[ ص: 679 ] باب
حنين الجزع شوقا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وشفقا من فراقه
وقد ورد من حديث جماعة من الصحابة بطرق متعددة تفيد القطع عند أئمة هذا الشأن وفرسان هذا الميدان ؛ قال
القاضي عياض في كتابه " الشفا " : وهو حديث مشهور منتشر متواتر ، خرجه أهل الصحيح ، ورواه من الصحابة بضعة عشر ، منهم :
أبي وجابر وأنس nindex.php?page=showalam&ids=12وابن عمر nindex.php?page=showalam&ids=11وابن عباس nindex.php?page=showalam&ids=31وسهل بن سعد وأبو سعيد وبريدة nindex.php?page=showalam&ids=54وأم سلمة والمطلب بن أبي وداعة رضي الله عنهم .
الحديث الأول عن
أبي بن كعب : قال الإمام
أبو عبد الله محمد بن إدريس الشافعي رحمه الله : حدثنا
إبراهيم بن محمد قال : أخبرني
nindex.php?page=showalam&ids=13371عبد الله بن محمد بن عقيل ، عن
الطفيل بن أبي بن كعب ، عن أبيه قال :
كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي إلى جذع إذ كان المسجد عريشا ، وكان يخطب إلى ذلك الجذع ، فقال رجل من أصحابه : يا رسول الله ، هل لك أن نجعل لك منبرا تقوم عليه يوم [ ص: 680 ] الجمعة وتسمع الناس يوم الجمعة خطبتك ؟ قال : " نعم " فصنع له ثلاث درجات هن اللاتي على المنبر ، فلما صنع المنبر وضع موضعه الذي وضعه فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم بدا للنبي صلى الله عليه وسلم أن يقوم على ذلك المنبر فيخطب عليه ، فمر إليه ، فلما جاوز ذلك الجذع الذي كان يخطب إليه خار حتى تصدع وانشق ، فنزل النبي صلى الله عليه وسلم لما سمع صوت الجذع فمسحه بيده ، ثم رجع إلى المنبر ، فلما هدم المسجد أخذ ذلك الجذع أبي بن كعب ، فكان عنده في بيته حتى بلي وأكلته الأرضة وعاد رفاتا . وهكذا رواه الإمام
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد بن حنبل ، عن
زكريا بن عدي ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16525عبيد الله بن عمرو الرقي ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=13371عبد الله بن محمد بن عقيل ، عن
الطفيل ، عن
أبي بن كعب ، فذكره ، وعنده : فمسحه بيده حتى سكن ، ثم رجع إلى المنبر ، وكان إذا صلى صلى إليه . والباقي مثله ، وقد رواه
ابن ماجه ، عن
إسماعيل بن عبد الله الرقي ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16525عبيد الله بن عمرو الرقي به .
الحديث الثاني عن
أنس بن مالك : قال الحافظ
أبو يعلى الموصلي : ثنا
أبو خيثمة ، ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16686عمر بن يونس الحنفي ، ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16585عكرمة بن عمار ، ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=12423إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة ، حدثنا
أنس بن مالك ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
nindex.php?page=hadith&LINKID=3511965كان يوم الجمعة يسند ظهره إلى جذع منصوب في المسجد فيخطب الناس ، فجاءه رومي فقال : ألا أصنع لك شيئا تقعد عليه كأنك قائم ؟ فصنع له منبرا له درجتان ويقعد على [ ص: 681 ] الثالثة ، فلما قعد نبي الله صلى الله عليه وسلم على المنبر ، خار الجذع كخوار الثور ارتج لخواره ؛ حزنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فنزل إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم من المنبر فالتزمه وهو يخور ، فلما التزمه سكت ، ثم قال : " والذي نفس محمد بيده لو لم ألتزمه لما زال هكذا حتى يوم القيامة ؛ حزنا على رسول الله " . فأمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم فدفن . وقد رواه
الترمذي ، عن
محمود بن غيلان ، عن
عمر بن يونس به ، وقال : صحيح غريب من هذا الوجه .
طريق أخرى عن
أنس : قال الحافظ
nindex.php?page=showalam&ids=13863أبو بكر البزار في " مسنده " ثنا
هدبة ، ثنا
حماد ، عن
ثابت ، عن
أنس ، عن النبي صلى الله عليه وسلم .
