[ ص: 538 ] ذكر
طوافه صلى الله عليه وسلم بين الصفا والمروة
روى
مسلم في " صحيحه " عن
جابر في حديثه الطويل المتقدم ، بعد ذكره طوافه ، عليه الصلاة والسلام ، بالبيت سبعا وصلاته عند المقام ركعتين قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3511126ثم رجع إلى الركن فاستلمه ، ثم خرج من الباب إلى الصفا ، فلما دنا من الصفا قرأ : " إن الصفا والمروة من شعائر الله " أبدأ بما بدأ الله به " . فبدأ بالصفا ، فرقي عليه حتى رأى البيت ، فاستقبل القبلة ، فوحد الله وكبره ، وقال : " لا إله إلا الله وحده ، لا شريك له ، له الملك ، وله الحمد ، وهو على كل شيء قدير ، لا إله إلا الله وحده ، أنجز وعده ، ونصر عبده ، وهزم الأحزاب وحده " . ثم دعا بين ذلك ، فقال مثل هذا ثلاث مرات ، ثم نزل حتى إذا انصبت قدماه في الوادي رمل ، حتى إذا صعد مشى حتى أتى المروة ، فرقي عليها ، حتى نظر إلى البيت ، فقال عليها كما قال على الصفا .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد : ثنا
عمر بن هارون البلخي أبو حفص ، ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج عن بعض بني
nindex.php?page=showalam&ids=120يعلى بن أمية عن أبيه قال
رأيت النبي صلى الله عليه وسلم مضطبعا بين الصفا والمروة ببرد له نجراني .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد : ثنا
يونس ، ثنا
عبد الله بن المؤمل ، عن
عمر بن [ ص: 539 ] عبد الرحمن ، ثنا
عطاء ، عن
صفية بنت شيبة ، عن
حبيبة بنت أبي تجراة قالت :
دخلت دار أبي حسين في نسوة من قريش ، والنبي صلى الله عليه وسلم يطوف بين الصفا والمروة . قالت : وهو يسعى يدور به إزاره من شدة السعي ، وهو يقول لأصحابه : " اسعوا ، إن الله كتب عليكم السعي "
وقال
أحمد أيضا : ثنا
سريج ، ثنا
عبد الله بن المؤمل ، عن
عمر بن عبد الرحمن ، ثنا
عطاء بن أبي رباح عن
صفية بنت شيبة ، عن
حبيبة بنت أبي تجراة قالت :
رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يطوف بين الصفا والمروة ، والناس بين يديه وهو وراءهم وهو يسعى ، حتى أرى ركبتيه من شدة السعي يدور به إزاره ، وهو يقول : " اسعوا ، فإن الله كتب عليكم السعي " تفرد به
أحمد .
وقد رواه
أحمد أيضا عن
عبد الرزاق ، عن
معمر ، عن
واصل مولى أبي عيينة ، عن
موسى بن عبيدة ، عن
صفية بنت شيبة ،
أن امرأة أخبرتها أنها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم بين الصفا والمروة يقول : " كتب عليكم السعي فاسعوا " وهذه المرأة هي
حبيبة بنت أبي تجراة المصرح بذكرها في الإسنادين الأولين .
وعن أم ولد
nindex.php?page=showalam&ids=4137شيبة بن عثمان أنها أبصرت النبي صلى الله عليه وسلم وهو يسعى بين
الصفا والمروة وهو يقول :
لا يقطع الأبطح [ ص: 540 ] إلا شدا رواه
nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي . والمراد بالسعي هاهنا هو الذهاب من
الصفا إلى
المروة ، ومنها إليها ، وليس المراد بالسعي هاهنا الهرولة والإسراع ، فإن الله لم يكتبه علينا حتما ، بل لو مشى الإنسان على هينة في السبع الطوفات بينهما ولم يرمل في المسيل ، أجزأه ذلك عند جماعة العلماء ، لا يعرف بينهم اختلاف في ذلك .
