[ ص: 161 ] ومن كتاب دلائل النبوة في باب
إخباره ، عليه الصلاة والسلام ، عن الغيوب المستقبلة
فمن ذلك ما ثبت في " الصحيحين " من حديث
إبراهيم بن سعد ، عن أبيه ، عن
أبي سلمة ، عن
عائشة قالت :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إنه قد كان في الأمم محدثون ، فإن يكن في أمتي فعمر بن الخطاب "
وقد قال
يعقوب بن سفيان : ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16527عبيد الله بن موسى ، أنا
أبو إسرائيل ، كوفي ، عن
الوليد بن العيزار ، عن
عمرو بن ميمون ، عن
علي ، رضي الله عنه ، قال : ما كنا ننكر ونحن متوافرون - أصحاب
محمد صلى الله عليه وسلم - أن السكينة تنطق على لسان
عمر . قال
nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي : تابعه
زر بن حبيش nindex.php?page=showalam&ids=14577والشعبي عن
علي .
قال
يعقوب بن سفيان : ثنا
مسلم بن إبراهيم ، ثنا
شعبة ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16836قيس بن مسلم ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16243طارق بن شهاب قال : كنا نتحدث أن
عمر بن الخطاب ينطق على لسان ملك ، وقد ذكرنا في " سيرة
عمر بن الخطاب " ، رضي الله عنه ، أشياء كثيرة ، من مكاشفاته وما كان يخبر به من المغيبات ، كقصة
سارية بن زنيم ، [ ص: 162 ] وما شاكلها ولله الحمد والمنة .
ومن ذلك ما رواه
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري من حديث
فراس ، عن
الشعبي ، عن
مسروق ، عن
عائشة ، رضي الله عنها ،
أن نساء النبي صلى الله عليه وسلم اجتمعن عنده ، فقلن يوما : يا رسول الله ، أينا أسرع بك لحوقا؟ فقال : " أطولكن يدا " . وكانت سودة أطولنا ذراعا ، فكانت أسرعنا به لحوقا . هكذا وقع في " الصحيح " عند
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري أنها
سودة ، وقد رواه
nindex.php?page=showalam&ids=17416يونس بن بكير ، عن
زكريا بن أبي زائدة ، عن
الشعبي ، فذكر الحديث مرسلا ، وقال : فلما توفيت
زينب علمن أنها كانت أطولهن يدا في الخير والصدقة . والذي رواه
مسلم ، عن
محمود بن غيلان ، عن
الفضل بن موسى ، عن
طلحة بن يحيى بن طلحة ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16270عائشة بنت طلحة ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة أم المؤمنين ، رضي الله عنها ، فذكرت الحديث ، وفيه : فكانت
زينب أطولنا يدا; لأنها كانت تعمل بيدها وتصدق . وهذا هو المشهور عن علماء التاريخ أن
زينب بنت جحش كانت
أول أزواج النبي صلى الله عليه وسلم وفاة . قال
الواقدي : توفيت سنة عشرين ، وصلى عليها
عمر بن الخطاب . قلت : وأما
سودة فإنها توفيت في آخر إمارة
عمر بن الخطاب أيضا . قاله
nindex.php?page=showalam&ids=12211ابن أبي خيثمة .
ومن ذلك ما رواه
مسلم من حديث
أسير بن جابر ، عن
عمر بن الخطاب في قصة
nindex.php?page=showalam&ids=12338أويس القرني ، وإخباره ، عليه الصلاة والسلام ، عنه بأنه خير التابعين
[ ص: 163 ] وأنه كان به برص ، فدعا الله فأذهبه عنه ، إلا موضعا قدر الدرهم من جسده ، وأنه بار بأمه ، وأمره
لعمر بن الخطاب أن يستغفر له ، وقد وجد هذا الرجل في زمان
عمر بن الخطاب على الصفة والنعت الذي ذكره في الحديث سواء ، وقد ذكرت طرق هذا الحديث وألفاظه والكلام عليه مطولا في الذي جمعته من " مسند
عمر بن الخطاب " ، رضي الله عنه ، ولله الحمد والمنة .
