قال الواقدي : حدثني محمد بن صالح ، عن أبي وجزة السعدي قال : قدم وفد محارب سنة عشر في حجة الوداع ، وهم عشرة نفر فيهم ، سواء بن الحارث ، وابنه خزيمة بن سواء ، فأنزلوا دار رملة بنت الحارث ، وكان بلال يأتيهم [ ص: 356 ] بغداء وعشاء ، فأسلموا ، وقالوا : نحن على من وراءنا . ولم يكن أحد في تلك المواسم أفظ ولا أغلظ على رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم ، وكان في الوفد رجل منهم ، فعرفه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : الحمد لله الذي أبقاني حتى صدقت بك . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن هذه القلوب بيد الله عز وجل " . ومسح رسول الله صلى الله عليه وسلم وجه خزيمة بن سواء فصارت له غرة بيضاء ، وأجازهم كما يجيز الوفد وانصرفوا إلى بلادهم .