
القرطبي أنها إذا حشرت وحوسبت تعود ترابا ، ثم يحثى بها في وجوه فجرة بني
آدم ، قال : وذلك قوله :
ووجوه يومئذ عليها غبرة [ عبس : 40 ] . والله سبحانه أعلم ، وفيما ذكره نظر .