ومن ذلك ما رواه
أبو داود : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16544عثمان بن أبي شيبة ، ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17277وكيع ، ثنا
الوليد بن عبد الله بن جميع ، حدثتني جدتي
وعبد الرحمن بن خلاد الأنصاري ، عن
أم ورقة بنت نوفل ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما غزا بدرا قالت : يا رسول الله ، ائذن لي في الغزو معك أمرض مرضاكم ، لعل الله يرزقني الشهادة . فقال لها : " قري في بيتك فإن الله يرزقك الشهادة " فكانت تسمى الشهيدة ، وكانت قد قرأت القرآن ، فاستأذنت النبي صلى الله عليه وسلم أن تتخذ في بيتها مؤذنا ، فأذن لها ، وكانت دبرت غلاما لها وجارية ، فقاما إليها بالليل ، فغماها في قطيفة لها حتى ماتت وذهبا ، فأصبح
عمر ، فقام في الناس ، وقال : من عنده من هذين علم أو من رآهما فليجيء بهما - يعني فجيء بهما -
[ ص: 164 ] فأمر بهما فصلبا ، وكانا أول مصلوبين
بالمدينة . وقد رواه
nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي من حديث
أبي نعيم ، ثنا
الوليد بن جميع ، حدثتني جدتي ، عن
أم ورقة بنت عبد الله بن الحارث ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزورها ويسميها الشهيدة . فذكر الحديث وفي آخره : فقال
عمر : صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول
nindex.php?page=hadith&LINKID=3512107 : " انطلقوا بنا نزور الشهيدة
ومن ذلك ما رواه
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري من حديث
nindex.php?page=showalam&ids=11811أبي إدريس الخولاني ، عن
عوف بن مالك في حديثه ، عنه في الآيات الست بعد موته ، وفيه
nindex.php?page=hadith&LINKID=3512108 : " ثم موتان يأخذكم كقعاص الغنم وهذا قد وقع في أيام
عمر ، وهو
طاعون عمواس سنة ثماني عشرة ، ومات بسببه جماعات من سادات الصحابة ، منهم ،
معاذ بن جبل ، وأبو عبيدة ، ويزيد بن أبي سفيان ، وشرحبيل بن حسنة ، nindex.php?page=showalam&ids=142وأبو جندل سهل بن عمر ، وأبوه ،
nindex.php?page=showalam&ids=69والفضل بن العباس بن عبد المطلب ، رضي الله عنهم أجمعين .
وقد قال
nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17277وكيع ، ثنا
النهاس بن قهم ، ثنا
شداد أبو [ ص: 165 ] عمار ، عن
معاذ بن جبل قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ست من أشراط الساعة; موتي ، وفتح بيت المقدس ، وموت يأخذ في الناس كقعاص الغنم ، وفتنة يدخل حربها بيت كل مسلم ، وأن يعطى الرجل ألف دينار فيسخطها ، وأن يغدر الروم فيسيرون إليكم بثمانين بندا ، تحت كل بند اثنا عشر ألفا "
وقد قال الحافظ
nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي : أنا
أبو زكريا بن أبي إسحاق ، ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=13720أبو العباس محمد بن يعقوب ، ثنا
بحر بن نصر ، ثنا
ابن وهب ، أخبرني
ابن لهيعة عن
عبد الله بن حيان ، أنه سمع
nindex.php?page=showalam&ids=16047سليمان بن موسى يذكر
أن الطاعون وقع بالناس يوم جسر عموسة ، فقام عمرو بن العاص فقال يا أيها الناس ، إنما هذا الوجع رجس فتنحوا عنه . فقام شرحبيل بن حسنة فقال : يا أيها الناس ، إني قد سمعت قول صاحبكم ، وإني والله لقد أسلمت وصليت وإن عمرا لأضل من بعير أهله ، وإنما هو بلاء أنزله الله عز وجل ، فاصبروا . فقام معاذ بن جبل فقال : يا أيها الناس ، إني قد سمعت قول صاحبيكم هذين ، وإن هذا الطاعون رحمة بكم ، ودعوة نبيكم صلى الله عليه وسلم ، وإني قد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " إنكم ستقدمون الشام فتنزلون أرضا يقال لها : أرض عموسة . فيخرج بكم فيها خرجان له ذباب كذباب الدمل ، يستشهد الله به أنفسكم وذراريكم ، ويزكي به [ ص: 166 ] أموالكم " . اللهم إن كنت تعلم أني قد سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم فارزق معاذا وآل معاذ منه الحظ الأوفى ، ولا تعافه منه . قال : فطعن في السبابة فجعل ينظر إليها ويقول : اللهم بارك فيها ، فإنك إذا باركت في الصغير كان كبيرا . ثم طعن ابنه فدخل عليه فقال : الحق من ربك فلا تكونن من الممترين [ يونس : 94 ] . فقال ستجدني إن شاء الله من الصابرين [ الصافات : 102 ] .
