[ ص: 428 ] ذكر
الصلاة على حمزة وقتلى أحد
وقال
ابن إسحاق : وحدثني من لا أتهم ، عن
مقسم ، عن
ابن عباس قال :
أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بحمزة فسجي ببردة ، ثم صلى عليه فكبر سبع تكبيرات ، ثم أتى بالقتلى يوضعون إلى حمزة فصلى عليهم وعليه معهم ، حتى صلى عليه ثنتين وسبعين صلاة . وهذا غريب وسنده ضعيف .
قال
السهيلي : ولم يقل به أحد من علماء الأمصار .
وقد قال
nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد : حدثنا
عفان ، حدثنا
حماد ، حدثنا
عطاء بن السائب ، عن
الشعبي ، عن
ابن مسعود قال : إن النساء كن يوم
أحد خلف المسلمين يجهزن على جرحى المشركين ، فلو حلفت يومئذ رجوت أن أبر : إنه ليس أحد منا يريد الدنيا حتى أنزل الله :
منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الآخرة ثم صرفكم عنهم ليبتليكم [ آل عمران : 152 ]
فلما خالف أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وعصوا ما أمروا به ، أفرد رسول الله صلى الله عليه وسلم في تسعة ; سبعة من
الأنصار واثنين من
قريش وهو عاشرهم ، فلما رهقوه قال : رحم الله رجلا ردهم عنا قال : فقام رجل من
الأنصار [ ص: 429 ] فقاتل ساعة حتى قتل ، فلما رهقوه أيضا قال : رحم الله رجلا ردهم عنا . فلم يزل يقول ذا حتى قتل السبعة ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لصاحبيه : ما أنصفنا أصحابنا . فجاء
أبو سفيان فقال : اعل هبل . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم قولوا : الله أعلى وأجل . فقالوا : الله أعلى وأجل . فقال
أبو سفيان : لنا العزى ولا عزى لكم . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : قولوا : الله مولانا ولا مولى لكم . ثم قال
أبو سفيان : يوم بيوم
بدر يوم لنا ويوم علينا ، ويوم نساء ويوم نسر ،
حنظلة بحنظلة وفلان بفلان . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا سواء ، أما قتلانا فأحياء يرزقون ، وقتلاكم في النار يعذبون . قال
أبو سفيان : قد كانت في القوم مثلة ، وإن كانت لعن غير ملأ منا ، ما أمرت ولا نهيت ، ولا أحببت ولا كرهت ، ولا ساءني ولا سرني . قال : فنظروا ، فإذا
حمزة قد بقر بطنه ، وأخذت
هند كبده فلاكتها ، فلم تستطع أن تأكلها ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أأكلت منه شيئا ؟ قالوا : لا . قال : ما كان الله ليدخل شيئا من
حمزة في النار . قال : فوضع رسول الله صلى الله عليه وسلم
حمزة فصلى عليه ، وجيء برجل من
الأنصار فوضع إلى جنبه فصلى عليه ، فرفع
الأنصاري ، وترك
حمزة ثم جيء بآخر فوضعه إلى جنب
حمزة فصلى عليه ، ثم رفع وترك
حمزة حتى صلى عليه يومئذ سبعين صلاة . تفرد به
أحمد . وهذا إسناد فيه ضعف أيضا من جهة
[ ص: 430 ] عطاء بن السائب . فالله أعلم .
والذي رواه
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري أثبت ، حيث قال : حدثنا
قتيبة ، حدثنا
الليث ، عن
ابن شهاب ، عن
عبد الرحمن بن كعب بن مالك ، أن
nindex.php?page=showalam&ids=36جابر بن عبد الله أخبره
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يجمع بين الرجلين من قتلى أحد في ثوب واحد ، ثم يقول : أيهم أكثر أخذا للقرآن ؟ فإذا أشير إلى أحد قدمه في اللحد وقال : أنا شهيد على هؤلاء يوم القيامة . وأمر بدفنهم بدمائهم ، ولم يصل عليهم ، ولم يغسلوا . تفرد به
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري دون
مسلم . ورواه أهل السنن من حديث
الليث بن سعد به .
