[ ص: 559 ] فصل (
ركوب النبي صلى الله عليه وسلم قاصدا إلى منى قبل الزوال )
فأقام عليه الصلاة والسلام
بالأبطح - كما قدمنا - يوم الأحد ويوم الاثنين ويوم الثلاثاء ويوم الأربعاء وقد حل الناس ، إلا من ساق الهدي ، وقدم في هذه الأيام
علي بن أبي طالب من
اليمن بمن معه من المسلمين وما معه من الأموال ، ولم يعد ، عليه الصلاة والسلام ، إلى
الكعبة بعدما طاف بها ، فلما أصبح ، عليه الصلاة والسلام ، يوم الخميس صلى
بالأبطح الصبح من يومئذ ، وهو
يوم التروية ، ويقال له : يوم
منى ; لأنه يسار فيه إليها ، وقد روي أن النبي صلى الله عليه وسلم خطب قبل هذا اليوم . ويقال للذي قبله فيما رأيته في بعض التعاليق يوم الزينة . لأنه تزين فيه البدن بالجلال ونحوها . فالله أعلم .
قال الحافظ
nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي : أنبأنا
أبو عبد الله الحافظ ، أنبأنا
أحمد بن محمد بن جعفر الجلودي ، ثنا
محمد بن إسماعيل بن مهران ، ثنا
محمد بن يوسف ، ثنا
أبو قرة ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=17177موسى بن عقبة عن
نافع ، عن
ابن عمر قال :
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان قبل يوم التروية خطب الناس فأخبرهم بمناسكهم .
فركب ، عليه الصلاة والسلام ، قاصدا إلى
منى قبل الزوال ، وقيل : بعده . وأحرم الذين كانوا قد حلوا بالحج من
الأبطح حين توجهوا إلى
منى ، وانبعثت رواحلهم نحوها .
[ ص: 560 ] قال
عبد الملك ، عن
عطاء ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=36جابر بن عبد الله :
قدمنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فأحللنا ، حتى كان يوم التروية وجعلنا مكة منا بظهر ، لبينا بالحج . ذكره
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري تعليقا مجزوما .
وقال
مسلم : ثنا
محمد بن حاتم ، ثنا
يحيى بن سعيد ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج ، أخبرني
أبو الزبير ، عن
جابر قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3511134أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أحللنا أن نحرم إذا توجهنا إلى منى . قال : وأهللنا من الأبطح .
وقال
عبيد بن جريج nindex.php?page=showalam&ids=12لابن عمر :
رأيتك إذا كنت بمكة أهل الناس إذا رأوا الهلال ، ولم تهل أنت حتى يوم التروية . فقال : لم أر النبي صلى الله عليه وسلم يهل حتى تنبعث به راحلته . رواه
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في جملة حديث طويل .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري : وسئل
عطاء عن المجاور
منى يلبي بالحج ؟ فقال : كان
ابن عمر يلبي يوم التروية إذا صلى الظهر واستوى على راحلته .
قلت : هكذا كان
ابن عمر يصنع إذا حج معتمرا ; يحل من العمرة فإذا كان يوم التروية لا يلبي حتى تنبعث به راحلته متوجها إلى
منى ، كما
أحرم رسول الله صلى الله عليه وسلم من ذي الحليفة بعد ما صلى الظهر وانبعثت به راحلته ، لكن يوم التروية لم يصل النبي صلى الله عليه وسلم الظهر
بالأبطح ، وإنما صلاها يومئذ
بمنى ، وهذا مما لا نزاع فيه .
[ ص: 561 ] قال
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري : باب أين يصلي الظهر يوم التروية ، حدثنا
عبد الله بن محمد ، ثنا
إسحاق الأزرق ، ثنا
سفيان ، عن
عبد العزيز بن رفيع قال :
سألت أنس بن مالك قلت : أخبرني بشيء عقلته عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ; أين صلى الظهر والعصر يوم التروية ؟ قال : بمنى . قلت : فأين صلى العصر يوم النفر ؟ قال : بالأبطح . ثم قال : افعل كما يفعل أمراؤك . وقد أخرجه بقية الجماعة إلا
ابن ماجه من طرق ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=12408إسحاق بن يوسف الأزرق ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16004سفيان الثوري به . وكذلك رواه الإمام
أحمد ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=12408إسحاق بن يوسف الأزرق به . وقال
الترمذي : حسن صحيح ، يستغرب من حديث
الأزرق ، عن
الثوري .