وثبت في " الصحيحين " من حديث
الأعمش وجامع بن أبي راشد ، عن
شقيق بن سلمة عن
حذيفة قال : كنا جلوسا عند
عمر فقال : أيكم يحفظ حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم في الفتنة؟ قلت : أنا . قال : هات إنك لجريء . فقلت : فتنة الرجل في أهله وماله وولده وجاره ، يكفرها الصلاة والصدقة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، فقال ليس هذا أعني ، إنما أعني التي تموج موج البحر . فقلت : يا أمير المؤمنين ، إن بينك وبينها بابا مغلقا . قال : ويحك ، أيفتح الباب أم يكسر؟ قلت بل يكسر . قال : إذا لا يغلق أبدا . قلت : أجل . فقلنا
لحذيفة :
فكان عمر يعلم من الباب؟ قال نعم ، إني حدثته حديثا ليس بالأغاليط . قال : فهبنا أن نسأل
حذيفة من الباب ، فقلنا
لمسروق فسأله ، فقال :
عمر . وهكذا وقع من بعد مقتل
عمر وقعت الفتن في الناس وتأكد ظهورها بمقتل
عثمان بن عفان ، رضي الله عنهما .
وقد قال
يعلى بن عبيد عن
الأعمش ، عن
شقيق ، عن
عزرة بن قيس [ ص: 167 ] قال : خطبنا
خالد بن الوليد فقال : إن أمير المؤمنين
عمر بعثني إلى
الشام ، فحين ألقى بوانيه بثنية وعسلا أراد أن يؤثر بها غيري ويبعثني إلى
الهند . فقال رجل من تحته : اصبر أيها الأمير ، فإن الفتن قد ظهرت . فقال
خالد : أما
وابن الخطاب حي فلا ، وإنما ذاك بعده .
وقد روى
nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد : حدثنا
عبد الرزاق ، عن
معمر ، عن
الزهري ، عن
سالم ، عن أبيه قال :
أبصر رسول الله صلى الله عليه وسلم على عمر ثوبا فقال : " أجديد ثوبك أم غسيل؟ " قال : بل غسيل . قال " البس جديدا ، وعش حميدا ، ومت شهيدا " وأظنه قال : " ويرزقك الله قرة عين في الدنيا والآخرة " . وهكذا رواه
nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه من حديث
عبد الرزاق به ، ثم قال
nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي : هذا حديث منكر ، أنكره
nindex.php?page=showalam&ids=17293يحيى القطان على
عبد الرزاق ، وقد روي عن
الزهري من وجه آخر مرسلا . قال
حمزة بن محمد الكناني الحافظ : لا أعلم أحدا رواه عن
الزهري غير
معمر ، وما أحسبه بالصحيح ، والله أعلم . قلت رجال إسناده واتصاله على شرط " الصحيحين " ، وقد قبل الشيخان تفرد
معمر عن
الزهري في غيرما حديث ، ثم قد روى
البزار هذا الحديث من طريق
جابر الجعفي ، وهو ضعيف ، عن
عبد الرحمن بن سابط ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=36جابر بن عبد الله ، [ ص: 168 ] مرفوعا مثله سواء ، وقد وقع ما أخبر به في هذا الحديث; فإنه ، رضي الله عنه ،
قتل شهيدا وهو قائم يصلي الفجر في محرابه من المسجد النبوي ، على صاحبه أفضل الصلاة والسلام . وقد تقدم حديث
أبي ذر في تسبيح الحصا في يد
أبي بكر ، ثم
عمر ، ثم
عثمان ، وقوله ، عليه الصلاة والسلام
: " هذه خلافة النبوة "
وقال
نعيم بن حماد ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16418عبد الله بن المبارك ، أنا
حشرج بن نباتة ، عن
سعيد بن جمهان ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=3571سفينة قال :
