[ ص: 179 ] بعثه ، عليه الصلاة والسلام خالد بن الوليد إلى أكيدر دومة .
قال
ابن إسحاق : ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا
خالد بن الوليد فبعثه إلى
أكيدر دومة وهو
أكيدر بن عبد الملك ; رجل من
كندة ، كان ملكا عليها ، وكان نصرانيا ، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
لخالد : " إنك ستجده يصيد البقر " . فخرج
خالد حتى إذا كان من حصنه بمنظر العين ، وفي ليلة مقمرة صائفة ، وهو على سطح له ، ومعه امرأته ، وباتت البقر تحك بقرونها باب القصر ، فقالت له امرأته : هل رأيت مثل هذا قط ؟ ! قال لا والله ! قالت : فمن يترك هذا ؟ قال : لا أحد . فنزل فأمر بفرسه فأسرج له ، وركب ومعه نفر من أهل بيته ، فيهم أخ له يقال له :
حسان . فركب وخرجوا معه بمطاردهم ، فلما خرجوا تلقتهم خيل النبي صلى الله عليه وسلم ، فأخذته وقتلوا أخاه ، وكان عليه قباء من ديباج مخوص بالذهب ، فاستلبه
خالد فبعث به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل قدومه عليه . قال : فحدثني
nindex.php?page=showalam&ids=16276عاصم بن عمر بن قتادة عن
أنس بن مالك قال : رأيت قباء
أكيدر حين قدم به على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فجعل المسلمون يلمسونه بأيديهم ويتعجبون منه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3510920 " أتعجبون من هذا ؟ فوالذي نفسي بيده لمناديل nindex.php?page=showalam&ids=307سعد بن معاذ في الجنة أحسن من هذا " . .
قال
ابن إسحاق : ثم إن
خالد بن الوليد لما قدم
بأكيدر على رسول الله
[ ص: 180 ] صلى الله عليه وسلم حقن له دمه فصالحه على الجزية ، ثم خلى سبيله ، فرجع إلى قريته ، فقال رجل من
بني طيئ - يقال له :
بجير بن بجرة - في ذلك :
تبارك سائق البقرات إني رأيت الله يهدي كل هاد فمن يك حائدا عن ذي تبوك
فإنا قد أمرنا بالجهاد
وقد حكى
nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لهذا الشاعر :
لا يفضض الله فاك " . فأتت عليه تسعون سنة ما تحرك له فيها ضرس ولا سن .
وقد روى
ابن لهيعة عن
أبي الأسود عن
عروة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث
خالدا مرجعه من
تبوك في أربعمائة وعشرين فارسا إلى
أكيدر دومة . فذكر نحو ما تقدم ، إلا أنه ذكر أنه ماكره حتى أنزله من الحصن ، وذكر أنه قدم مع
أكيدر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثمانمائة من السبي ، وألف بعير ، وأربعمائة درع ، وأربعمائة رمح ، وذكر أنه لما سمع عظيم
أيلة يحنة بن رؤبة بقضية
أكيدر دومة أقبل قادما على رسول الله صلى الله عليه وسلم ليصالحه ، فاجتمعا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم
بتبوك . فالله أعلم .
وروى
nindex.php?page=showalam&ids=17416يونس بن بكير عن
سعد بن أوس عن
بلال بن يحيى أن
أبا بكر الصديق كان على
المهاجرين في غزوة
دومة الجندل ، nindex.php?page=showalam&ids=22وخالد بن الوليد على الأعراب في غزوة
دومة الجندل . . فالله أعلم .