[ ص: 599 ] فصل في
وقوفه ، عليه الصلاة والسلام ، بالمشعر الحرام ، ودفعه من المزدلفة قبل طلوع الشمس ، وإيضاعه في
وادي محسر
قال الله تعالى :
فإذا أفضتم من عرفات فاذكروا الله عند المشعر الحرام الآية . ( البقرة : 198 ) .
وقال
جابر في حديثه : فصلى الفجر حين تبين له الصبح بأذان وإقامة ، ثم ركب القصواء حتى أتى
المشعر الحرام ، فاستقبل القبلة ، فدعا الله ، عز وجل وكبره وهلله ووحده ، فلم يزل واقفا حتى أسفر جدا ، ودفع قبل أن تطلع الشمس ، وأردف
nindex.php?page=showalam&ids=69الفضل بن عباس وراءه .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري : ثنا
حجاج بن منهال ، ثنا
شعبة ، عن
أبي إسحاق قال :
سمعت عمرو بن ميمون يقول : شهدت عمر ، رضي الله عنه ، صلى بجمع الصبح ، ثم وقف فقال : إن المشركين كانوا لا يفيضون حتى تطلع الشمس ، ويقولون أشرق ثبير . وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم أفاض قبل أن تطلع الشمس .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري : ثنا
عبد الله بن رجاء ، ثنا
إسرائيل ، عن
أبي إسحاق ، عن
[ ص: 600 ] عبد الرحمن بن يزيد قال :
خرجت مع عبد الله ، رضي الله عنه ، إلى مكة ، ثم قدمنا جمعا ، فصلى الصلاتين ، كل صلاة وحدها بأذان وإقامة ، والعشاء بينهما ، ثم صلى الفجر حين طلع الفجر . قائل يقول : طلع الفجر . وقائل يقول : لم يطلع الفجر . ثم قال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إن هاتين الصلاتين حولتا عن وقتهما في هذا المكان ; المغرب والعشاء ، فلا يقدم الناس جمعا حتى يعتموا ، وصلاة الفجر هذه الساعة " . ثم وقف حتى أسفر ، ثم قال : لو أن أمير المؤمنين أفاض الآن أصاب السنة . فلا أدري أقوله كان أسرع أو دفع عثمان ، رضي الله عنه ، فلم يزل يلبي حتى رمى جمرة العقبة يوم النحر .
وقال الحافظ
nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي : أنبأنا
أبو عبد الله الحافظ ، أنبأنا
أبو عبد الله محمد بن يعقوب الشيباني ، ثنا
يحيى بن محمد بن يحيى ، ثنا
عبد الرحمن بن المبارك العيشي ، ثنا
عبد الوارث بن سعيد ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج ، عن
محمد بن قيس بن مخرمة ، عن
المسور بن مخرمة ، رضي الله عنه ، قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3511168خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بعرفة ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : " أما بعد ، فإن أهل الشرك والأوثان كانوا يدفعون من هاهنا عند غروب الشمس ، حتى تكون الشمس على رءوس [ ص: 601 ] الجبال مثل عمائم الرجال على رءوسها ، هدينا مخالف لهديهم ، وكانوا يدفعون من المشعر الحرام عند طلوع الشمس على رءوس الجبال مثل عمائم الرجال على رءوسها ، هدينا مخالف لهديهم " . قال : ورواه
عبد الله بن إدريس ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج ، عن
محمد بن قيس بن مخرمة مرسلا .
وقال الإمام
أحمد : ثنا
أبو خالد سليمان بن حيان قال :
سمعت الأعمش ، عن الحكم ، عن مقسم ، عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أفاض من المزدلفة قبل طلوع الشمس .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري : ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=11997زهير بن حرب ، ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17282وهب بن جرير ، ثنا أبي ، عن
يونس الأيلي ، عن
الزهري ، عن
عبيد الله بن عبد الله ، عن
ابن عباس ، رضي الله عنه ، أن
أسامة ، رضي الله عنه ،
كان ردف النبي صلى الله عليه وسلم من عرفة إلى المزدلفة ، ثم أردف الفضل من المزدلفة إلى منى . قال : فكلاهما قال : لم يزل النبي صلى الله عليه وسلم يلبي حتى رمى جمرة العقبة ورواه
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج ، عن
عطاء ، عن
ابن عباس .
وروى
مسلم من حديث
الليث بن سعد ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11862أبي الزبير ، عن
أبي معبد ، عن
ابن عباس ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=69الفضل بن عباس ،
nindex.php?page=hadith&LINKID=3511169وكان رديف رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أنه قال في عشية عرفة وغداة جمع للناس حين دفعوا : " عليكم بالسكينة " . وهو كاف [ ص: 602 ] ناقته ، حتى دخل محسرا ، وهو من منى قال : " عليكم بحصى الخذف الذي يرمى به الجمرة " . قال : ولم يزل رسول الله صلى الله عليه وسلم يلبي حتى رمى الجمرة .