وعمار بن أبي عمار ، عن
ابن عباس ، عن النبي صلى الله عليه وسلم .
nindex.php?page=showalam&ids=15684وحبيب بن الشهيد ، عن
الحسن ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ،
أنه كان يخطب إلى جذع نخلة ، فلما اتخذ المنبر تحول إليه ، فحن فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى احتضنه فسكن ، وقال : " لو لم أحتضنه لحن إلى يوم القيامة " . وهكذا رواه
ابن ماجه ، عن
أبي بكر بن خلاد ، عن
بهز بن أسد ، عن
حماد بن سلمة ، عن
ثابت ، عن
أنس ، وعن
حماد ، عن
عمار بن أبي عمار ، عن
ابن عباس به . وهذا إسناد على شرط
مسلم .
[ ص: 682 ] طريق أخرى عن
أنس
قال الإمام
أحمد : حدثنا
هاشم ، ثنا
المبارك ، عن
الحسن ، عن
أنس بن مالك قال :
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خطب يوم الجمعة يسند ظهره إلى خشبة ، فلما كثر الناس قال : " ابنوا لي منبرا " . أراد أن يسمعهم ، فبنوا له عتبتين ، فتحول من الخشبة إلى المنبر . قال : فأخبر أنس بن مالك أنه سمع الخشبة تحن حنين الواله . قال : فما زالت تحن حتى نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المنبر ، فمشى إليها فاحتضنها فسكنت . تفرد به
أحمد . وقد رواه
أبو القاسم البغوي ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16131شيبان بن فروخ ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16874مبارك بن فضالة ، عن
الحسن ، عن
أنس ، فذكره ، وزاد : فكان
الحسن إذا حدث بهذا الحديث بكى ، ثم قال : يا عباد الله ، الخشبة تحن إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم شوقا إليه لمكانه من الله ، فأنتم أحق أن تشتاقوا إلى لقائه . وقد رواه الحافظ
أبو نعيم من حديث
nindex.php?page=showalam&ids=15500الوليد بن مسلم ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=15959سالم بن عبد الله الخياط ، عن
الحسن ، عن
أنس بن مالك ، فذكره .
طريق أخرى عن أنس :
قال
أبو نعيم : ثنا
أبو بكر بن خلاد ، ثنا
الحارث بن محمد بن أبي أسامة ، ثنا
يعلى بن عباد ، ثنا
عبد الحكم ، عن
أنس قال :
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب إلى جذع ، فحن الجذع ، فاحتضنه وقال : " لو لم أحتضنه لحن إلى يوم القيامة " .
الحديث الثالث عن
nindex.php?page=showalam&ids=36جابر بن عبد الله : قال الإمام
أحمد :
[ ص: 683 ] حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17277وكيع ، ثنا
عبد الواحد بن أيمن ، عن أبيه ، عن
جابر قال :
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب إلى جذع نخلة . قال : فقالت امرأة من الأنصار ، كان لها غلام نجار : يا رسول الله ، إن لي غلاما نجارا ، أفآمره أن يتخذ لك منبرا تخطب عليه ؟ قال : " بلى " قال : فاتخذ له منبرا . قال : فلما كان يوم الجمعة خطب على المنبر . قال : فأن الجذع الذي كان يقوم عليه كما يئن الصبي ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " إن هذا بكى ؛ لما فقد من الذكر " . هكذا رواه
أحمد .
وقد قال
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري : ثنا
أبو نعيم ، ثنا
عبد الواحد بن أيمن قال : سمعت أبي ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=36جابر بن عبد الله ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقوم يوم الجمعة إلى شجرة أو نخلة ، فقالت امرأة من الأنصار ، أو رجل : يا رسول الله ، ألا نجعل لك منبرا ؟ قال : " إن شئتم " . فجعلوا له منبرا ، فلما كان يوم الجمعة دفع إلى المنبر ، فصاحت النخلة صياح الصبي ، ثم نزل النبي صلى الله عليه وسلم فضمها إليه تئن أنين الصبي الذي يسكن . قال : كانت تبكي على ما كانت تسمع من الذكر عندها . وقد ذكره
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في غير ما موضع من " صحيحه " من حديث
عبد الواحد بن أيمن ، عن أبيه ، وهو
أيمن الحبشي المكي مولى
ابن أبي عمرة المخزومي ، عن
جابر به .