وقد نقله
الترمذي ، رحمه الله ، عن أهل العلم ، ثم قال : ثنا
يوسف بن عيسى ، ثنا
ابن فضيل ، عن
عطاء بن السائب ، عن
كثير بن جمهان قال :
رأيت ابن عمر يمشي في المسعى فقلت : أتمشي في السعي بين الصفا والمروة ؟ فقال : لئن سعيت لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يسعى ، ولئن مشيت لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يمشي ، وأنا شيخ كبير . ثم قال : هذا حديث حسن صحيح ، وقد روى
سعيد بن جبير ، عن
ابن عمر نحو هذا . وقد رواه
أبو داود nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه من حديث
عطاء بن السائب ، عن
كثير بن جمهان السلمي الكوفي ، عن
ابن عمر . فقول
ابن عمر أنه شاهد الحالين منه صلى الله عليه وسلم يحتمل شيئين ; أحدهما أنه رآه يسعى في وقت ماشيا لم يمزجه برمل فيه بالكلية والثاني أنه رآه يسعى في بعض الطريق ويمشي في بعضه . وهذا له قوة ; لأنه قد روى
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ومسلم من
[ ص: 541 ] حديث
nindex.php?page=showalam&ids=16524عبيد الله بن عمر العمري ، عن
نافع ، عن ابن عمر
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يسعى بطن المسيل إذا طاف بين الصفا والمروة . وتقدم في حديث
جابر أنه ، عليه الصلاة والسلام ، نزل من
الصفا ، فلما انصبت قدماه في الوادي رمل ، حتى إذا صعد مشى حتى أتى
المروة . وهذا هو الذي تستحبه العلماء قاطبة ; أن
الساعي بين الصفا والمروة يستحب له أن يرمل في بطن الوادي في كل طوفة في بطن المسيل الذي بينهما ، وحددوا ذلك بما بين الأميال الخضر ، فواحد مفرد من ناحية
الصفا مما يلي المسجد ، واثنان مجتمعان من ناحية
المروة مما يلي المسجد أيضا . وقال بعض العلماء : ما بين هذه الأميال اليوم أوسع من بطن المسيل الذي رمل فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم . فالله أعلم .
وأما قول
محمد بن حزم في الكتاب الذي جمعه في حجة الوداع : ثم خرج ، عليه الصلاة والسلام ، إلى
الصفا فقرأ :
إن الصفا والمروة من شعائر الله أبدأ بما بدأ الله به " .
فطاف بين الصفا والمروة أيضا سبعا راكبا على بعير ، يخب ثلاثا ويمشي أربعا . فإنه لم يتابع على هذا القول ، ولم يتفوه به أحد قبله من أنه ، عليه الصلاة والسلام ،
خب ثلاثة أشواط بين الصفا والمروة ومشى أربعا ، ثم مع هذا الغلط الفاحش لم يذكر عليه دليلا بالكلية ، بل لما انتهى إلى موضع الاستدلال عليه قال : ولم نجد عدد الرمل بين
الصفا والمروة منصوصا ، ولكنه متفق عليه . هذا لفظه فإن أراد أن الرمل
[ ص: 542 ] في الطوفات الثلاث الأول - على ما ذكر - متفق عليه ، فليس بصحيح بل لم يقله أحد . وإن أراد أن الرمل في الثلاث الأول في الجملة متفق عليه ، فلا يجدي له شيئا ولا يحصل له مقصودا ، فإنهم كما اتفقوا على الرمل في الثلاث الأول في بعضها على ما ذكرناه ، كذلك اتفقوا على استحبابه في الأربع الأخر أيضا ، فتخصيص
nindex.php?page=showalam&ids=13064ابن حزم الثلاث الأول باستحباب الرمل فيها ، مخالف لما ذكره العلماء . والله أعلم . وأما قول ابن حزم أنه ، عليه الصلاة والسلام ، كان راكبا بين
الصفا والمروة . فقد تقدم عن
ابن عمر ،
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يسعى بطن المسيل أخرجاه . وللترمذي عنه :
إن أسعى فقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يسعى ، وإن مشيت فقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يمشي . وقال جابر : فلما انصبت قدماه في الوادي رمل ، حتى إذا صعد مشى . رواه
مسلم . وقالت
حبيبة بنت أبي تجراة : يسعى ، يدور به إزاره من شدة السعي . رواه
أحمد . وفي " صحيح
مسلم " عن
جابر كما تقدم أنه رقي على
الصفا حتى رأى البيت . وكذلك على
المروة .
وقد قدمنا من حديث
محمد بن إسحاق ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11958أبي جعفر الباقر ، عن
جابر ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أناخ بعيره على باب المسجد ، يعني حتى طاف ، ثم لم يذكر أنه ركبه حال ما خرج إلى
الصفا . وهذا كله مما يقتضي أنه ، عليه الصلاة والسلام ،
سعى بين الصفا والمروة ماشيا .