ثم قال
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري : حدثنا
علي ، سمع
أبا بكر بن عياش ، ثنا
عبد العزيز بن رفيع قال : لقيت
أنس بن مالك . وحدثني
إسماعيل بن أبان ، ثنا
أبو بكر بن عياش ، عن
عبد العزيز قال :
خرجت إلى منى يوم التروية ، فلقيت أنسا ذاهبا على حمار ، فقلت : أين صلى النبي صلى الله عليه وسلم هذا اليوم الظهر ؟ فقال : انظر حيث يصلي أمراؤك فصل
وقال
أحمد : ثنا
أسود بن عامر ، ثنا
أبو كدينة ، عن
الأعمش ، عن
الحكم ، عن
مقسم ، عن
ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى خمس [ ص: 562 ] صلوات بمنى .
وقال
أحمد أيضا : حدثنا
أسود بن عامر ، ثنا
أبو محياة يحيى بن يعلى التيمي ، عن
الأعمش ، عن
الحكم ، عن
مقسم ، عن
ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى الظهر يوم التروية بمنى ، وصلى الغداة يوم عرفة بها .
وقد رواه
أبو داود ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11997زهير بن حرب ، عن
أحوص بن جواب ، عن
عمار بن رزيق ، عن
سليمان بن مهران الأعمش به ، ولفظه :
صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الظهر يوم التروية والفجر يوم عرفة بمنى . وأخرجه
الترمذي ، عن
الأشج ، عن
عبد الله بن الأجلح ، عن
الأعمش بمعناه ، وقال : ليس هذا مما عده
شعبة فيما سمعه
الحكم عن مقسم .
وقال
الترمذي : ثنا
أبو سعيد الأشج ، ثنا
عبد الله بن الأجلح ، عن
إسماعيل بن مسلم ، عن
عطاء ، عن
ابن عباس قال :
صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنى الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر ، ثم غدا إلى عرفات . ثم قال :
وإسماعيل بن مسلم قد تكلم فيه ، وفي الباب عن
عبد الله بن الزبير nindex.php?page=showalam&ids=9وأنس بن مالك .
وقال الإمام
أحمد : ثنا
يزيد بن عبد ربه ، ثنا
الوليد أبو مسلم ، عن
[ ص: 563 ] عثمان بن أبي العاتكة ، عن
علي بن يزيد ، عن
القاسم عن أبي أمامة ،
عمن رأى النبي صلى الله عليه وسلم أنه راح إلى منى يوم التروية ، وإلى جانبه بلال ، بيده عود عليه ثوب يظلل به رسول الله صلى الله عليه وسلم . يعني من الحر . تفرد به
أحمد . وقد نص
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي على أنه ، عليه الصلاة والسلام ، ركب من
الأبطح إلى
منى بعد الزوال ، ولكنه إنما صلى الظهر
بمنى ، فقد يستدل له بهذا الحديث . والله أعلم . وتقدم في حديث
nindex.php?page=showalam&ids=15639جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن
جابر قال :
فحل الناس كلهم وقصروا إلا النبي صلى الله عليه وسلم ومن كان معه هدي ، فلما كان يوم التروية توجهوا إلى منى فأهلوا بالحج ، وركب رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى بها الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر ، ثم مكث قليلا حتى طلعت الشمس ، وأمر بقبة له من شعر ، فضربت له بنمرة ، فسار رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا تشك قريش إلا أنه واقف عند المشعر الحرام ، كما كانت قريش تصنع في الجاهلية ، فأجاز رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أتى عرفة ، فوجد القبة قد ضربت له بنمرة فنزل بها ، حتى إذا زاغت الشمس أمر بالقصواء فرحلت له ، فأتى بطن الوادي ، فخطب الناس وقال : " إن دماءكم وأموالكم حرام عليكم ، كحرمة يومكم هذا ، في