[ ص: 559 ] غزوة ذات الرقاع
قال
ابن إسحاق : ثم أقام رسول الله صلى الله عليه وسلم
بالمدينة بعد غزوة
بني النضير شهري ربيع وبعض جمادى ، ثم غزا نجدا يريد
بني محارب وبني ثعلبة من
غطفان واستعمل على
المدينة أبا ذر . قال
ابن هشام : ويقال :
عثمان بن عفان . قال
ابن إسحاق : فسار حتى نزل
نخلا وهي غزوة
ذات الرقاع . قال
ابن هشام : لأنهم رقعوا فيها راياتهم ، ويقال : لشجرة هناك اسمها
ذات الرقاع . وقال
الواقدي : بجبل فيه بقع حمر وسود وبيض . وفي حديث
أبي موسى :
إنما سميت بذلك لما كانوا يربطون على أرجلهم من الخرق من شدة الحر . قال
ابن إسحاق : فلقي بها جمعا من
غطفان فتقارب الناس ، ولم يكن بينهم حرب ، وقد خاف الناس بعضهم بعضا ، حتى صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالناس صلاة الخوف .
وقد أسند
ابن هشام حديث صلاة الخوف هاهنا عن
عبد الوارث بن [ ص: 560 ] سعيد التنوري ، عن
يونس بن عبيد ، عن
الحسن ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=36جابر بن عبد الله ، وعن
عبد الوارث ، عن
أيوب ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11862أبي الزبير ، عن
جابر ، وعن
عبد الوارث ، عن
أيوب ، عن
نافع ، عن
ابن عمر . ولكن لم يذكر في هذه الطرق غزوة
نجد ولا
ذات الرقاع ولم يتعرض لزمان ولا مكان . وفي كون غزوة
ذات الرقاع - التي كانت
بنجد لقتال
بني محارب وبني ثعلبة بن غطفان - قبل الخندق نظر . وقد ذهب
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري إلى أن ذلك كان بعد
خيبر واستدل على ذلك ، بأن
nindex.php?page=showalam&ids=110أبا موسى الأشعري شهدها ، كما سيأتي ، وقدومه إنما كان ليالي
خيبر صحبة
جعفر وأصحابه ، وكذلك
nindex.php?page=showalam&ids=3أبو هريرة وقد قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3510433صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة نجد صلاة الخوف . ومما يدل على أنها بعد الخندق أن
ابن عمر إنما أجازه رسول الله صلى الله عليه وسلم في القتال أول ما أجازه يوم الخندق . وقد ثبت عنه في " الصحيح " أنه قال : غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل
نجد . فذكر صلاة الخوف . وقول
الواقدي : إنه عليه السلام خرج إلى
ذات الرقاع في أربعمائة ، ويقال : سبعمائة ، من أصحابه ليلة السبت ، لعشر خلون من المحرم سنة خمس . فيه نظر ، ثم لا يحصل به نجاة من أن صلاة الخوف إنما شرعت بعد الخندق ; لأن الخندق كان في شوال سنة خمس على المشهور
[ ص: 561 ] وقيل : في شوال سنة أربع . فتحصل على هذا القول مخلص من حديث
ابن عمر فأما حديث أبي
موسى ،
nindex.php?page=showalam&ids=3وأبي هريرة فلا .