وقال
أحمد : حدثنا
محمد ، يعني ابن جعفر ، حدثنا
شعبة سمعت
عبد ربه يحدث عن
الزهري ، عن
ابن جابر ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=36جابر بن عبد الله ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال في قتلى
أحد : فإن كل جرح أو كل دم يفوح مسكا يوم القيامة . ولم يصل عليهم .
وثبت أنه صلى عليهم بعد ذلك بسنين عديدة قبل وفاته بيسير ، كما قال
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري : حدثنا
محمد بن عبد الرحيم ، حدثنا
زكريا بن عدي ،
[ ص: 431 ] أخبرنا
ابن المبارك ، عن
حيوة ، عن
يزيد بن أبي حبيب ، عن
أبي الخير ، عن
عقبة بن عامر قال :
صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم على قتلى أحد بعد ثماني سنين ، كالمودع للأحياء والأموات ، ثم طلع المنبر فقال : إني بين أيديكم فرط ، وأنا عليكم شهيد ، وإن موعدكم الحوض ، وإني لأنظر إليه من مقامي هذا ، وإني لست أخشى عليكم أن تشركوا ، ولكني أخشى عليكم الدنيا أن تنافسوها قال : فكان آخر نظرة نظرتها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم . ورواه
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في مواضع أخر ،
ومسلم ،
وأبو داود ،
nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي من حديث
يزيد بن أبي حبيب به نحوه .
وقال
الأموي : حدثني أبي ، حدثنا
الحسن بن عمارة ، عن
حبيب بن أبي ثابت قال : قالت
عائشة : خرجنا من السحر مخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى
أحد نستطلع الخبر ، حتى إذا طلع الفجر إذا رجل محتجر يشتد ويقول :
لبث قليلا يشهد الهيجا حمل
قالت : فنظرنا ، فإذا
nindex.php?page=showalam&ids=168أسيد بن حضير ثم مكثنا بعد ذلك ، فإذا بعير قد أقبل ، عليه امرأة بين وسقين . قالت : فدنونا منها ، فإذا هي امرأة
عمرو بن [ ص: 432 ] الجموح فقلنا لها : ما الخبر ؟ قالت : دفع الله عن رسول الله صلى الله عليه وسلم واتخذ من المؤمنين شهداء
ورد الله الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خيرا وكفى الله المؤمنين القتال وكان الله قويا عزيزا . ثم قالت : لبعيرها : حل . ثم نزلت ، فقلنا لها : ما هذا ؟ قالت : أخي وزوجي .
وقال
ابن إسحاق : وقد أقبلت
صفية بنت عبد المطلب لتنظر إليه ، وكان أخاها لأبيها وأمها ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لابنها
nindex.php?page=showalam&ids=15الزبير بن العوام : القها فأرجعها ; لا ترى ما بأخيها فقال لها : يا أمه إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرك أن ترجعي . قالت : ولم ، وقد بلغني أنه مثل بأخي ، وذلك في الله ؟ ! فما أرضانا ما كان من ذلك ، لأحتسبن ولأصبرن إن شاء الله . فلما جاء
الزبير إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخبره بذلك ، قال : خل سبيلها . فأتته فنظرت إليه ، وصلت عليه ، واسترجعت واستغفرت .
قال
ابن إسحاق : ثم أمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم فدفن ، ودفن معه ابن أخته
عبد الله بن جحش - وأمه
nindex.php?page=showalam&ids=10427أميمة بنت عبد المطلب - وكان قد مثل به ، غير أنه لم يبقر عن كبده ، رضي الله عنهما .
قال
السهيلي : وكان يقال له : المجدع في الله . قال : وذكر
سعد أنه هو
[ ص: 433 ] وعبد الله بن جحش دعوا بدعوة فاستجيبت لهما ; فدعا
سعد أن يلقى فارسا من المشركين فيقتله ويستلبه ، فكان ذلك ، ودعا
عبد الله بن جحش أن يلقاه فارس فيقتله ويجدع أنفه في الله ، فكان ذلك .