لما بنى رسول الله صلى الله عليه وسلم مسجد المدينة جاء أبو بكر بحجر فوضعه ، ثم جاء عمر بحجر فوضعه ، ثم جاء عثمان بحجر فوضعه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " هؤلاء يكونون الخلفاء بعدي وقد تقدم في حديث
عبد الله بن حوالة قوله صلى الله عليه وسلم : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=3512112ثلاث من نجا منهن فقد نجا; موتي ، وقتل خليفة مصطبر ، والدجال " وفي حديثه الآخر الأمر باتباع
عثمان عند وقوع الفتنة .
وثبت في " الصحيحين " من حديث
nindex.php?page=showalam&ids=16036سليمان بن بلال ، عن
شريك بن أبي نمير ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=15990سعيد بن المسيب ، عن
أبي موسى قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3512113توضأت في بيتي ، ثم خرجت فقلت : لأكونن اليوم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فجئت المسجد فسألت عنه فقالوا : خرج وتوجه هاهنا . فخرجت في أثره حتى جئت بئر أريس ، [ ص: 169 ] وبابها من جريد ، فمكثت عند بابها حتى علمت أن النبي صلى الله عليه وسلم قد قضى حاجته وجلس ، فجئته فسلمت عليه ، فإذا هو قد جلس على قف بئر أريس فتوسطه ، ثم دلى رجليه في البئر وكشف عن ساقيه ، فرجعت إلى الباب وقلت : لأكونن بواب رسول الله صلى الله عليه وسلم . فلم أنشب أن دق الباب ، فقلت : من هذا؟ قال : أبو بكر . قلت : على رسلك . وذهبت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقلت : يا رسول الله ، هذا أبو بكر يستأذن . فقال : " ائذن له وبشره بالجنة " . قال : فخرجت مسرعا حتى قلت لأبي بكر : ادخل ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يبشرك بالجنة . قال : فدخل حتى جلس إلى جنب النبي صلى الله عليه وسلم في القف على يمينه ، ودلى رجليه وكشف عن ساقيه كما صنع النبي صلى الله عليه وسلم . قال : ثم رجعت وقد كنت تركت أخي يتوضأ ، وقد كان قال لي : أنا على إثرك . فقلت : إن يرد الله بفلان خيرا يأت به . قال : فسمعت تحريك الباب ، فقلت : من هذا؟ قال : عمر . قلت : على رسلك قال : وجئت النبي صلى الله عليه وسلم ، فسلمت عليه وأخبرته ، فقال : " ائذن له وبشره بالجنة " . قال : فجئت وأذنت له ، وقلت له : رسول الله صلى الله عليه وسلم يبشرك بالجنة . قال : فدخل حتى جلس مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على يساره ، وكشف عن ساقيه ودلى رجليه في البئر كما صنع النبي صلى الله عليه وسلم ، وأبو بكر . قال : ثم رجعت فقلت : إن يرد الله بفلان خيرا يأت به - يريد أخاه - فإذا تحريك الباب ، فقلت : من هذا؟ قال : عثمان بن عفان . قلت : على رسلك . وذهبت إلى رسول الله فقلت : هذا عثمان يستأذن . فقال : " ائذن [ ص: 170 ] له وبشره بالجنة مع بلوى أو بلاء يصيبه " . قال : فجئت فقلت : رسول الله صلى الله عليه وسلم يأذن لك ويبشرك بالجنة على بلوى أو بلاء يصيبك . فدخل وهو يقول : الله المستعان . فلم يجد في القف مجلسا فجلس وجاههم من شق البئر ، وكشف عن ساقيه ودلاهما في البئر كما صنع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر ، رضي الله عنهما قال
nindex.php?page=showalam&ids=15990سعيد بن المسيب فأولتها قبورهم اجتمعت وانفرد
عثمان .
