[ ص: 353 ] ذكر أن
أهل الجنة لا يموتون فيها لكمال حياتهم ، بل كل ما لهم في ازدياد ، من قوة الشباب ، ونضرة الوجوه ، وحسن الهيئة ، وطيب العيش
ولهذا جاء في بعض الأحاديث أنهم لا ينامون لئلا يشتغلوا به عن الملاذ والمسرات والعيش الهنيء الطيب ، ولئلا يشتغل بالنوم عن ألذ ما في الجنة من ذكر الرب ، وحمده ، والثناء عليه ، سبحانه لا نحصي ثناء عليه ، نسأل الله الدرجات العلا من الجنة .
قال الله تعالى :
لا يذوقون فيها الموت إلا الموتة الأولى ووقاهم عذاب الجحيم فضلا من ربك ذلك هو الفوز العظيم [ الدخان : 56 ، 57 ] . وقال تعالى :
لا يمسهم فيها نصب وما هم منها بمخرجين [ الحجر : 48 ] . وقال تعالى :
إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات كانت لهم جنات الفردوس نزلا خالدين فيها لا يبغون عنها حولا [ الكهف : 107 ، 108 ] . أي لا يختارون غيرها ، بل هم أرغب شيء فيها ، فلا يختارون بها بدلا ، ولا عنها تحولا ، وليس يعتريهم فيها ملل ، ولا ضجر ، كما قد يسأم أهل الدنيا بعض أحوالهم اللذيذة ، ومساكنهم الأنيقة ، وأزواجهم الحسان ، بل أهل الجنة كما قيل :
فحلت سواد القلب لا أنا باغيا سواها ولا عن حبها أتحول
[ ص: 354 ] وقد تقدم حديث ذبح الموت بين الجنة والنار ، وأنه ينادي مناد : يا أهل الجنة ، خلود فلا موت ، ويا أهل النار خلود فلا موت ، كل خالد فيما هو فيه .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17294يحيى بن آدم ، حدثنا
حمزة ، حدثنا
أبو إسحاق ، عن
الأغر أبي مسلم ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة وأبي سعيد ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=3514117فينادى مع ذلك : إن لكم أن تحيوا فلا تموتوا أبدا ، وإن لكم أن تصحوا فلا تسقموا أبدا ، وإن لكم أن تشبوا فلا تهرموا أبدا ، وإن لكم أن تنعموا فلا تبأسوا أبدا " . قال : " فينادى بهذه الأربع " .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد : حدثنا
عبد الرزاق قال : قال
الثوري : فحدثني
أبو إسحاق ، أن
الأغر حدثه عن
أبي سعيد nindex.php?page=showalam&ids=3وأبي هريرة ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=3514118ينادي مناد : إن لكم أن تحيوا فلا تموتوا أبدا ، وإن لكم أن تصحوا فلا تسقموا أبدا ، وإن لكم أن تشبوا فلا تهرموا أبدا ، وإن لكم أن تنعموا فلا تبأسوا أبدا " . قال : " فذلك قوله تعالى :
ونودوا أن تلكم الجنة أورثتموها بما كنتم تعملون [ الأعراف : 43 ] ، ورواه
مسلم ، عن
إسحاق بن راهويه nindex.php?page=showalam&ids=16298وعبد بن حميد ، كلاهما عن
عبد الرزاق ، بنحوه .
[ ص: 355 ] وقال
البزار : حدثنا
الفضل بن يعقوب ، حدثنا
محمد بن يوسف الفريابي ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16004سفيان ، هو الثوري ، عن
محمد بن المنكدر ، عن
جابر قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3514119قيل : يا رسول الله ، هل ينام أهل الجنة ؟ قال : " لا ، النوم أخو الموت " . ثم قال
البزار : لا نعلم أحدا أسنده عن
محمد بن المنكدر ، عن
جابر ، إلا
الثوري ، ولا عنه سوى
الفريابي . كذا قال .
وقد قال
الحافظ أبو بكر بن مردويه : حدثنا
أحمد بن القاسم بن صدقة المصري ، حدثنا
المقدام بن داود ، حدثنا
عبد الله بن محمد بن المغيرة ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16004سفيان الثوري ، عن
محمد بن المنكدر ، عن
جابر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=3514120النوم أخو الموت ، وأهل الجنة لا ينامون " .
ورواه
nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني ، من حديث
مصعب بن إبراهيم ، عن
عمران بن الربيع الكوفي ، عن
يحيى بن سعيد الأنصاري ، عن
محمد بن المنكدر ، عن
جابر ، قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3514121سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم : أينام أهل الجنة ؟ فقال : " النوم أخو الموت ، وأهل الجنة لا ينامون " .
ورواه
nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي من حديث
عبد الله بن جبلة بن أبي رواد ، عن
سفيان [ ص: 356 ] الثوري ، عن
محمد بن المنكدر ، عن
جابر ، فذكره .
ثم روى
nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم ، عن
الأصم ، عن
عباس الدوري ، عن
يونس بن محمد ، عن
سعيد بن زربي ، عن
نفيع بن الحارث ، عن
عبد الله بن أبي أوفى قال :
سأل رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : النوم مما يقر الله به أعيننا في الدنيا ، أننام في الجنة ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الموت شريك النوم ، وليس في الجنة موت " . قالوا : يا رسول الله ، فما راحتهم ؟ قال : " إنه ليس فيها لغوب ، كل أمرهم راحة " . فأنزل الله تعالى : لا يمسنا فيها نصب ولا يمسنا فيها لغوب [ فاطر : 35 ] . ضعيف الإسناد .