ولكن قال
مسلم : ثنا
عبد بن حميد ، ثنا
محمد - يعني ابن بكر - أنا
ابن [ ص: 543 ] جريج أخبرني
أبو الزبير ، أنه سمع
nindex.php?page=showalam&ids=36جابر بن عبد الله يقول :
طاف النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع على راحلته بالبيت وبين الصفا والمروة ليراه الناس ، وليشرف وليسألوه ; فإن الناس غشوه ، ولم يطف النبي صلى الله عليه وسلم ولا أصحابه بين الصفا والمروة إلا طوافا واحدا . ورواه
مسلم أيضا ، عن
أبي بكر بن أبي شيبة ، عن
علي بن مسهر ، وعن
علي بن خشرم ، عن
عيسى بن يونس ، وعن
محمد بن حاتم ، عن
يحيى بن سعيد ، كلهم عن
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج به . وليس في بعضها : وبين
الصفا والمروة .
وقد رواه
أبو داود ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد بن حنبل ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=17293يحيى بن سعيد القطان ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج ، أخبرني
أبو الزبير ، أنه سمع
nindex.php?page=showalam&ids=36جابر بن عبد الله يقول :
طاف النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع على راحلته بالبيت وبين الصفا والمروة . ورواه
nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي ، عن
الفلاس ، عن
يحيى ، وعن
عمران بن يزيد ، عن
شعيب بن إسحاق ، كلاهما عن
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج به . فهذا محفوظ من حديث
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج وهو مشكل جدا ; لأن بقية الروايات عن
جابر وغيره تدل على أنه ، عليه الصلاة والسلام ، كان ماشيا بين
الصفا والمروة . وقد تكون رواية
nindex.php?page=showalam&ids=11862أبي الزبير عن
جابر بهذه الزيادة -
[ ص: 544 ] وهي قوله : وبين
الصفا والمروة - مقحمة أو مدرجة ممن بعد الصحابي . والله أعلم . أو أنه ، عليه الصلاة والسلام ، طاف بين
الصفا والمروة بعض الطوفات على قدميه ، وشوهد منه ما ذكر ، فلما ازدحم الناس عليه وكثروا ركب ، كما يدل عليه حديث
ابن عباس الآتي قريبا . وقد سلم
nindex.php?page=showalam&ids=13064ابن حزم أن طوافه الأول بالبيت كان ماشيا ، وحمل ركوبه في الطواف على ما بعد ذلك ، وادعى أنه كان راكبا في السعي بين
الصفا والمروة ، قال : لأنه لم يطف بينهما إلا مرة واحدة . ثم تأول قول
جابر : حتى إذا انصبت قدماه في الوادي رمل . بأنه يصدق ذلك وإن كان راكبا ; فإنه إذا انصب بعيره فقد انصب كله وانصبت قدماه مع سائر جسده . قال : وكذلك ذكر الرمل يعني به رمل الدابة براكبها . وهذا التأويل بعيد جدا . والله أعلم .
وقال
أبو داود : ثنا
أبو سلمة موسى ، ثنا
حماد ، أنبأنا
أبو عاصم الغنوي ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11871أبي الطفيل قال : قلت
nindex.php?page=showalam&ids=11لابن عباس :
يزعم قومك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد رمل بالبيت ، وأن ذلك سنة . قال : صدقوا وكذبوا . فقلت ما صدقوا وما كذبوا ؟! قال : صدقوا قد رمل رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكذبوا ; ليس بسنة ، إن قريشا قالت زمن الحديبية دعوا محمدا وأصحابه حتى يموتوا موت النغف . فلما صالحوه على أن يجيئوا من العام المقبل فيقيموا بمكة ثلاثة أيام ، فقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم والمشركون من قبل قعيقعان ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم [ ص: 545 ] لأصحابه : " ارملوا بالبيت ثلاثا " . وليس بسنة . قلت : يزعم قومك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم طاف بين الصفا والمروة على بعير وأن ذلك سنة . قال : صدقوا وكذبوا . قلت : ما صدقوا وما كذبوا ؟! قال : صدقوا ; قد طاف رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الصفا والمروة على بعير ، وكذبوا ; ليست بسنة ، كان الناس لا يدفعون عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يصرفون عنه ، فطاف على بعير ليسمعوا كلامه ، وليروا مكانه ولا تناله أيديهم هكذا رواه
أبو داود .