وقد روى
nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي من حديث
عبد الأعلى بن أبي المساور عن
إبراهيم بن محمد بن حاطب ، عن
عبد الرحمن بن بجير ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=68زيد بن أرقم قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3512114بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : " انطلق حتى تأتي أبا بكر فتجده في داره جالسا محتبيا فقل : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ عليك السلام ويقول : أبشر بالجنة . ثم انطلق حتى تأتي الثنية ، فتلقى عمر راكبا على حمار تلوح صلعته ، فقل : إن رسول الله يقرأ عليك السلام ويقول : أبشر بالجنة . ثم انصرف حتى تأتي عثمان فتجده في السوق يبيع ويبتاع ، فقل : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ عليك السلام ويقول : أبشر بالجنة بعد بلاء شديد " . فذكر الحديث في ذهابه إليهم ، فوجد كلا منهم كما ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكلا منهم يقول : أين رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فيقول : في مكان كذا وكذا . فيذهب إليه ، وأن عثمان لما رجع قال : يا رسول الله ، وأي بلاء يصيبني؟ والذي [ ص: 171 ] بعثك بالحق ما تغيبت ولا تمنيت ولا مسست ذكري بيميني منذ بايعتك ، فأي بلاء يصيبني؟ فقال : " هو ذاك " ثم قال
nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي :
عبد الأعلى ضعيف ، فإن كان حفظ هذا الحديث فيحتمل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث إليهم
nindex.php?page=showalam&ids=68زيد بن أرقم ، فجاءوا
وأبو موسى جالس على الباب كما تقدم . وهذا البلاء الذي أصابه هو ما اتفق وقوعه على يدي من أنكر عليه من رعاع أهل الأمصار بلا علم ، فوقع ما سنذكره في دولته ، إن شاء الله من حصرهم إياه في داره حتى آل الحال بعد ذلك كله إلى اضطهاده وقتله وإلقائه على الطريق أياما لا يصلى عليه ولا يلتفت إليه ، حتى غسل بعد ذلك وصلي عليه ودفن بحش كوكب - بستان في طرف
البقيع - رضي الله عنه وأرضاه ، وجعل جنات الفردوس متقلبه ومثواه .
كما قال
nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد : حدثنا
يحيى ، عن
إسماعيل بن قيس ، عن
أبي سهلة مولى عثمان ، عن
عائشة قالت :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3512115قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ادعوا لي بعض أصحابي " . قلت : أبو بكر؟ قال " لا " . قلت عمر؟ قال : " لا " . قلت ابن عمك علي؟ قال : " لا " . قلت : عثمان؟ قال : " نعم " . فلما جاء عثمان قال : " تنحى " . فجعل يساره ولون عثمان يتغير . قال أبو سهلة : فلما كان يوم الدار وحصر فيها ، قلنا : يا أمير المؤمنين ، ألا تقاتل؟ قال : لا ، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد إلي عهدا ، وإني صابر نفسي عليه تفرد به
أحمد ، ثم قد رواه
أحمد عن
nindex.php?page=showalam&ids=17277وكيع ، عن
إسماعيل ، عن
قيس ، عن
عائشة ، فذكر مثله ،
[ ص: 172 ] وأخرجه
ابن ماجه من حديث
nindex.php?page=showalam&ids=17277وكيع .