وذكر
الزبير بن بكار أن سيفه يومئذ انقطع ، فأعطاه رسول الله صلى الله عليه وسلم عرجونا ، فصار في يد
عبد الله بن جحش سيفا يقاتل به ، ثم بيع في تركة بعض ولده بمائتي دينار . وهذا كما تقدم
لعكاشة في يوم
بدر . وقد تقدم في " صحيح
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري " أيضا
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يجمع بين الرجلين والثلاثة في القبر الواحد ، بل في الكفن الواحد وإنما أرخص لهم في ذلك ; لما بالمسلمين من الجراح التي يشق معها أن يحفروا لكل واحد واحدا ، ويقدم في اللحد أكثرهما أخذا للقرآن ، وكان يجمع بين الرجلين المتصاحبين في اللحد الواحد ، كما جمع بين
nindex.php?page=showalam&ids=198عبد الله بن عمرو بن حرام ، والد
جابر وبين
nindex.php?page=showalam&ids=5899عمرو بن الجموح ; لأنهما كانا متصاحبين ، ولم يغسلوا ، بل تركهم بجراحهم ودمائهم ، كما روى
ابن إسحاق ، عن
الزهري ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16425عبد الله بن ثعلبة بن صعير أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أشرف على القتلى يوم أحد قال : أنا شهيد على هؤلاء ، إنه ما من جريح يجرح في الله ، إلا والله يبعثه يوم [ ص: 434 ] القيامة يدمى جرحه ، اللون لون دم ، والريح ريح مسك . قال : وحدثني عمي
موسى بن يسار أنه سمع
nindex.php?page=showalam&ids=3أبا هريرة يقول : قال أبو القاسم صلى الله عليه وسلم
: ما من جريح يجرح في الله ، إلا والله يبعثه يوم القيامة وجرحه يدمى ، اللون لون الدم ، والريح ريح المسك . وهذا الحديث ثابت في " الصحيحين " من غير هذا الوجه .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16627علي بن عاصم ، عن
عطاء بن السائب ، عن
سعيد بن جبير ، عن
ابن عباس قال :
أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد بالشهداء أن ينزع عنهم الحديد والجلود ، وقال : ادفنوهم بدمائهم وثيابهم . ورواه
أبو داود ،
nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه من حديث
nindex.php?page=showalam&ids=16627علي بن عاصم به .
وقال
الإمام أبو داود في " سننه " : حدثنا
القعنبي أن
nindex.php?page=showalam&ids=16034سليمان بن المغيرة حدثهم ، عن
حميد بن هلال ، عن
هشام بن عامر ، أنه قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3510405جاءت الأنصار إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد فقالوا : قد أصابنا قرح وجهد ، فكيف تأمرنا ؟ فقال : احفروا وأوسعوا ، واجعلوا الرجلين والثلاثة في القبر الواحد . قيل : [ ص: 435 ] يا رسول الله ، فأيهم يقدم ؟ قال : أكثرهم قرآنا . ثم رواه من حديث
الثوري ، عن
أيوب ، عن
حميد بن هلال ، عن
هشام بن عامر فذكره ، وزاد " وأعمقوا " .
قال
ابن إسحاق : وقد احتمل ناس من المسلمين قتلاهم إلى
المدينة فدفنوهم بها ، ثم نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك وقال : ادفنوهم حيث صرعوا .
وقد قال
nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد : حدثنا
علي بن إسحاق ،
وعتاب ، أخبرنا
عبد الله ، أخبرنا
عمر بن سلمة بن أبي يزيد المديني ، حدثني أبي ، سمعت
nindex.php?page=showalam&ids=36جابر بن عبد الله يقول :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3510406استشهد أبي بأحد فأرسلني أخواتي إليه بناضح لهن ، فقلن : اذهب فاحتمل أباك على هذا الجمل ، فادفنه في مقبرة بني سلمة . فقال : فجئته وأعوان لي ، فبلغ ذلك نبي الله صلى الله عليه وسلم وهو جالس بأحد فدعاني فقال : " والذي نفسي بيده لا يدفن إلا مع إخوته " فدفن مع أصحابه بأحد . تفرد به أحمد . [ ص: 436 ]
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد : حدثنا
محمد بن جعفر ، حدثنا
شعبة ، عن
الأسود بن قيس ، عن
نبيح ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=36جابر بن عبد الله أن قتلى
أحد حملوا من مكانهم ، فنادى منادي النبي صلى الله عليه وسلم أن ردوا القتلى إلى مضاجعهم .