طريق أخرى عن
جابر : قال
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري : ثنا
إسماعيل ، حدثني أخي ، عن
[ ص: 684 ] nindex.php?page=showalam&ids=16036سليمان بن بلال ، عن
يحيى بن سعيد ، حدثني
حفص بن عبيد الله بن أنس بن مالك ، أنه سمع
nindex.php?page=showalam&ids=36جابر بن عبد الله الأنصاري يقول :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3511966كان المسجد مسقوفا على جذوع من نخل فكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا خطب يقوم إلى جذع منها ، فلما صنع له المنبر ، فكان عليه فسمعنا لذلك الجذع صوتا كصوت العشار ، حتى جاء النبي صلى الله عليه وسلم فوضع يده عليها فسكنت . تفرد به
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري .
طريق أخرى عنه : قال الحافظ أبو
nindex.php?page=showalam&ids=13863بكر البزار ، ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=12166محمد بن المثنى ، ثنا
أبو المساور ، ثنا
أبو عوانة ، عن
الأعمش ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=12045أبي صالح ، وهو ذكوان ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=36جابر بن عبد الله ، وعن
أبي إسحاق ، عن
كريب ، عن
جابر قال
nindex.php?page=hadith&LINKID=3511967 : كانت خشبة في المسجد يخطب إليها النبي صلى الله عليه وسلم ، فقالوا : لو اتخذنا لك مثل الكرسي تقوم عليه ؟ ففعل فحنت الخشبة كما تحن الناقة الحلوج ، فأتاها فاحتضنها فوضع يده عليها فسكنت . قال
nindex.php?page=showalam&ids=13863أبو بكر البزار : وأحسب أنا كل قد حدثناه عن
أبي عوانة ، عن
الأعمش ، عن
أبي صالح ، عن
جابر وعن
أبي إسحاق ، عن
كريب ، عن
جابر ، بهذه القصة التي رواها
أبو المساور عن
أبي عوانة ، وحدثناه
محمد بن عثمان بن كرامة ، ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16527عبيد الله بن موسى ، عن
إسرائيل ، عن
أبي إسحاق ، عن
سعيد بن أبي كريب ، عن
جابر ، عن النبي صلى الله عليه وسلم بنحوه . والصواب إنما هو
سعيد بن أبي كريب ، وكريب خطأ ، ولا يعلم يروي عن
[ ص: 685 ] سعيد بن أبي كريب إلا
أبو إسحاق . قلت : ولم يخرجوه من هذا الوجه وهو جيد .
طريق أخرى عن
جابر : قال الإمام
أحمد : ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17294يحيى بن آدم ، ثنا
إسرائيل ، عن
أبي إسحاق ، عن
سعيد بن أبي كرب ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=36جابر بن عبد الله قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3511968كان النبي صلى الله عليه وسلم يخطب إلى خشبة ، فلما جعل منبر حنت حنين الناقة ، فأتاها فوضع يده عليها فسكنت . تفرد به
أحمد .
طريق أخرى عن
جابر : قال الحافظ
nindex.php?page=showalam&ids=13863أبو بكر البزار : ثنا
محمد بن معمر ، ثنا
محمد بن كثير ، ثنا
سليمان بن كثير ، عن
الزهري ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=15990سعيد بن المسيب ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=36جابر بن عبد الله قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3511969كان النبي صلى الله عليه وسلم يقوم إلى جذع قبل أن يجعل له المنبر ، فلما جعل المنبر حن الجذع حتى سمعنا حنينه ، فمسح رسول الله صلى الله عليه وسلم يده عليه فسكن . قال
البزار : لا نعلم رواه عن
الزهري إلا
سليمان بن كثير . قلت : وهذا إسناد جيد رجاله على شرط الصحيح ، ولم يروه أحد من أصحاب الكتب الستة . وقال الحافظ
أبو نعيم في " الدلائل " ورواه
عبد الرزاق عن
معمر ، عن
الزهري ، عن رجل سماه ، عن
جابر . ثم أورده من طريق
عاصم بن [ ص: 686 ] علي عن
سليمان بن كثير ، عن
يحيى بن سعيد ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=15990سعيد بن المسيب ، عن
جابر مثله . ثم قال : ثنا
أبو بكر بن خلاد ، ثنا
أحمد بن علي الخراز ، حدثنا
عيسى بن المساور ، ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=15500الوليد بن مسلم ، عن
الأوزاعي ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=17298يحيى بن أبي كثير ، عن أبي سلمة ، عن
جابر ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يخطب إلى جذع ، فلما بني المنبر حن الجذع ، فاحتضنه رسول الله صلى الله عليه وسلم فسكن ، وقال : " لو لم أحتضنه لحن إلى يوم القيامة " ثم رواه من حديث
أبي عوانة ، عن
الأعمش عن
أبي صالح ، عن
جابر وعن
أبي إسحاق عن
كريب عن
جابر مثله .