وقال
نعيم بن حماد في كتابه " الفتن والملاحم " : حدثنا
عتاب بن بشير ، عن
خصيف ، عن
مجاهد ، عن
عائشة ، رضي الله عنها ، قالت :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3512116دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعثمان بين يديه يناجيه ، فلم أدرك من مقالته شيئا إلا قول عثمان : أظلما وعدوانا يا رسول الله؟! فما دريت ما هو حتى قتل عثمان ، فعلمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما عنى قتله . قالت عائشة : وما أحببت أن يصل إلى عثمان شيء إلا وصل إلي مثله ، غير أن الله علم أني لم أحب قتله ، ولو أحببت قتله لقتلت . وذلك لما رمي هودجها من النبل حتى صار مثل القنفذ
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14724أبو داود الطيالسي : ثنا
إسماعيل بن جعفر ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16698عمرو بن أبي عمرو ، مولى المطلب ، عن
المطلب ، عن
حذيفة قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا تقوم الساعة حتى تقتلوا إمامكم ، وتجتلدوا بأسيافكم ، ويرث دنياكم شراركم "
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي : أنا
nindex.php?page=showalam&ids=12992أبو الحسين بن بشران ، أنا
علي بن محمد المصري ، ثنا
محمد بن إسماعيل السلمي ، ثنا
عبد الله بن صالح ، حدثني
الليث ، حدثني
خالد بن يزيد عن
سعيد بن أبي هلال ، عن
ربيعة بن سيف ، أنه حدثه أنه جلس
[ ص: 173 ] يوما مع
شفي الأصبحي ، فقال : سمعت
عبد الله بن عمر يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=3512117سيكون فيكم اثنا عشر خليفة; أبو بكر الصديق ، لا يلبث خلفي إلا قليلا ، وصاحب دارة رحى العرب يعيش حميدا ويموت شهيدا " . فقال رجل : ومن هو يا رسول الله؟ قال : " عمر بن الخطاب " . ثم التفت إلى عثمان فقال : " وأنت يسألك الناس أن تخلع قميصا كساكه الله ، والذي بعثني بالحق لئن خلعته لا تدخل الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط "
ثم روى
nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي من حديث
nindex.php?page=showalam&ids=17177موسى بن عقبة : حدثني جدي أبو أمي أبو حبيبة أنه دخل الدار وعثمان محصور فيها ، وأنه سمع nindex.php?page=showalam&ids=3أبا هريرة يستأذن عثمان في الكلام فأذن له ، فقام فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " إنكم ستلقون بعدي فتنة واختلافا " . فقال له قائل من الناس : فمن لنا يا رسول الله؟ أو : ما تأمرنا؟ فقال : " عليكم بالأمين وأصحابه " . وهو يشير إلى عثمان بذلك وقد رواه
nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد عن
عفان ، عن
وهيب ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=17177موسى بن عقبة به . وقد تقدم في حديث
عبد الله بن حوالة شاهدان له بالصحة . والله أعلم .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد : حدثنا
عبد الرحمن ، عن
سفيان ، عن
منصور ، عن
[ ص: 174 ] ربعي ، عن
البراء بن ناجية ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=10عبد الله هو ابن مسعود ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
" تدور رحى الإسلام لخمس وثلاثين ، أو ست وثلاثين ، أو سبع وثلاثين ، فإن يهلكوا فسبيل من قد هلك ، وإن يقم لهم دينهم يقم لهم سبعين عاما " . قال : قلت : أبما مضى أو بما بقي؟ قال : وبما " بقي ورواه
أبو داود عن
محمد بن سليمان الأنباري ، عن
عبد الرحمن بن مهدي به ، ثم رواه
أحمد عن
إسحاق وحجاج ، عن
سفيان ، عن
منصور ، عن
ربعي ، عن
البراء بن ناجية الكاهلي ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=10عبد الله بن مسعود قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن رحى الإسلام ستزول بخمس وثلاثين ، أو ست وثلاثين ، أو سبع وثلاثين ، فإن تهلك فسبيل ما هلك ، وإن يقم لهم دينهم يقم لهم سبعين عاما " . قال : قال عمر : يا رسول الله ، أبما مضى أو بما بقي؟ قال : " بل بما بقي " وهكذا رواه
يعقوب بن سفيان عن
nindex.php?page=showalam&ids=16527عبيد الله بن موسى ، عن
إسرائيل ، عن
منصور به . فقال له
عمر ، فذكره . قال
nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي : وقد تابع
إسرائيل الأعمش nindex.php?page=showalam&ids=16004وسفيان الثوري ، عن
منصور . قال : وبلغني أن في هذا إشارة إلى الفتنة التي كان فيها قتل
عثمان سنة خمس وثلاثين ، ثم إلى الفتن التي كانت في أيام
علي ، وأراد بالسبعين ملك
بني أمية ، فإنه بقي بين ما بين أن استقر لهم الملك إلى أن ظهرت الدعاة
[ ص: 175 ] بخراسان وضعف أمر
بني أمية ودخل الوهن فيه ، نحوا من سبعين سنة .