شهركم هذا ، في بلدكم هذا ، ألا كل شيء من أمر الجاهلية تحت قدمي موضوع ، ودماء الجاهلية موضوعة ، وإن أول دم أضع من دمائنا دم ابن ربيعة بن الحارث ، كان مسترضعا في بني سعد فقتلته هذيل ، وربا الجاهلية موضوع ، وأول ربا أضع ربانا ; ربا nindex.php?page=showalam&ids=18العباس بن عبد المطلب ، فإنه موضوع كله ، واتقوا الله في النساء ، فإنكم أخذتموهن بأمانة الله ، واستحللتم فروجهن بكلمة الله ، ولكم عليهن أن لا يوطئن فرشكم أحدا تكرهونه ، فإن فعلن ذلك فاضربوهن ضربا غير مبرح ، ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن [ ص: 564 ] بالمعروف ، وقد تركت فيكم ما لن تضلوا بعدي إن اعتصمتم به ; كتاب الله ، وأنتم تسألون عني فما أنتم قائلون ؟ " قالوا : نشهد أنك قد بلغت وأديت ونصحت . فقال بأصبعه السبابة يرفعها إلى السماء وينكتها إلى الناس : " اللهم اشهد ، اللهم اشهد ، اللهم اشهد " . ثلاث مرات .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=15397أبو عبد الرحمن النسائي : أنبأنا
علي بن حجر قال : أنبأنا
جرير ، عن
مغيرة ، عن
موسى بن زياد بن حذيم بن عمرو السعدي ، عن أبيه ، عن جده قال :
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في خطبته يوم عرفة في حجة الوداع : " اعلموا أن دماءكم وأموالكم وأعراضكم حرام عليكم ، كحرمة يومكم هذا ، كحرمة شهركم هذا ، كحرمة بلدكم هذا " .
وقال
أبو داود : باب الخطبة على المنبر
بعرفة ، حدثنا
هناد ، عن
ابن أبي زائدة ، ثنا
سفيان بن عيينة ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=15944زيد بن أسلم ، عن رجل من
بني ضمرة ، عن أبيه أو عمه قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3511135رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على المنبر بعرفة . وهذا الإسناد ضعيف ; لأن فيه رجلا مبهما ، ثم تقدم في حديث
جابر الطويل أنه ، عليه الصلاة والسلام ، خطب على ناقته القصواء .
ثم قال
أبو داود : ثنا
مسدد ، ثنا
عبد الله بن داود ، عن
سلمة بن نبيط [ ص: 565 ] عن رجل من الحي ، عن أبيه
نبيط ،
nindex.php?page=hadith&LINKID=3511136أنه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم واقفا بعرفة على بعير أحمر يخطب . وهذا فيه مبهم أيضا ، ولكن حديث
جابر شاهد له .
ثم قال
أبو داود : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17259هناد بن السري nindex.php?page=showalam&ids=16544وعثمان بن أبي شيبة ، قالا : ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17277وكيع ، عن
عبد المجيد أبي عمرو قال : حدثني
العداء بن خالد بن هوذة - وقال
هناد : عن
عبد المجيد ، حدثني
خالد بن العداء بن هوذة - قال :
رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب الناس يوم عرفة على بعير قائما في الركابين . قال
أبو داود : رواه
ابن العلاء ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=17277وكيع ، كما قال
هناد ، وحدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=14748عباس بن عبد العظيم ، ثنا
عثمان بن عمر ، ثنا
عبد المجيد أبو عمرو ، عن
العداء بن خالد بمعناه .
وفي " الصحيحين " عن
ابن عباس قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب
بعرفات :
" من لم يجد نعلين فليلبس الخفين ، ومن لم يجد إزارا فليلبس السراويل " . للمحرم .