وقد رواه
مسلم ، عن
أبي كامل ، عن
عبد الواحد بن زياد ، عن
الجريري ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11871أبي الطفيل ، عن
ابن عباس فذكر
فضل الطواف بالبيت بنحو ما تقدم ، ثم قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3511127قلت nindex.php?page=showalam&ids=11لابن عباس : أخبرني عن الطواف بين الصفا والمروة راكبا ، أسنة هو ؟ فإن قومك يزعمون أنه سنة . قال صدقوا وكذبوا . قلت : وما قولك : صدقوا وكذبوا ؟! قال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كثر عليه الناس يقولون : هذا محمد ، هذا محمد . حتى خرج العواتق من البيوت ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يضرب الناس بين يديه ، فلما كثر عليه الناس ركب . قال
ابن عباس :
والمشي والسعي أفضل . هذا لفظ
مسلم ، وهو يقتضي أنه إنما ركب في أثناء الحال ، وبه يحصل الجمع بين الأحاديث . والله أعلم .
وأما ما رواه
مسلم في " صحيحه " حيث قال : ثنا
محمد بن رافع ، ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17294يحيى بن آدم ، ثنا
زهير ، عن
عبد الملك بن سعيد ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11871أبي الطفيل قال :
[ ص: 546 ] nindex.php?page=hadith&LINKID=3511128قلت nindex.php?page=showalam&ids=11لابن عباس : أراني قد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم . قال : فصفه لي . قلت : رأيته عند المروة على ناقة وقد كثر الناس عليه . فقال ابن عباس : ذاك رسول الله صلى الله عليه وسلم ، إنهم كانوا لا يدعون عنه ولا يكرهون . فقد تفرد به
مسلم ، وليس فيه دلالة على أنه ، عليه الصلاة والسلام ،
سعى بين الصفا والمروة راكبا ، إذ لم يقيد ذلك بحجة الوداع ولا غيرها ، وبتقدير أن يكون ذلك في حجة الوداع ، فمن الجائز أنه ، عليه الصلاة والسلام ، بعد فراغه من السعي وجلوسه على
المروة وخطبته الناس وأمره إياهم من لم يسق الهدي منهم أن يفسخ الحج إلى العمرة ، فحل الناس كلهم إلا من ساق الهدي ، كما تقدم في حديث
جابر . ثم بعد هذا كله أتي بناقته فركبها ، وسار إلى منزله بالأبطح ، كما سنذكره قريبا ، وحينئذ رآه
nindex.php?page=showalam&ids=11871أبو الطفيل عامر بن واثلة البكري وهو معدود في صغار الصحابة .
لكن قال
أبو داود : ثنا
هارون بن عبد الله nindex.php?page=showalam&ids=16957ومحمد بن رافع ، قالا : ثنا
أبو عاصم ، عن
معروف ، يعني ابن خربوذ المكي ، حدثنا
أبو الطفيل قال :
رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يطوف بالبيت على راحلته يستلم الركن بمحجنه ، ثم يقبله . زاد
محمد بن رافع :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3511129ثم خرج إلى الصفا والمروة ، فطاف سبعا على راحلته . وقد رواه
مسلم في " صحيحه " من حديث
nindex.php?page=showalam&ids=14724أبي داود الطيالسي ، عن
معروف بن خربوذ [ ص: 547 ] به ، بدون الزيادة التي ذكرها
محمد بن رافع ، وكذلك رواه
nindex.php?page=showalam&ids=16527عبيد الله بن موسى ، عن
معروف بدونها . ورواه الحافظ
nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي ، عن
أبي سعيد بن أبي عمرو ، عن
الأصم ، عن
يحيى بن أبي طالب ، عن
يزيد بن أبي حكيم ، عن
يزيد بن مليك ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11871أبي الطفيل بدونها . فالله أعلم .
وقال الحافظ
nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي : أنبأنا
أبو بكر بن الحسن وأبو زكريا بن أبي إسحاق ، قالا : ثنا
أبو جعفر محمد بن علي بن دحيم ، ثنا
أحمد بن حازم ، أنبأنا
nindex.php?page=showalam&ids=16527عبيد الله بن موسى nindex.php?page=showalam&ids=15637وجعفر بن عون ، قالا : أنبأنا
nindex.php?page=showalam&ids=12339أيمن بن نابل ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=154قدامة بن عبد الله بن عمار قال :
رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يسعى بين الصفا والمروة على بعير ; لا ضرب ، ولا طرد ، ولا إليك إليك . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي : كذا قالا ، وقد رواه جماعة عن
أيمن فقالوا : يرمي الجمرة يوم النحر . قال : ويحتمل أن يكونا صحيحين .