طريق أخرى عن
جابر : قال الإمام
أحمد : ثنا
عبد الرزاق ، أنا
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج وروح قال : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج أخبرني
أبو الزبير ، أنه سمع
nindex.php?page=showalam&ids=36جابر بن عبد الله يقول :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3511970كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا خطب يستند إلى جذع نخلة من سواري المسجد ، فلما صنع له منبره واستوى عليه ، اضطربت تلك السارية كحنين الناقة حتى سمعها أهل المسجد ، حتى نزل إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعتنقها فسكنت . وقال روح : فسكتت . وهذا إسناد على شرط
مسلم ، ولم يخرجوه .
طريق أخرى عن
جابر : قال الإمام
أحمد : ثنا
ابن أبي عدي ، عن
سليمان ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=12179أبي نضرة ، عن
جابر قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3511971كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوم في أصل [ ص: 687 ] شجرة - أو قال : إلى جذع - ثم اتخذ منبرا . قال : فحن الجذع . قال جابر : حتى سمعه أهل المسجد حتى أتاه رسول الله صلى الله عليه وسلم فمسحه فسكن ، فقال بعضهم : لو لم يأته لحن إلى يوم القيامة . وهذا على شرط
مسلم ، ولم يروه إلا
ابن ماجه ، عن
بكر بن خلف ، عن
ابن أبي عدي ، عن
سليمان التيمي ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=12179أبي نضرة المنذر بن مالك بن قطعة العبدي البصري ، عن
جابر به .
الحديث الرابع عن
سهل بن سعد : قال
أبو بكر بن أبي شيبة : ثنا
سفيان بن عيينة عن
أبي حازم قال : أتوا
سهل بن سعد فقالوا :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3511972من أي شيء منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فقال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستند إلى جذع في المسجد يصلي إليه إذا خطب ، فلما اتخذ المنبر فصعد عليه حن الجذع حتى أتاه رسول الله صلى الله عليه وسلم فوطده حتى سكن . وأصل هذا الحديث في " الصحيحين " ،
[ ص: 688 ] وإسناده على شرطهما ، وقد رواه
إسحاق بن راهويه nindex.php?page=showalam&ids=12523وابن أبي فديك ، عن
عبد المهيمن بن عباس بن سهل بن سعد ، عن أبيه ، عن جده . ورواه
عبد الله بن نافع nindex.php?page=showalam&ids=16472وابن وهب ، عن
عبد الله بن عمر ، عن
عباس بن سهل ، عن أبيه فذكره . ورواه
ابن لهيعة ، عن
عمارة بن غزية ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16295عباس بن سهل بن سعد ، عن أبيه ، بنحوه .
الحديث الخامس عن
nindex.php?page=showalam&ids=11عبد الله بن عباس : قال الإمام
أحمد : حدثنا
عفان ، ثنا
حماد ، عن
عمار بن أبي عمار ، عن
ابن عباس ، رضي الله عنهما ،
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يخطب إلى جذع قبل أن يتخذ المنبر ، فلما اتخذ المنبر وتحول إليه حن عليه ، فأتاه فاحتضنه ، فسكن ، قال : " ولو لم أحتضنه لحن إلى يوم القيامة " وهذا الإسناد على شرط
مسلم ، ولم يروه إلا
ابن ماجه من حديث
حماد بن سلمة
الحديث السادس عن
عبد الله بن عمر : قال
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري : ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=12166محمد بن المثنى ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17330يحيى بن كثير أبو غسان ، ثنا
أبو حفص ، واسمه
عمر بن العلاء أخو
nindex.php?page=showalam&ids=12114أبي عمرو بن العلاء قال : سمعت
nindex.php?page=showalam&ids=17191نافعا ، عن
ابن عمر ، رضي الله عنهما ، قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3511973كان النبي صلى الله عليه وسلم يخطب إلى جذع ، فلما اتخذ المنبر تحول إليه ، فحن الجذع [ ص: 689 ] فأتاه فمسح يده عليه . وقال
عبد الحميد : أنا
عثمان بن عمر ، أنا
معاذ بن العلاء ، عن
نافع ، بهذا . ورواه
أبو عاصم ، عن
ابن أبي رواد ، عن
نافع ، عن
ابن عمر ، عن النبي صلى الله عليه وسلم . هكذا ذكره
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري . وقد رواه
الترمذي ، عن
عمرو بن علي الفلاس ، عن
عثمان بن عمر nindex.php?page=showalam&ids=17330ويحيى بن كثير أبي غسان العنبري ، كلاهما عن
معاذ بن العلاء به ، وقال : حسن صحيح غريب .