وقال
محمد بن إسحاق : حدثني
يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير ، عن أبيه
عباد قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3511137كان الرجل الذي يصرخ في الناس بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بعرفة ربيعة بن أمية بن خلف ; قال : يقول له رسول الله صلى الله عليه وسلم : " قل أيها [ ص: 566 ] الناس ، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : هل تدرون أي شهر هذا ؟ " فيقولون : الشهر الحرام . فيقول : " قل لهم : إن الله قد حرم عليكم دماءكم وأموالكم ، كحرمة شهركم هذا " . ثم يقول : " قل : أيها الناس ، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : هل تدرون أي بلد هذا ؟ " وذكر تمام الحديث .
وقال
محمد بن إسحاق : حدثني
ليث بن أبي سليم ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16128شهر بن حوشب ، عن
عمرو بن خارجة قال :
بعثني عتاب بن أسيد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو واقف بعرفة في حاجة فبلغته ، ثم وقفت تحت ناقته ، وإن لعابها ليقع على رأسي ، فسمعته يقول : " أيها الناس إن الله قد أدى إلى كل ذي حق حقه ، وإنه لا تجوز وصية لوارث ، والولد للفراش ، وللعاهر الحجر ، ومن ادعى إلى غير أبيه ، أو تولى غير مواليه ، فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ، لا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا " . ورواه
الترمذي nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه ، من حديث
قتادة ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16128شهر بن حوشب ، عن
عبد الرحمن بن غنم ، عن
عمرو بن خارجة به . وقال
الترمذي : حسن صحيح . قلت : وفيه اختلاف على
قتادة . والله أعلم . وسنذكر الخطبة التي خطبها ، عليه الصلاة والسلام ، بعد هذه الخطبة يوم النحر ، وما فيها من الحكم والمواعظ والتفاصيل والآداب النبوية ، إن شاء الله تعالى .
[ ص: 567 ] قال
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري : باب
التلبية والتكبير إذا غدا من
منى إلى
عرفة ، حدثنا
عبد الله بن يوسف ، أنبأنا
مالك ، عن
محمد بن أبي بكر الثقفي أنه سأل أنس بن مالك وهما غاديان من منى إلى عرفة : كيف كنتم تصنعون في هذا اليوم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فقال : كان يهل منا المهل فلا ينكر عليه ، ويكبر المكبر منا فلا ينكر عليه . وأخرجه
مسلم من حديث
مالك nindex.php?page=showalam&ids=17177وموسى بن عقبة ، كلاهما عن
محمد بن أبي بكر بن عوف بن رياح الثقفي الحجازي ، عن
أنس به .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري : ثنا
عبد الله بن مسلمة ، ثنا
مالك ، عن
ابن شهاب ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=15959سالم بن عبد الله أن
nindex.php?page=showalam&ids=16491عبد الملك بن مروان كتب إلى
nindex.php?page=showalam&ids=14078الحجاج بن يوسف أن يأتم
بعبد الله بن عمر في الحج ، فلما كان يوم
عرفة ، جاء
ابن عمر وأنا معه حين زاغت الشمس - أو زالت الشمس - فصاح عند فسطاطه : أين هذا ؟ فخرج إليه ، فقال
ابن عمر : الرواح . فقال : الآن ؟ قال : نعم . فقال : أنظرني حتى أفيض علي ماء . فنزل
ابن عمر حتى خرج ، فسار بيني وبين أبي ، فقلت : إن كنت تريد أن تصيب السنة اليوم فاقصر الخطبة وعجل الوقوف . فقال
ابن عمر : صدق . ورواه
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري أيضا ، عن
عبد الله بن يوسف ، عن
مالك به . وأخرجه
nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي من حديث
أشهب nindex.php?page=showalam&ids=16472وابن وهب ، عن
مالك .