وقد رواه
أبو داود ،
nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي من حديث
الثوري ،
nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي من حديث
شعبة ،
nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي أيضا ،
nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه من حديث
سفيان بن عيينة كلهم عن
الأسود بن قيس به .
وقال
أحمد : حدثنا
عفان ، حدثنا
أبو عوانة ، حدثنا
نبيح العنزي ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=36جابر بن عبد الله قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3510407خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من المدينة إلى المشركين ليقاتلهم ، وقال لي أبي عبد الله : يا جابر ، لا عليك أن تكون في نظاري أهل المدينة حتى تعلم إلى ما يصير أمرنا ، فإني والله لولا أني أترك بنات لي بعدي ، لأحببت أن تقتل بين يدي . قال : فبينا أنا في النظارين ، إذ جاءت عمتي بأبي وخالي ، عادلتهما على ناضح ، فدخلت بهما المدينة لتدفنهما في مقابرنا ، إذ لحق رجل ينادي : ألا إن النبي صلى الله عليه وسلم يأمركم أن ترجعوا بالقتلى ، فتدفنوها في [ ص: 437 ] مصارعها حيث قتلت . فرجعنا بهما ، فدفناهما حيث قتلا ، فبينا أنا في خلافة nindex.php?page=showalam&ids=33معاوية بن أبي سفيان إذ جاءني رجل فقال : يا nindex.php?page=showalam&ids=36جابر بن عبد الله ، والله لقد أثار أباك عمال معاوية فبدا ، فخرج طائفة منه . فأتيته فوجدته على النحو الذي دفنته ، لم يتغير إلا ما لم يدع القتل ، أو القتيل . ثم ساق الإمام قصة وفائه دين أبيه ، كما هو ثابت في " الصحيحين " .
وروى
nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي من طريق
حماد بن زيد ، عن
أيوب ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11862أبي الزبير ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=36جابر بن عبد الله قال : لما أجرى
معاوية العين عند قتلى
أحد بعد أربعين سنة ، استصرخناهم إليهم ، فأتيناهم فأخرجناهم ، فأصابت المسحاة قدم
حمزة فانبعث دما . وفي رواية
ابن إسحاق ، عن
جابر قال : فأخرجناهم كأنما دفنوا بالأمس . وذكر
الواقدي أن
معاوية لما أراد أن يجري العين ، نادى مناديه : من كان له قتيل
بأحد فليشهد . قال
جابر : فحفرنا عنهم ، فوجدت أبي في قبره كأنما هو نائم على هيئته ، ووجدت جاره في قبره
عمرو [ ص: 438 ] بن الجموح ، ويده على جرحه فأزيلت عنه ، فانبعث جرحه دما . ويقال : إنه فاح من قبورهم مثل ريح المسك ، رضي الله عنهم أجمعين ، وذلك بعد ست وأربعين سنة من يوم دفنوا .
وقد قال
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري : حدثنا
مسدد ، حدثنا
بشر بن المفضل ، حدثنا
حسين المعلم ، عن
عطاء ، عن
جابر قال : لما حضر
أحد دعاني أبي من الليل فقال لي : ما أراني إلا مقتولا في أول من يقتل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، وإني لا أترك بعدي أعز علي منك ، غير نفس رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وإن علي دينا فاقض ، واستوص بأخواتك خيرا . فأصبحنا فكان أول قتيل ، فدفنت معه آخر في قبره ، ثم لم تطب نفسي أن أتركه مع آخر ، فاستخرجته بعد ستة أشهر ، فإذا هو كيوم وضعته ، هنية غير أذنه .