وقال الحافظ
nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي : باب الإيضاع في
وادي محسر . أخبرنا
أبو عبد الله الحافظ ، أخبرني
أبو عمرو المقرئ وأبو بكر الوراق ، قالا : أنبأنا
الحسن بن سفيان ، ثنا
هشام بن عمار nindex.php?page=showalam&ids=12508وأبو بكر بن أبي شيبة ، قالا : ثنا
حاتم بن إسماعيل ، ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=15639جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن
جابر في حج النبي صلى الله عليه وسلم ، قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3511170حتى إذا أتى محسرا حرك قليلا . رواه
مسلم في " الصحيح " عن
أبي بكر بن أبي شيبة .
ثم روى
nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي من حديث
nindex.php?page=showalam&ids=16004سفيان الثوري ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11862أبي الزبير ، عن
جابر قال :
أفاض رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه السكينة ، وأمرهم بالسكينة ، وأوضع في وادي محسر ، وأمرهم أن يرموا الجمار مثل حصى الخذف ، وقال : " خذوا عني مناسككم ، لعلي لا أراكم بعد عامي هذا " .
ثم روى
nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي من حديث
الثوري ، عن
عبد الرحمن بن الحارث ، عن
زيد بن علي ، عن أبيه ، عن
عبيد الله بن أبي رافع ، عن
علي ، رضي الله عنه ،
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أفاض من جمع ، حتى أتى محسرا ففزع ناقته ، حتى جاوز [ ص: 603 ] الوادي فوقف ، ثم أردف الفضل ، ثم أتى الجمرة فرماها . هكذا رواه مختصرا .
وقد قال الإمام
أحمد : ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=11798أبو أحمد محمد بن عبد الله الزبيري ، ثنا
سفيان ، عن
عبد الرحمن بن الحارث بن عياش بن أبي ربيعة ، عن
زيد بن علي ، عن أبيه ، عن
عبيد الله بن أبي رافع ، عن
علي ، رضي الله عنه ، قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3511171وقف رسول الله صلى الله عليه وسلم بعرفة فقال : " هذا الموقف ، وعرفة كلها موقف " . وأفاض حين غابت الشمس ، وأردف أسامة ، فجعل يعنق على بعيره ، والناس يضربون يمينا وشمالا ، لا يلتفت إليهم ويقول : " السكينة أيها الناس " . ثم أتى جمعا ، فصلى بهم الصلاتين ; المغرب والعشاء ، ثم بات حتى أصبح ، ثم أتى قزح ، فوقف على قزح ، فقال : " هذا الموقف ، وجمع كلها موقف " . ثم سار حتى أتى محسرا فوقف عليه ، فقرع دابته ، فخبت حتى جاز الوادي ثم حبسها ، ثم أردف الفضل ، وسار حتى أتى الجمرة فرماها ، ثم أتى المنحر . فقال : " هذا المنحر ، ومنى كلها منحر " . قال : واستفتته جارية شابة من خثعم ، [ ص: 604 ] فقالت : إن أبي شيخ كبير قد أفند ، وقد أدركته فريضة الله في الحج ، فهل يجزئ عنه أن أؤدي عنه ؟ قال : " نعم ، فأدي عن أبيك " . قال : ولوى عنق الفضل ، فقال له العباس : يا رسول الله ، لم لويت عنق ابن عمك ؟ قال : " رأيت شابا وشابة فلم آمن الشيطان عليهما " . قال : ثم جاءه رجل فقال : يا رسول الله ، حلقت قبل أن أنحر . قال : " انحر ولا حرج " . ثم أتاه آخر فقال : يا رسول الله ، إني أفضت قبل أن أحلق . قال : " احلق أو قصر ولا حرج " . ثم أتى البيت فطاف ، ثم أتى زمزم ، فقال : " يا بني عبد المطلب ، سقايتكم ، ولولا أن يغلبكم الناس عليها لنزعت بها " . وقد رواه
أبو داود ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد بن حنبل ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=17294يحيى بن آدم ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16004سفيان الثوري ، ورواه
الترمذي ، عن
بندار ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11798أبي أحمد الزبيري ،
nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه ، عن
علي بن محمد ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=17294يحيى بن آدم . وقال
الترمذي : حسن صحيح ، لا نعرفه من حديث علي إلا من هذا الوجه . قلت : وله شواهد من وجوه صحيحة مخرجة في الصحاح وغيرها ، فمن ذلك قصة الخثعمية ، وهو في " الصحيحين " من طريق
الفضل ، وتقدمت في حديث
جابر ، وسنذكر من ذلك ما تيسر .
وقد حكى
nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي بإسناده ، عن
ابن عباس أنه أنكر
الإسراع في وادي [ ص: 605 ] محسر ، وقال : إنما كان ذلك من الأعراب . قال : والمثبت مقدم على النافي . قلت : وفي ثبوته عنه نظر . والله أعلم .
وقد صح ذلك عن جماعة من الصحابة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وصح من صنيع الشيخين
أبي بكر وعمر ، رضي الله عنهما ، أنهما كانا يفعلان ذلك ; فروى
nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم ، عن
النجاد وغيره ، عن
أبي علي محمد بن معاذ بن المستهل ، المعروف بدران ، عن
القعنبي ، عن أبيه ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=17245هشام بن عروة ، عن أبيه عن
المسور بن مخرمة أن
عمر ، رضي الله عنه ، كان يوضع ويقول :
إليك تعدو قلقا وضينها مخالف دين النصارى دينها