[ ص: 568 ] ثم قال
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري بعد روايته هذا الحديث : وقال
الليث : حدثني
عقيل ، عن
ابن شهاب ، عن
سالم nindex.php?page=hadith&LINKID=3511138أن الحجاج عام نزل بابن الزبير سأل عبد الله : كيف تصنع في الموقف ؟ فقال سالم : إن كنت تريد السنة فهجر بالصلاة يوم عرفة . فقال ابن عمر : صدق ، إنهم كانوا يجمعون بين الظهر والعصر في السنة . فقلت لسالم : أفعل ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فقال : هل تبتغون بذلك إلا سنته .
وقال
أبو داود : ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد بن حنبل ، ثنا
يعقوب ، ثنا أبي ، عن
ابن إسحاق عن
نافع ، عن
ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم غدا من منى حين صلى الصبح صبيحة يوم عرفة ، فنزل بنمرة ، وهي منزل الإمام الذي ينزل به بعرفة ، حتى إذا كان عند صلاة الظهر راح رسول الله صلى الله عليه وسلم مهجرا ، فجمع بين الظهر والعصر . وهكذا ذكر
جابر في حديثه بعد ما أورد الخطبة المتقدمة ، قال : ثم أذن
بلال ، ثم أقام فصلى الظهر ، ثم أقام فصلى العصر ، ولم يصل بينهما شيئا . وهذا يقتضي أنه ، عليه الصلاة والسلام ، خطب أولا ، ثم أقيمت الصلاة ، ولم يتعرض للخطبة الثانية .
وقد قال
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي : أنبأنا
إبراهيم بن محمد وغيره ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=15639جعفر بن محمد ،
[ ص: 569 ] عن أبيه ، عن
جابر في حجة الإسلام قال :
فراح النبي صلى الله عليه وسلم إلى الموقف بعرفة ، فخطب الناس الخطبة الأولى ، ثم أذن بلال ، ثم أخذ النبي صلى الله عليه وسلم في الخطبة الثانية ، ففرغ من الخطبة وبلال من الأذان ، ثم أقام بلال فصلى الظهر ، ثم أقام فصلى العصر . قال
nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي : تفرد به
nindex.php?page=showalam&ids=12357إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى .
قال
مسلم ، عن
جابر :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3511139ثم ركب رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أتى الموقف ، فجعل بطن ناقته القصواء إلى الصخرات ، وجعل جبل المشاة بين يديه ، واستقبل القبلة .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري : ثنا
يحيى بن سليمان ، عن
ابن وهب ، أخبرني
عمرو بن الحارث ، عن
بكير ، عن
كريب ، عن
ميمونة ،
nindex.php?page=hadith&LINKID=3511140أن الناس شكوا في صيام النبي صلى الله عليه وسلم يوم عرفة ، فأرسلت إليه بحلاب وهو واقف في الموقف ، فشرب منه والناس ينظرون . وأخرجه
مسلم ، عن
هارون بن سعيد الأيلي ، عن
ابن وهب به .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري : أنبأنا
عبد الله بن يوسف ، أنبأنا
مالك ، عن
أبي النضر مولى عمر بن عبيد الله ، عن
عمير ، مولى ابن عباس ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11696أم الفضل بنت الحارث ، nindex.php?page=hadith&LINKID=3511141أن ناسا تماروا عندها يوم عرفة في صوم النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال بعضهم : هو صائم . وقال بعضهم : ليس بصائم . فأرسلت إليه بقدح لبن وهو واقف على بعيره ، [ ص: 570 ] فشربه . ورواه
مسلم من حديث
مالك أيضا . وأخرجاه من طرق أخر ، عن
أبي النضر به .
قلت :
nindex.php?page=showalam&ids=11696أم الفضل هي أخت ميمونة بنت الحارث أم المؤمنين وقصتهما واحدة . والله أعلم . وصح إسناد الإرسال إليهما ; لأنه من عندهما ، اللهم إلا أن يكون بعد ذلك ، أو تعدد الإرسال من هذه ومن هذه . والله أعلم .
وقال الإمام
أحمد : ثنا
إسماعيل ، ثنا
أيوب قال : لا أدري أسمعته من
سعيد بن جبير ، أم نبئته عنه ، قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3511142أتيت على ابن عباس بعرفة وهو يأكل رمانا ، وقال : أفطر رسول الله صلى الله عليه وسلم بعرفة ، وبعثت إليه أم الفضل بلبن فشربه .
