[ ص: 176 ] فصل (
دركات جهنم )
قال
القرطبي : قال العلماء : أعلى الدركات جهنم ، وهي مختصة بالعصاة من أمة
محمد صلى الله عليه وسلم ، وهي التي تخلو من أهلها ، فتصفق الرياح أبوابها ، ثم لظى ، ثم الحطمة ، ثم السعير ، ثم سقر ، ثم الجحيم ، ثم الهاوية .
وقال
الضحاك : في الدرك الأعلى المحمديون ، وفي الثاني
النصارى ، وفي الثالث
اليهود ، وفي الرابع
الصابئون ، وفي الخامس
المجوس ، وفي السادس مشركو العرب ، وفي السابع المنافقون . قلت : هذه المراتب والمنازل ، وتخصيصها بهؤلاء ، مما يحتاج إثباته إلى سند صحيح إلى المعصوم الذي لا ينطق عن الهوى ، أو قرآن ناطق بذلك ، ولكن معلوم أن هؤلاء كلهم يدخلون النار ، وكونهم يكونون على هذه الصفة في الأخبار ، وعلى هذا الترتيب ، فالله أعلم بذلك ، فأما المنافقون ففي الدرك الأسفل من النار بنص القرآن لا محالة .
[ ص: 177 ] قال
القرطبي : فمن هذه الأسماء ما هو علم للنار كلها بجملتها ، نحو جهنم ، وسعير ، ولظى ، فهذه أعلام ليست لباب دون باب . وصدق فيما قال .
وقال
حرملة ، عن
ابن وهب ، أخبرني
عمرو أن
دراجا أبا السمح حدثه ، أنه سمع
nindex.php?page=showalam&ids=4708عبد الله بن الحارث بن جزء الزبيدي ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=3513827إن في النار لحيات أمثال أعناق البخت " . وقد تقدم هذا الحديث .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني : حدثنا
أبو يزيد القراطيسي ، حدثنا
أسد بن موسى ، حدثنا
إسماعيل بن عياش ، عن
الربيع ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=48البراء بن عازب ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن قول الله تعالى : زدناهم عذابا فوق العذاب [ النحل : 88 ] . قال : " عقارب أمثال النخل الطوال ، تنهشهم في جهنم " . وقد رواه
الثوري ، عن
الأعمش ، عن
عبد الله بن مرة ، عن
مسروق ، عن
ابن مسعود ، قوله ، وتقدم .
وقال
ابن أبي الدنيا : حدثنا
شجاع بن الأشرس ، حدثنا
إسماعيل بن عياش ، عن
محمد بن عجلان ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=15944زيد بن أسلم ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16572عطاء بن يسار ، عن
[ ص: 178 ] كعب الأحبار ، قال : حيات جهنم أمثال الأودية ، وعقاربها أمثال القلال ، وإن لها لأذنابا كأمثال الرماح ، تلقى إحداهن الكافر فتلسعه ، فيتناثر لحمه على قدميه .