وثبت في " الصحيحين " من حديث
شعبة ، عن
محمد بن المنكدر nindex.php?page=hadith&LINKID=3510408، عن جابر أنه لما قتل أبوه ، جعل يكشف عن الثوب ويبكي ، فنهاه الناس ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم تبكيه أو لا تبكيه ، لم تزل الملائكة تظله بأجنحتها حتى رفعتموه . وفي رواية ، أن عمته هي الباكية . [ ص: 439 ]
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي : أخبرنا
أبو عبد الله الحافظ ،
وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي ، قالا : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=13720أبو العباس محمد بن يعقوب ، حدثنا
محمد بن إسحاق ، حدثنا
فيض بن وثيق البصري ، حدثنا
أبو عبادة الأنصاري ، عن
الزهري ، عن
عروة ، عن
عائشة قالت :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3510409قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لجابر : يا جابر ، ألا أبشرك ؟ قال : بلى ، بشرك الله بالخير . فقال أشعرت أن الله أحيا أباك فقال : تمن علي عبدي ما شئت أعطكه . قال : يا رب ، ما عبدتك حق عبادتك ، أتمنى عليك أن تردني إلى الدنيا ، فأقتل مع نبيك ، وأقتل فيك مرة أخرى . قال : إنه قد سلف مني أنه إليها لا يرجع .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي : حدثنا
أبو الحسن محمد بن أبي المعروف الإسفراييني ، حدثنا
أبو سهل بشر بن أحمد ، حدثنا
أحمد بن الحسين بن نصر ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16604علي بن المديني ، حدثنا
موسى بن إبراهيم بن كثير بن بشير بن الفاكه الأنصاري قال : سمعت
طلحة بن خراش بن عبد الرحمن بن خراش بن الصمة الأنصاري ثم السلمي قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3510410سمعت nindex.php?page=showalam&ids=36جابر بن عبد الله قال : نظر إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : ما لي أراك مهتما ؟ قال : قلت : يا رسول الله ، قتل أبي ، وترك دينا وعيالا . فقال : ألا أخبرك ؟ ما كلم الله أحدا إلا من وراء [ ص: 440 ] حجاب ، وإنه كلم أباك كفاحا ، وقال له : يا عبدي ، سلني أعطك . فقال : أسألك أن تردني إلى الدنيا فأقتل فيك ثانيا . فقال : إنه قد سبق مني القول أنهم إليها لا يرجعون . قال : يا رب ، فأبلغ من ورائي . فأنزل الله : ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون الآية . [ آل عمران : 169 ]
وقال
ابن إسحاق : وحدثني بعض أصحابنا ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=13371عبد الله بن محمد بن عقيل ، سمعت
جابرا يقول : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم :
ألا أبشرك يا جابر ؟ قال : قلت : بلى . قال : إن أباك حيث أصيب بأحد أحياه الله ، ثم قال له : ما تحب يا عبد الله بن عمرو أن أفعل بك ؟ قال : أي رب ، أحب أن تردني إلى الدنيا ، فأقاتل فيك ، فأقتل مرة أخرى . وقد رواه
أحمد ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16604علي بن المديني ، عن
سفيان بن عيينة ، عن
محمد بن علي بن ربيعة السلمي ، عن
ابن عقيل ، عن
جابر وزاد ، فقال الله : إني قضيت أنهم إليها لا يرجعون .
وقال
أحمد : حدثنا
يعقوب حدثنا أبي ، عن
ابن إسحاق ، حدثني
nindex.php?page=showalam&ids=16276عاصم بن عمر بن قتادة ، عن
عبد الرحمن بن جابر ، عن
عبد الله ، عن
جابر [ ص: 441 ] بن عبد الله قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3510412سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ، إذا ذكر أصحاب أحد : أما والله لوددت أني غودرت مع أصحاب نحص الجبل . يعني سفح الجبل . تفرد به
أحمد .
وقد روى
nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي من حديث
عبد الأعلى بن عبد الله بن أبي فروة ، عن
قطن بن وهب ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16531عبيد بن عمير ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة nindex.php?page=hadith&LINKID=3510413أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين انصرف من أحد مر على nindex.php?page=showalam&ids=104مصعب بن عمير وهو مقتول على طريقه ، فوقف عليه ، فدعا له ثم قرأ : من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه الآية . [ الأحزاب : 23 ] قال : أشهد أن هؤلاء شهداء عند الله يوم القيامة ، فأتوهم وزوروهم ، والذي نفسي بيده ، لا يسلم عليهم أحد إلى يوم القيامة ; إلا ردوا عليه . وهذا حديث غريب ، وروي عن
nindex.php?page=showalam&ids=16531عبيد بن عمير مرسلا .