حديث آخر : قال
nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد : حدثنا
إسحاق بن عيسى ، حدثني
يحيى بن سليم عن
عبد الله بن عثمان ، عن
مجاهد ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=12361إبراهيم بن الأشتر ، عن أبيه ، عن
أم ذر قالت :
لما حضرت أبا ذر الوفاة بكيت ، فقال : ما يبكيك؟ فقلت : ومالي لا أبكي وأنت تموت بفلاة من الأرض ولا يد لي بدفنك ، وليس عندي ثوب يسعك فأكفنك فيه . قال : فلا تبكي وأبشري ، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " ليموتن رجل منكم بفلاة من الأرض يشهده عصابة من المؤمنين " . وليس من أولئك النفر أحد إلا وقد مات في قرية أو جماعة ، وإني أنا الذي أموت بالفلاة ، والله ما كذبت ولا كذبت تفرد به أحمد رحمه الله ، وقد رواه
nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي من حديث
nindex.php?page=showalam&ids=16604علي بن المديني ، عن
يحيى بن سليم الطائفي به مطولا والحديث مشهور في موته ، رضي الله عنه ،
بالربذة سنة ثنتين وثلاثين ، في خلافة
عثمان بن عفان ، وكان في النفر الذين قدموا عليه وهو في السياق
nindex.php?page=showalam&ids=10عبد الله بن مسعود ، وهو الذي صلى عليه ، ثم قدم
المدينة ، فأقام بها عشر ليال ، ومات رضي الله عنه .
حديث آخر : قال
nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي : أنا
nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم ، أنا
الأصم ، ثنا
محمد بن إسحاق الصنعاني ، ثنا
عمر بن سعيد الدمشقي ، ثنا
سعيد بن عبد العزيز ، عن
إسماعيل [ ص: 176 ] بن عبيد الله ، عن
أبي عبد الله الأشعري ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=4أبي الدرداء قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3512118قلت : يا رسول الله ، بلغني أنك تقول : " ليرتدن أقوام بعد إيمانهم " . قال : " أجل ، ولست منهم " . قال : فتوفيأبو الدرداء قبل أن يقتل عثمان
وقال
يعقوب بن سفيان : ثنا
صفوان ، ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=15500الوليد بن مسلم ، ثنا
عبد الله ، أو
عبد الغفار بن إسماعيل بن عبد الله ، عن أبيه أنه حدثه عن شيخ من السلف قال :
سمعت أبا الدرداء يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إني فرطكم على الحوض ، أنتظر من يرد علي منكم ، فلا ألفين أنازع أحدكم فأقول : إنه من أمتي . فيقال : هل تدري ما أحدثوا بعدك؟ " قال أبو الدرداء : فتخوفت أن أكون منهم ، فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرت ذلك له . فقال : " إنك لست منهم " . قال : فتوفي أبو الدرداء قبل أن يقتل عثمان ، وقبل أن تقع الفتن . قال
nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي : تابعه
يزيد بن أبي مريم عن
أبي عبيد الله مسلم بن مشكم ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=4أبي الدرداء إلى قوله : " لست منهم " . قلت : قال
سعيد بن عبد العزيز : توفي
أبو الدرداء لسنتين بقيتا من خلافة
عثمان وقال
الواقدي وأبو عبيد وغير واحد : توفي سنة ثنتين وثلاثين . رضي الله عنه .