قال شيخنا الحافظ
أبو الحجاج المزي في " أطرافه " : ورواه
علي بن نصر بن علي الجهضمي nindex.php?page=showalam&ids=12252وأحمد بن خالد الخلال nindex.php?page=showalam&ids=14272وعبد الله بن عبد الرحمن الدارمي ، في آخرين ، عن
عثمان بن عمر ، عن
معاذ بن العلاء . قال :
وعبد الحميد هذا - يعني الذي ذكره
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري - يقال : إنه
عبد بن حميد . والله أعلم .
قال شيخنا : وقد قيل : إن قول
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري : عن
أبي حفص واسمه عمر بن العلاء وهم ، والصواب
معاذ بن العلاء كما وقع في رواية
الترمذي . قلت : وليس هذا ثابتا في جميع النسخ ، ولم أر في النسخة التي كتبت منها تسميته بالكلية . والله أعلم . وقد روى هذا الحديث الحافظ
أبو نعيم ، من حديث
عبد الله بن رجاء ، عن
عبيد الله بن عمر ، ومن حديث
أبي عاصم ، عن
ابن أبي [ ص: 690 ] رواد ، كلاهما عن
نافع ، عن
ابن عمر قال : قال
nindex.php?page=showalam&ids=155تميم الداري ألا نتخذ لك منبرا ؟ فذكر الحديث .
طريق أخرى عن
ابن عمر : قال الإمام
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد بن حنبل : ثنا
حسين ، ثنا
خلف ، عن
أبي جناب وهو يحيى بن أبي حية ، عن أبيه ، عن
عبد الله بن عمر قال :
كان جذع نخلة في المسجد يسند رسول الله صلى الله عليه وسلم ظهره إليه إذا كان يوم جمعة أو حدث أمر يريد أن يكلم الناس . فقالوا : ألا نجعل لك يا رسول الله شيئا كقدر قيامك ؟ قال : " لا عليكم أن تفعلوا " . فصنعوا له منبرا ثلاث مراق . قال : فجلس عليه . قال : فخار الجذع كما تخور البقرة ؛ جزعا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فالتزمه ومسحه حتى سكن . تفرد به
أحمد .
الحديث السابع عن
nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد الخدري : قال
nindex.php?page=showalam&ids=16298عبد بن حميد الكشي : ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16627علي بن عاصم ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=14095الحريري ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=12179أبي نضرة العبدي ، حدثني
أبو سعيد الخدري قال :
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب يوم الجمعة إلى جذع نخلة ، فقال له الناس : يا رسول الله ، إنه قد كثر الناس - يعني المسلمين - وإنهم ليحبون أن يروك ، فلو اتخذت منبرا تقوم عليه ليراك الناس ؟ قال : " نعم ، من يجعل لنا هذا المنبر ؟ " فقام إليه رجل ، فقال : " تجعله ؟ " قال : نعم ، ولم يقل : إن شاء الله . قال : [ ص: 691 ] " ما اسمك ؟ " قال : فلان . قال : " اقعد " فقعد . ثم عاد فقال : " من يجعل لنا هذا المنبر ؟ " فقام إليه رجل فقال : أنا . قال : " تجعله ؟ " قال : نعم . ولم يقل : إن شاء الله . قال : " ما اسمك " قال : فلان . قال : " اقعد " فقعد . ثم عاد فقال : " من يجعل لنا هذا المنبر ؟ " فقام إليه رجل فقال : أنا . قال : " تجعله ؟ " قال : نعم . ولم يقل : إن شاء الله . قال : " ما اسمك ؟ " قال : فلان . قال : " اقعد " فقعد . ثم عاد فقال " " من يجعل لنا هذا المنبر ؟ " فقام إليه رجل ، فقال : أنا . قال : " تجعله ؟ " قال : نعم إن شاء الله . قال : ما اسمك ؟ قال : إبراهيم . قال : " اجعله " . فلما كان يوم الجمعة اجتمع الناس للنبي صلى الله عليه وسلم في آخر المسجد ، فلما صعد رسول الله صلى الله عليه وسلم المنبر فاستوى عليه استقبل الناس وحنت النخلة حتى أسمعتني وأنا في آخر المسجد . قال : فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم ، عن المنبر فاعتنقها ، فلم يزل حتى سكنت ، ثم عاد إلى المنبر ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : " إن هذه النخلة إنما حنت شوقا إلى رسول الله لما فارقها ، فوالله لو لم أنزل إليها فأعتنقها لما سكنت إلى يوم القيامة " وهذا إسناد جيد على شرط
مسلم ، ولكن في السياق غرابة . والله تعالى أعلم .