قلت : رواه الإمام
أحمد في " مسنده " عن
nindex.php?page=showalam&ids=17277وكيع ،
وقران بن تمام ،
nindex.php?page=showalam&ids=12131وأبي قرة موسى بن طارق ، قاضي أهل
اليمن ، nindex.php?page=showalam&ids=11798وأبي أحمد محمد بن عبد الله الزبيري ،
nindex.php?page=showalam&ids=17116ومعتمر بن سليمان ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=12339أيمن بن نابل الحبشي أبي عمران المكي نزيل
عسقلان مولى
أبي بكر الصديق ، وهو ثقة جليل من رجال
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=154قدامة بن عبد الله بن عمار الكلابي ،
أنه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم يرمي الجمرة يوم النحر من [ ص: 548 ] بطن الوادي على ناقة صهباء ; لا ضرب ، ولا طرد ، ولا إليك إليك . وهكذا رواه
الترمذي ، عن
أحمد بن منيع ، عن
مروان بن معاوية ، وأخرجه
nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي عن
إسحاق بن راهويه ،
nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه ، عن
أبي بكر بن أبي شيبة ، كلاهما عن
nindex.php?page=showalam&ids=17277وكيع ، كلاهما عن
nindex.php?page=showalam&ids=12339أيمن بن نابل ، عن
قدامة كما رواه الإمام
أحمد . وقال
الترمذي : حسن صحيح .
قلت قد ذهب طائفة من العراقيين ;
nindex.php?page=showalam&ids=11990كأبي حنيفة وأصحابه
nindex.php?page=showalam&ids=16004والثوري إلى أن القارن يطوف طوافين ويسعى سعيين ، وهو مروي عن
علي nindex.php?page=showalam&ids=10وابن مسعود ومجاهد nindex.php?page=showalam&ids=14577والشعبي ، ولهم أن يحتجوا بحديث
جابر الطويل ، دلالة على أن النبي صلى الله عليه وسلم سعى بين
الصفا والمروة ماشيا ، وحديثه هذا أنه سعى بينهما راكبا على تعداد الطواف بينهما ; مرة ماشيا ومرة راكبا .
وقد روى
nindex.php?page=showalam&ids=16000سعيد بن منصور في " سننه " ، عن
علي رضي الله عنه ، أنه
أهل بحجة وعمرة ، فلما قدم مكة طاف بالبيت وبالصفا والمروة لعمرته ، ثم عاد فطاف بالبيت وبالصفا والمروة لحجته ، ثم أقام حراما إلى يوم النحر . هذا لفظه . ورواه
nindex.php?page=showalam&ids=12002أبو ذر الهروي في " مناسكه "
nindex.php?page=hadith&LINKID=3511130عن علي ، أنه جمع بين الحج والعمرة ، فطاف لهما طوافين وسعى لهما سعيين ، وقال : هكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فعل .
[ ص: 549 ] وكذلك رواه
nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي ،
nindex.php?page=showalam&ids=14269والدارقطني ،
nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي في " خصائص
علي " فقال
nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي في " سننه " : أنبأنا
أبو بكر بن الحارث الفقيه ، أنبأنا
nindex.php?page=showalam&ids=14269علي بن عمر الحافظ ، أنبأنا
أبو محمد بن صاعد ، ثنا
محمد بن زنبور ، ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=14919فضيل بن عياض ، عن
منصور ، عن
إبراهيم ، عن
مالك بن الحارث - أو
منصور ، عن
مالك بن الحارث - عن
أبي نصر قال : لقيت
عليا وقد أهللت بالحج وأهل هو بالحج والعمرة ، فقلت : هل أستطيع أن أفعل كما فعلت ؟ قال : ذلك لو كنت بدأت بالعمرة . قلت : كيف أفعل إذا أردت ذلك ؟ قال :
تأخذ إداوة من ماء ، فتفيضها عليك ، ثم تهل بهما جميعا ، ثم تطوف لهما طوافين وتسعى لهما سعيين ، ولا يحل لك حرام دون يوم النحر . قال منصور : فذكرت ذلك لمجاهد ، قال : ما كنا نفتي إلا بطواف واحد ، فأما الآن فلا نفعل . قال الحافظ
nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي : وقد رواه
سفيان بن عيينة nindex.php?page=showalam&ids=16004وسفيان الثوري وشعبة عن
منصور ، فلم يذكر فيه السعي . قال :
وأبو نصر هذا مجهول ، وإن صح فيحتمل أنه أراد طواف القدوم وطواف الزيارة . قال : وقد روي بأسانيد أخر ، عن علي مرفوعا وموقوفا ، ومدارها على
الحسن بن عمارة ،
وحفص بن أبي داود ،
وعيسى بن عبد الله ،
وحماد بن عبد الرحمن ، وكلهم ضعيف لا يحتج بشيء مما رووه في ذلك . والله أعلم .