وقال
أحمد : ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17277وكيع ، ثنا
ابن أبي ذئب ، عن
صالح مولى التوأمة ، عن
ابن عباس ،
nindex.php?page=hadith&LINKID=3511143أنهم تماروا في صوم النبي صلى الله عليه وسلم يوم عرفة ، فأرسلت أم الفضل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بلبن فشربه .
وقال الإمام
أحمد : ثنا
عبد الرزاق وابن بكر قالا : أنبأنا
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج ،
[ ص: 571 ] قال : قال
عطاء :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3511144دعا nindex.php?page=showalam&ids=11عبد الله بن عباس nindex.php?page=showalam&ids=69الفضل بن عباس إلى الطعام يوم عرفة ، فقال : إني صائم . فقال عبد الله : لا تصم ; فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرب إليه حلاب فيه لبن يوم عرفة ، فشرب منه ، فلا تصم ، فإن الناس مستنون بكم . وقال
ابن بكير وروح : إن الناس يستنون بكم .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري : ثنا
سليمان بن حرب ، ثنا
حماد بن زيد ، عن
أيوب ، عن
سعيد بن جبير ، ، عن
ابن عباس قال :
بينا رجل واقف مع النبي صلى الله عليه وسلم بعرفة إذ وقع عن راحلته فوقصته - أو قال : فأوقصته - فقال النبي صلى الله عليه وسلم : اغسلوه بماء وسدر ، وكفنوه في ثوبين ، ولا تمسوه طيبا ، ولا تخمروا رأسه ، ولا تحنطوه ، فإن الله يبعثه يوم القيامة ملبيا " . ورواه
مسلم ، عن
أبي الربيع الزهراني ، عن
حماد بن زيد .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي : أنبأنا
إسحاق بن إبراهيم - هو ابن راهويه - أخبرنا
nindex.php?page=showalam&ids=17277وكيع ، أنبأنا
nindex.php?page=showalam&ids=16004سفيان الثوري ، عن
بكير بن عطاء ، عن
عبد الرحمن بن يعمر الديلي قال :
شهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم بعرفة وأتاه ناس من أهل نجد ، فسألوه عن الحج ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " الحج عرفة ، فمن أدرك ليلة عرفة قبل طلوع الفجر من ليلة جمع فقد تم حجه " . وقد رواه بقية أصحاب السنن من حديث
nindex.php?page=showalam&ids=16004سفيان الثوري - زاد
nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي :
وشعبة - عن
بكير بن عطاء به .
[ ص: 572 ] وقال
nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي : أنبأنا
قتيبة ، أنبأنا
سفيان ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16666عمرو بن دينار ، أخبرني
عمرو بن عبد الله بن صفوان ، أن
يزيد بن شيبان قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3511145كنا وقوفا بعرفة مكانا بعيدا من الموقف ، فأتانا ابن مربع الأنصاري فقال : إني رسول رسول الله إليكم ، يقول لكم : " كونوا على مشاعركم ، فإنكم على إرث من إرث أبيكم إبراهيم " . وقد رواه
أبو داود nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه ، من حديث
سفيان بن عيينة به . وقال
الترمذي : هذا حديث حسن ، ولا نعرفه إلا من حديث
ابن عيينة ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16666عمرو بن دينار ،
وابن مربع اسمه يزيد بن مربع الأنصاري ، وإنما يعرف له هذا الحديث الواحد . قال : وفي الباب عن
علي ،
nindex.php?page=showalam&ids=25وعائشة ،
nindex.php?page=showalam&ids=67وجبير بن مطعم ،
والشريد بن سويد .
وقد تقدم من رواية
مسلم ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=15639جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن
جابر ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
" وقفت هاهنا ، وعرفة كلها موقف " . زاد
مالك في " موطئه " : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=3511146وارفعوا عن بطن عرنة " .