طريق أخرى عن
أبي سعيد : قال الحافظ
أبو يعلى : ثنا
مسروق بن المرزبان ، ثنا
يحيى بن زكريا ، عن
مجالد ، عن
أبي الوداك - وهو جبر بن نوف - عن
أبي سعيد قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3511975كان النبي صلى الله عليه وسلم يقوم إلى خشبة يتوكأ عليها يخطب [ ص: 692 ] كل جمعة ، حتى أتاه رجل من الروم فقال : إن شئت جعلت لك شيئا ، إذا قعدت عليه كنت كأنك قائم . قال : " نعم " . قال : فجعل له المنبر ، فلما جلس عليه حنت الخشبة حنين الناقة على ولدها ، حتى نزل النبي صلى الله عليه وسلم فوضع يده عليها ، فلما كان الغد رأيتها قد حولت ، فقلنا : ما هذا ؟ قالوا : جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر البارحة فحولوها . وهذا غريب أيضا .
الحديث الثامن عن
عائشة رضي الله عنها : رواه الحافظ
nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي من حديث
علي بن أحمد الجواربي ، عن
قبيصة ، عن
حبان بن علي ، عن
صالح بن حيان ، عن
عبد الله بن بريدة ، عن
عائشة ، فذكر الحديث بطوله ، وفيه أنه خيره بين الدنيا والآخرة ، فاختار الجذع الآخرة ، وغار حتى ذهب فلم يعرف . هذا حديث غريب إسنادا ومتنا .
الحديث التاسع عن
أم سلمة رضي الله عنها : روى
أبو نعيم من طريق
شريك القاضي وعمرو بن أبي قيس ومعلى بن هلال ، ثلاثتهم عن
nindex.php?page=showalam&ids=16650عمار الدهني ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=12031أبي سلمة بن عبد الرحمن ، عن
أم سلمة قالت :
كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم خشبة يستند إليها إذا خطب ، فصنع له كرسي أو منبر ، فلما فقدته خارت [ ص: 693 ] كما يخور الثور ، حتى سمعها أهل المسجد ، فأتاها رسول الله صلى الله عليه وسلم فسكنت . هذا لفظ
شريك وفي رواية
معلى بن هلال ، أنها كانت من درم . وهذا إسناد جيد ولم يخرجوه ، وقد روى الإمام
أحمد nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي من حديث
nindex.php?page=showalam&ids=16650عمار الدهني ، عن
أبي سلمة ، عن
أم سلمة قالت :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " قوائم منبري رواتب في الجنة " وروى
nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي أيضا بهذا الإسناد :
ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة فهذه الطرق من هذه الوجوه تفيد القطع بوقوع ذلك عند أئمة هذا الفن ، وكذا من تأملها ، وأمعن فيها النظر والتأمل مع معرفته بأحوال الرجال ، وبالله المستعان .
وقد قال الحافظ
nindex.php?page=showalam&ids=13933أبو بكر البيهقي : أنا
أبو عبد الله الحافظ ، أخبرني
أبو أحمد بن أبي الحسن ، ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16328عبد الرحمن بن محمد بن إدريس الرازي قال : قال أبي - يعني
nindex.php?page=showalam&ids=11970أبا حاتم الرازي - قال
عمرو بن سواد : قال لي
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي : ما أعطى الله نبيا ما أعطى
محمدا صلى الله عليه وسلم . فقلت : أعطى
عيسى إحياء الموتى . فقال : أعطى
محمدا صلى الله عليه وسلم الجذع الذي كان يخطب إلى جنبه حتى هيئ له المنبر ، فلما هيئ له المنبر حن الجذع حتى سمع صوته . فهذا أكبر من ذلك .