وروى
nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي من حديث
موسى بن يعقوب ، عن
عباد بن أبي صالح عن أبيه ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3510414كان النبي صلى الله عليه وسلم يأتي قبور الشهداء ، فإذا أتى فرضة الشعب قال : " السلام عليكم بما صبرتم ، فنعم عقبى الدار " ثم كان [ ص: 442 ] أبو بكر بعد النبي صلى الله عليه وسلم يفعله ، وكان عمر بعد أبي بكر يفعله ، وكان عثمان بعد عمر يفعله .
قال
الواقدي : كان النبي صلى الله عليه وسلم يزورهم كل حول ، فإذا تفوه الشعب يقول : السلام عليكم بما صبرتم ، فنعم عقبى الدار . ثم كان
أبو بكر يفعل ذلك كل حول ، ثم
عمر ثم
عثمان ، وكانت
nindex.php?page=showalam&ids=129فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم تأتيهم ، فتبكي عندهم وتدعو لهم ، وكان
سعد يسلم ، ثم يقبل على أصحابه فيقول : ألا تسلمون على قوم يردون عليكم . ثم حكى زيارتهم ، عن
أبي سعيد ،
nindex.php?page=showalam&ids=3وأبي هريرة ،
nindex.php?page=showalam&ids=12وعبد الله بن عمر nindex.php?page=showalam&ids=54وأم سلمة رضي الله عنهم .
وقال
ابن أبي الدنيا : حدثني
إبراهيم ، حدثني
nindex.php?page=showalam&ids=11931الحكم بن نافع ، حدثنا
العطاف بن خالد ، حدثتني خالتي قالت : ركبت يوما إلى قبور الشهداء - وكانت لا تزال تأتيهم - فنزلت عند
حمزة فصليت ما شاء الله أن أصلي ، وما في الوادي داع ولا مجيب ، إلا غلاما قائما آخذا برأس دابتي ، فلما فرغت من صلاتي قلت هكذا بيدي : السلام عليكم . قالت : فسمعت رد السلام علي يخرج من تحت الأرض ، أعرفه كما أعرف أن الله عز وجل خلقني
[ ص: 443 ] وكما أعرف الليل والنهار فاقشعرت كل شعرة مني .
وقال
محمد بن إسحاق : عن
إسماعيل بن أمية ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11862أبي الزبير ، عن
سعيد بن جبير ، عن
ابن عباس قال :
قال النبي صلى الله عليه وسلم لما أصيب إخوانكم يوم أحد ، جعل الله أرواحهم في أجواف طير خضر ، ترد أنهار الجنة ، وتأكل من ثمارها ، وتأوي إلى قناديل من ذهب معلقة في ظل العرش ، فلما وجدوا طيب مشربهم ومأكلهم ، وحسن مقيلهم قالوا : من يبلغ إخواننا عنا أنا أحياء في الجنة نرزق ; لئلا ينكلوا عن الحرب ، ولا يزهدوا في الجهاد ؟ فقال الله عز وجل : أنا أبلغهم عنكم . فأنزل الله في الكتاب قوله تعالى : ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون
وروى
مسلم ،
nindex.php?page=showalam&ids=13933والبيهقي من حديث
أبي معاوية ، عن
الأعمش ، عن
عبد الله بن مرة ، عن
مسروق قال :
سألنا nindex.php?page=showalam&ids=10عبد الله بن مسعود عن هذه الآية : ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون فرحين بما قال : أما إنا قد سألنا عن ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : أرواحهم كطير خضر ، تسرح في أيها شاءت ، ثم تأوي إلى قناديل معلقة بالعرش . قال : فبينما هم كذلك ، إذ اطلع عليهم ربك اطلاعة ، فقال : سلوني ما شئتم . فقالوا : يا ربنا ، وما نسألك ونحن نسرح في الجنة في أيها شئنا ؟ ! فلما رأوا أن لن يتركوا من أن يسألوا ، قالوا : نسألك أن ترد أرواحنا إلى أجسادنا في الدنيا ، نقتل في سبيلك . قال فلما رأى أنهم لا يسألون إلا هذا تركوا .