[ ص: 550 ] قلت : والمنقول في الأحاديث الصحاح خلاف ذلك ، فقد قدمنا عن
ابن عمر في " صحيح
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري "
أنه أهل بعمرة وأدخل عليها الحج ، فصار قارنا ، وطاف لهما طوافا واحدا بين الحج والعمرة ، وقال : هكذا فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وقد روى
الترمذي nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه nindex.php?page=showalam&ids=13933والبيهقي من حديث
الدراوردي عن
عبيد الله عن
نافع عن
ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
من جمع بين الحج والعمرة طاف لهما طوافا واحدا ، وسعى لهما سعيا واحدا قال
الترمذي : وهذا حديث حسن غريب . قلت : إسناده على شرط
مسلم . وهكذا جرى
nindex.php?page=showalam&ids=25لعائشة أم المؤمنين ، فإنها كانت ممن أهل بعمرة ; لعدم سوق الهدي معها ، فلما حاضت أمرها رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تغتسل ، وتهل بحج مع عمرتها ، فصارت قارنة ، فلما رجعوا من
منى طلبت أن يعمرها من بعد الحج ، فأعمرها تطييبا لقلبها ، كما جاء مصرحا به في الحديث .
وقد قال الإمام
أبو عبد الله الشافعي : أنبأنا
nindex.php?page=showalam&ids=14429مسلم ، هو ابن خالد الزنجي عن
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج عن
عطاء أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
nindex.php?page=showalam&ids=25لعائشة :
" طوافك بالبيت وبين الصفا والمروة يكفيك لحجك وعمرتك " . وهذا ظاهره الإرسال ، وهو مسند في المعنى ، بدليل ما قال
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي أيضا : أخبرنا
ابن عيينة ، عن
ابن أبي نجيح ، عن
عطاء ، عن
عائشة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم - قال
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي : وربما قال
سفيان : عن
عطاء عن
عائشة . وربما قال : عن
عطاء أن النبي صلى الله عليه وسلم قال
[ ص: 551 ] nindex.php?page=showalam&ids=25لعائشة - فذكره . قال الحافظ
nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي : رواه
nindex.php?page=showalam&ids=14771ابن أبي عمر عن
سفيان بن عيينة موصولا . وقد رواه
مسلم من حديث
وهيب عن
ابن طاوس عن أبيه ، عن
عائشة بمثله .
وروى
مسلم من حديث
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج أخبرني
أبو الزبير ، أنه سمع
جابرا يقول :
دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على عائشة وهي تبكي ، فقال : " مالك تبكين ؟ " قالت : أبكي أن الناس حلوا ولم أحل ، وطافوا بالبيت ولم أطف ، وهذا الحج قد حضر . قال : " إن هذا أمر قد كتبه الله على بنات آدم ، فاغتسلي وأهلي بحج " . قالت : ففعلت ذلك ، فلما طهرت قال : " طوفي بالبيت وبين الصفا والمروة ، ثم قد حللت من حجك وعمرتك " . قالت : يا رسول الله ، إني أجد في نفسي من عمرتي أني لم أكن طفت حتى حججت . قال : " اذهب بها يا عبد الرحمن فأعمرها من التنعيم " . وله من حديث
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج أيضا : أخبرني
أبو الزبير سمعت
جابرا قال
nindex.php?page=hadith&LINKID=3511131 : لم يطف النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه بين الصفا والمروة إلا طوافا واحدا . وعند أصحاب
أبي حنيفة ، رحمه الله ، أن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه الذين ساقوا الهدي كانوا قد قرنوا بين الحج والعمرة ، كما دل عليه الأحاديث المتقدمة . والله أعلم .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي : أنبأنا
إبراهيم بن محمد ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=15639جعفر بن محمد ، عن أبيه ،
[ ص: 552 ] عن
علي قال في القارن : يطوف طوافين ويسعى سعيا . قال
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي : وقال بعض الناس : طوافان وسعيان . واحتج فيه برواية ضعيفة عن
علي . قال :
جعفر يروي عن
علي قولنا ، ورويناه عن النبي صلى الله عليه وسلم .